ليس من العقل ولا المنطق أن يستغرب المراقب للشأن السياسي الكويتي ما يدور اليوم من تناحر نيابي داخل مجلس الأمة، ومسابقة عرض العضلات التي يمارسها الأعضاء في وسائل الإعلام وغيرها، حيث إن المكتوب كان واضحاً من عنوانه، والتخندق الطائفي خلال فترة الانتخابات الأخيرة كان مؤشراً واضحاً على ما يواجهه البلد اليوم من اصطفاف طائفي بغيض أبطاله نواب اختارهم الشعب لمواصفاتهم الخاصة التي تمكنهم من خوض هذه الحرب داخل البرلمان! إن افتقاد معظم التيارات السياسية والكتل البرلمانية لمشروع "الدولة" واعتقادهم الراسخ بعدم المقدرة على تقديم مشروع متكامل يقنعون من خلاله المواطن البسيط بأدائهم، وتخوفهم من "بعبع" حل البرلمان الذي قد يأتي في أي لحظة، وبالتالي عودتهم إلى الصناديق مجددا، كل ذلك يجبرهم على المشاركة بالعزف مع أوركسترا الردح وعدم التوقف عن قرع طبول الحرب الطائفية لكسب تعاطف "شارعهم الخاص"! في المقابل، تبقى هناك مجموعة إقصائية لم تؤمن يوماً بالديمقراطية كخيار، ودستور 1962 بالنسبة إليها ما هو إلا "رجس من عمل الإنسان"، ووصولها إلى قاعة عبدالله السالم لم يكن إلا لهدم المشروع الديمقراطي من الداخل، ولقتل فكرة الدولة المدنية واستبدال أخرى قمعية بها، يتسيدها الفكر الإقصائي، هادفين أن تكون تجربة الكويت الديمقراطية في المنطقة والإقليم عبرة لمن يعتبر، ولكي "تلعن" الشعوب من حولنا كل حروف الديمقراطية والتعددية. فباختصار، هم يريدونها "هولوكوست" يحرقون بناره الديمقراطية، ويثبتون حالة الفكر الأحادي، فوجود ديمقراطية حقيقية في المنطقة تزعج الكثيرين من حولنا! خربشة: لا أحد يقبل التعرض لمقام الرسالة، فلا تحاولوا لعب دور البطولة!
مقالات
هولوكوست كفار الديمقراطية
31-03-2012