أول العمود:

Ad

ترتيب الكويت الدولي 121 للحصول على ترخيص بناء، و117 لتنفيذ العقود... وذلك بحسب "مؤشر مدركات الفساد" لعام 2012.

***

تابعت كغيري أحداث المسيرات وأتابع الانقسام اللوني للانتخابات، أزرق- برتقالي. خبرياً ومعلوماتياً، نحن لا نخضع لملاك الصحف أو الفضائيات في نقل الأخبار والأحداث المتسارعة، لم تعد صورة "رئيس التحرير" التقليدية المرفقة بافتتاحية لصحيفته وأخبارها في الصفحة الأولى، أو نشرة أخبار فضائية، هي ملاذ الكثير من متتبعي الأخبار لسبب بسيط هو: السرعة في بث الحدث حتى إن كانت تنقصه الدقة في بعض الأحيان.

تبدو الأخبار المكتوبة في الصحف على سطح مكتبك في الصباح أو رؤية نشرة متلفزة، شيئاً أرشيفياً مهما كانت مسافتها الزمنية قريبة من توقيت الحدث، ففي الغالب تجدها أولاً على حسابات المغردين والمدونين في "تويتر" أو"فيسبوك"، وهذا يضيف عبئاً على أجهزة الدولة من زاوية النفي أو بث معلومة مضادة، بمعنى أن الدولة هنا يجب أن تدخل عالم التغريد والتدوين خصوصاً في الأحداث المهمة.

تظهر حيوية "تويتر" في الأحداث الأخيرة، وأجواء الانتخابات الجارية حالياً كسوق للبضائع، الجيد منها والرديء، والجودة والرداءة هنا تعني "المعلومة" بأشكالها: صحيحة، خاطئة دون قصد، خاطئة بتعمد، إشاعة. ومن ملاحظاتي أن هذا السوق قادر على تنظيف نفسه خلال دقائق من خلال تفاعل أصحاب الحسابات وبشكل تنافسي من خلال بث متلاحق بالمعلومة الأحدث.

في المسيرة الأخيرة جرى تداول عدد من "المعلومات": (إنزال الجيش، تظاهرة متزامنة للبدون في تيماء، وجود أفراد من قوات الأمن الأردني، توظيف شركة اتصال قطرية لتوجيه الرسائل للشارع، وجود حسابات دولية لإدارة حركة "كرامة وطن"، اتهام حركة "الإخوان المسلمين" بإدارة حركة الجماهير في المسيرة)... مهما كان تقييمنا لهذه المعلومات فإنها كانت الأكثر تداولاً خلال ساعتين أو أقل، لكن الكثير منها تلاشى بفعل "تويتر" ذاته، ولاحقاً بسبب المعلومات الرسمية التي نفت بعضها.

خلاصة القول، إن المغردين والمدونين أصبحوا اليوم رؤساء تحرير للخبر إن كانوا في موقع الحدث أو في أَسرّتهم مستلقين، وباتت معلوماتهم تؤثر على مسار الأحدث وتوجيهها، كما حدث في مسألة تحويل المسيرة الأخيرة من شارع الخليج إلى منطقة مشرف، والتي جوبهت باستنكار كبير من الرأي العام لأنها منطقة سكنية، إضافة إلى ما حدث من قبل، من مسيرة قامت بها جموع من الناس باتجاه السجن المركزي في محاولة لـ"إخراج" العضو السابق مسلم البراك بكفالة، وما رافق ذلك من حادثة دهس مؤسفة لوكيل عريف أحمد العيسى بسيارة أحد المتظاهرين، وتعكير أمن سكان المناطق المجاورة للسجن.

نحن اليوم أمام مشهد إعلامي جديد يساهم فيه الناس العاديون بمعلوماتهم وآرائهم وبتدفق معلوماتي أسرع وأكثر سخونة من عمل طواقم تحرير الصحف ومراسلي الفضائيات، وهو مشهد بحاجة إلى وعي عام، مجتمعي ورسمي، ليس لمراقبته بل للتعامل معه من أجل فهم عام لوظيفة وسائل الإعلام وامتزاجها بمطالب فئات مختلفة من الناس وعلى رأسها الشباب.