عندما علم عبيد أن زيداً عازم على رفع السقف فوق رؤوس الجمهور، ولأن عبيداً يسعى جاهداً إلى سرقة الأضواء من صديقه اللدود زيد، قرر أن يباغته بخطوة استباقية ويرفع هو السقف قبله. وأراد عبيد استغلال نرجسية زيد الذي يحرص حرصاً شديداً أن يكون "الكومبيله" الأخير في مسرحيات الإرادة من نصيبه. رُفع الستار وصفق الجمهور وبدأت المسرحية، وعندما جاء الدور على عبيد، بدأ بتنفيذ خطته لسرقة دور البطولة من زيد. وكعادته، بدأ بالتنظير والتهديد والوعيد، وتفوّه بكلام "مش محترم"، فارتفعت وتيرة التصفيق مع ارتفاع نبرة صوته. واعتقد أن خطته قد نجحت، إلا أن الغلطة الوحيدة التي ارتكبها هي الاكتفاء بالتلميح دون التصريح، وبما أن زيداً في المقابل أكثر تمسكاً بالحياة من الشحرورة، ولأن مقدرته على تطويع الجمهور تضاهي قدرات عادل إمام في "شاهد ماشافش حاجة" و"الزعيم" وجميع مسرحياته، ولأنه لا يبالي حتى وإن تكسّر السقف على رؤوس الجماهير، تمكن من الانتصار على عبيد بعد أن اضطر إلى "بط البرمة". وعلى فرَض أن لكل مسرحية هدفاً، فبسبب استمرار تعكر الجو السياسي في البلد مع احتمالية تشكيل أكثر من حكومة في المرحلة المقبلة، يكون الهدف غير المعلن من ذكر أشخاص بأسمائهم هو محاولة التأثير على السلطة وإعادة ترتيب لعبة الكراسي وإبعاد تلك الأسماء عن أي رئاسة وزراء قادمة! بصراحة، كل ذلك غير مهم مستقبلاً، فالأشخاص زائلون والبلد باقٍ، ولذلك علينا الحفاظ على بلد المؤسسات،أو ما بقي منها، وصمام أمانها المتمثل في السلطة القضائية. وهنا نتساءل: أليست المحكمة الدستورية نفسها هي التي رجحت كفة أحمد السعدون (المعارض) على جاسم الخرافي (الحكومي) في انتخابات الرئاسة؟! أليست هي المحكمة نفسها التي انتصرت في مايو ٢٠٠٦ للشعب وألغت قانون التجمعات سيئ الذكر وأعطتنا الحق الآن في التجمع في "ساحة الإرادة"؟! ألا يعتبر إبطال المحكمة لمرسوم أميري انتصاراً لدولة المؤسسات التي تدّعون المطالبة بترسيخها؟! فلماذا لم نسمع كلمات التشكيك إلا اليوم؟! ولماذا قدمتم قوانين الإعدام على قوانين فصل ومخاصمة القضاء في المجلس المبطَل؟! مشكلتكم يا سادة، أنكم لا تحترمون القضاء إلا إذا جاءت أحكامه حسب أهوائكم! خربشة: تحسسوا و"انجرحوا" كثيراً من مصطلح "رجالات الكويت" ولم تهتز مشاعرهم من الردح والشتائم من يومين، واعتبروها ردود أفعال!
مقالات
مسرحية زيد وعبيد
30-06-2012