مؤشرات انتخابية
بداية أسجل الرفض الكامل (القانوني والسياسي) على إعلان نتائج المصريين في الخارج قبل بدء التصويت داخل مصر، ولكن لا نملك إلا الرضوخ للأمر الواقع فالكاتب لا يملك سلطة تنفيذية، ولكن رؤية تحليلية تسمح له فقط أن ينقد ويحلل ما يحدث ولا تسمح له بالتدخل لمنع ما يحدث. رغماً عن ذلك سنحاول رصد بعض المؤشرات الانتخابية التي يمكن أن تؤثر في اختيار الرئيس القادم سواء تلك التي أفرزتها نتائج الخارج أو حملات المرشحين في الساعات الأخيرة.
** نسبة التصويت في الخارج (40- 50%) من المسجلين للانتخابات وليس من جميع المصريين الموجودين ولكن الإقبال في الداخل سيرتفع قليلاً ليصل إلى (60- 70%) على الأكثر.** حصد التيار الإسلامي حوالي 60% من أصوات الخارج مقسمة بين "الإخوانيين" السابق والحالي والمرشح الثالث بنسبة أقل وهي تقريبا ذات النسبة التي يمكنه الفوز بها داخل مصر.** كما ذكرت في مقالي (الانتخابات الرئاسية (1) بتاريخ 13/4) فأصوات الناخبين ستتوزع بين 4 مرشحين رئيسيين والخامس فرصته ضئيلة والبقية تقريبا لا فرصة لهم، وهذا ما أكده التصويت خارج مصر وستظل النسبة على حالها في الداخل... إلا إذا حدث أمر خارج التوقعات.** المستوى الأول للمرشحين به مرسي والثالث ينفرد به أحمد شفيق والثاني يتنافس فيه موسى وصباحي وأبو الفتوح. والبقية لا فرصة حقيقية لهم. ** الأغلبية الكبيرة لمرشحي "الإخوان" (مرسي- أبو الفتوح) في الخليج ليست تعبيراً دقيقاً عن آراء المصريين هنا، ولكنها دليل على وجود التنظيم العالمي في الخليج ومدى فاعليته.** احتمال فوز مرشح من الجولة الأولى لا تزيد عن 5% وبالتالي فالإعادة شبه مؤكدة إلا إذا.** في حال الإعادة بين مرشحين أحدهما مرسي فنسبة فوز مرسي تزيد على 70%.** في حال الإعادة بين مرشحين أحدهما شفيق فنسبة خسارة شفيق تزيد على 90%.** في حال الإعادة بين اثنين من ثلاثي المستوى الثاني ستظل النتيجة معلقة لآخر صوت.** التوزيع النسبي للناخبين سيحدد بنسبة كبيرة من يفوز؛ فمشاركة الأقباط بكثافة سيزيد من فرص موسى وشفيق ومن ورائهم صباحي، والتصويت الجماعي (إن حدث- بمعنى الذهاب جماعات) خصوصاً في القرى والنجوع سيزيد من فرص شفيق ومرسي ومن ورائهم أبو الفتوح الذي يعتمد في المقام الأول على شباب "الإخوان" ممن يرفضون أسلوب قيادتها في الإدارة وممن يرون فيه وجهاً مقبولاً وكان إبعاد الشاطر في مصلحته حيث لا يحظى مرسي بشعبية الشاطر، ويعتمد مرسي على الالتزام الحزبي الصارم للجماعة وبعيداً عن الاثنين يعتمد صباحي على القوى اليسارية والناصرية، ويبقى عمرو موسى كحل في نظر الكثيرين ممن أرهقتهم الثورة ويبحثون عن الهدوء والاستقرار في أسرع وقت.هذه تقريبا هي آخر الملامح والمؤشرات قبل بدء التصويت (الذي انتهى عند نشر المقال) وستعلن النتيجة يوم الاثنين القادم. وأيا ما ستكون النتيجة سواء في المرحلة الأولى أو الإعادة فما يجب أن يعلمه ويعمله الجميع هو قبولها والرضا بها، أما محاولة إثارة الشارع وتهييجه تحت دعاوى مختلفة بينما الحقيقة- للأسف- هي رفض المرشح للهزيمة وأنه الأحق بالرئاسة، وهذا أمر يتناقض تماماً مع أولى مبادئ الديمقراطية التي ينادي بها الجميع، فيجب أن نتعلم جميعا أن نتقبل الهزيمة، كما نفرح بالفوز. فهل يتقبل المرشحون وأنصارهم النتيجة؟ هذا هو السؤال.