"أهلي وعشيرتي" عبارة شهيرة استهل بها الرئيس المصري محمد مرسي أول خطاب رئاسي له عقب إعلان فوزه في انتخابات الرئاسة في 30 يونيو الماضي، وتوالت بعد ذلك خُطبه التي كان آخرها كلمة ألقاها يوم 23 نوفمبر الماضي وسط الآلاف من أنصاره الذين تظاهروا أمام قصر الاتحادية تأييداً للإعلان الدستوري الذي أصدره قبل يوم من هذه الكلمة الارتجالية.

Ad

وبحسب إحصائية أعدتها وكالة "الأناضول" التركية، بلغت كلمات مرسي التي ألقاها منذ توليه السلطة أكثر من 56 كلمة وخطاباً، اعتمد فيها على لغة الارتجال لا الخطابات المدونة سلفاً.

الخبير في الشؤون الإيرانية بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية محمد السعيد إدريس أشار إلى تشابه بين خطاب الرئيس مرسي ونظيره الإيراني أحمدي نجاد، من ناحية استخدامهما الخطاب الديني والاستعانة بآيات من القرآن الكريم والأحاديث النبوية، لافتاً إلى أن الفارق بين الخطابين هو أن خطاب نجاد أكثر نضجاً وحنكة من خطاب مرسي، لأن الأول "يستخدم الخطاب الديني بمدلولات سياسية، بينما يستخدمه مرسي بمدلولات دعوية أو منبرية".

أستاذ تحليل الخطاب في جامعة القاهرة عماد عبداللطيف اعتبر أن عبارات الخطابات الرئاسية الأولى عكست إحساساً بدور كبير القبيلة أو العائلة الذي يخاطب أتباعه، لافتاً في تصريحات لـ"الجريدة" إلى أن اعتماد الرئيس على الارتجال يجعل الحماسة تغلب على خطبه، مدللاً بما حدث في الخطاب الثاني في ميدان التحرير وخطابه في محافظة أسيوط "صعيد مصر".

 وأضاف عبداللطيف: "المعجم الديني يسيطر على خطابات الرئيس، نظراً إلى انتمائه في الأساس إلى جماعة دعوية".

وفيما يرى أستاذ الإعلام في جامعة القاهرة عدلي رضا أن كثرة خطب مرسي تقلل من قيمتها، ما يجعل المواطنين ينصرفون عنها، ناصحاً الرئيس بالاعتماد على الخطاب المكتوب، خاصة في المناسبات السياسية لأنه رجل دولة، قال الخبير الإعلامي ياسر عبدالعزيز في تصريحات لـ"الجريدة" إن رغبة الرئيس العارمة في الحديث إلى الناس أدت إلى تورطه في ارتكاب أخطاء كثيرة في المجال الاتصالي، مثل تفسيره الخاطئ لإحدى آيات القرآن الكريم، لافتاً إلى أهمية خضوعه لتدريب مكثف في مجال التواصل والاستخدام الأمثل للغة الجسد، موضحاً: "يجب على الرئيس أن يزيد من المحتوى السياسي لخطاباته على حساب المحتوى الإنشائي والديني".