ما عذر الحكومة الآن؟!

نشر في 04-12-2012
آخر تحديث 04-12-2012 | 00:01
 حمد نايف العنزي  طوال السنوات الماضية والحكومة تلقي بأسباب فشلها على نواب المعارضة، هم السبب في عدم بنائها مستشفيات جديدة، وهم السبب في عدم بناء جامعات جديدة، وهم السبب في مشكلة الزحام المروري، ومشكلة الإسكان، والبطالة، والزحام المروري، والاكتفاء بمصدر وحيد للدخل، وهم سبب كل الأزمات السياسية التي مرت على البلاد، والحكومة بريئة من كل ذنب، بل إنها- "يا عيني"- كانت تمد يد التعاون إليهم فيرفضون في عناد وغطرسةٍ التعاون معها من أجل مصالحهم الانتخابية، وغايات أخرى الله وحده يعلم بها!

والآن، بعد ظهور نتائج الانتخابات التي جاءت على هوى الحكومة وكما تتمنى، لم تعد المعارضة صالحة لأن تكون شماعة فشلها المعتاد، فقد قاطع نواب المعارضة جميعهم هذه الانتخابات وتركوا الساحة للحكومة تسرح وتمرح بها مع وجود مجلس أكثر نوابه في جيبها ورهن أمرها، غير أنها أصبحت مكشوفة اليوم أمام الشعب الكويتي بأسره، ولم يعد أمامها إلا أن تفي بوعودها وتعمل بجد من أجل إنجاز المشاريع وتحقيق طموح المواطنين في الخدمات التعليمية والصحية والإسكانية وغيرها، فإن لم تفعل وعادت سيرتها الأولى، فإن أحداً لن يصدقها وسيقاطعها الشعب كله، وستكون مطالبهم هذه المرة بلا سقف حقاً، وسيقف الجميع مطالباً بالحكومة الشعبية والرئيس المنتخب وبقية مطالب المعارضة التي رفضها الشعب من قبل، فما أنتِ فاعلة أيتها الحكومة الرشيدة؟! هل ستستمرين في طريق الكسل والتردد والفساد أم ستردين على خصومك بالعمل والإنجاز والنجاح؟!... هذا ما سوف تخبرنا به الأيام والشهور المقبلة، فإما أن نصبح كلنا معها باللون الأزرق، وإما أن نتحول جميعاً إلى... "البرتقالي"!

***

إن صح ما يردده بعض المقاطعين - مفتخراً- بأن بعض الناخبين في الدائرة الخامسة كان يذهبون "ملثمين" إلى مقار الانتخاب للتصويت خوفاً من أن يتعرف إليهم أحد، فإن هذا ليس إلا إرهاباً فكرياً يمارسه من يزعم بأنه يدافع عن الدستور ويحمي الحريات، ويزيدنا قناعة بأننا كنا على حق في عدم قناعتنا به وبتوجهاته التي تلغي الآخر وتقمع آراءه ولا تعترف الا بما تؤمن به!

***

التفاوت الكبير بين عدد الأصوات التي حققها محمد الجويهل في انتخابات مجلس 2012 المبطل والتي بلغت 8330 صوتاً مقابل 132 صوتاً في الانتخابات الحالية تبين بوضوح مساوئ فائض الأصوات الأربعة، حيث يصوت الناخب لواحد او اثنين عن قناعة ثم يرمي صوته إلى مرشح لا يؤمن به، لكنه يصوت له ليداحر فلاناً أو يرد على علان، أو مجاملة لصديق أوصى به، الجويهل لم يكن خياراً حقيقياً حتى لناخبي المجلس المبطل، والصوت الواحد كشف مدى قناعة الناس به، وهي كما ترون... لا شيء!

***

سؤال: هل يحق لمن يقاطع الانتخابات ولا يعترف بشرعيتها أن يشكك في نزاهتها ويدقق على إجراءاتها ويتابعها أولاً بأول؟!

المنطق يقول بأنك حين لا تعترف بشيء فلن يعنيك كونه تم على أكمل وجه أم لا، أو أنه حقيقي أم مزيف، فالأمر لا يعنيك من قريب أو بعيد، وما حدث هو أن النواب المقاطعين كانوا أكثر من يتابعون سير الانتخابات، وهو أمر يثير الريبة في مدى تحسرهم على طير الطيور بأرزاقها وخروجهم من المولد بلا حمص، وبأن قرارهم كان متسرعاً وعن غير قناعة لكثير منهم!

***

كلمة أخيرة: خلصنا من متطرفي السنّة، فأتى لنا البعض بمتطرفي الشيعة، نحن شعب لا يتعلم أبداً، لا بصوت ولا بأربعة ولا بعشرة، فالطائفية تجرى في عروقنا مجرى الدم!

back to top