واصل رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي لقاءاته في موسكو أمس، مع عدد من المسؤولين الروس، في محادثات تشكل فرصة أمام الرئيس فلاديمير بوتين لإقامة شراكة جديدة مع العراق وتنشيط العلاقات التي تضررت منذ الاطاحة بـ صدام حسين عام 2003.

Ad

والتقى المالكي رئيس الوزراء الروسي ديميتري مدفيديف، فيما يجتمع مع الرئيس الروسي اليوم الأربعاء.

وأظهرت وثيقة خلال اجتماع مدفيديف والمالكي، أن العراق وقع عقودا في الأشهر القليلة الماضية لشراء أسلحة من روسيا تزيد قيمتها على 4.2 مليارات دولار.

وجاء في الوثيقة أن العقود وقعت خلال زيارات لروسيا قام بها القائم بأعمال وزير الدفاع العراقي في أبريل ويوليو وأغسطس الماضية. ولم تقدم تفاصيل تلك العقود.

وقال المالكي: «في ما يتعلق بسياساتنا لشراء الأسلحة، لا نطلب نصيحة أحد»، مضيفا: «لدينا علاقات جيدة مع الولايات المتحدة وإيران، لا نريد أن نكون محاطين بنزاعات دائمة، ونحن نشتري الأسلحة على أساس احتياجاتنا».

من جانب آخر، ذكرت صحيفة «فيدوموستي» الروسية، أن صفقة الأسلحة هذه وهي الأضخم منذ 2006، تشمل 30 مروحية هجومية وأنظمة صواريخ أرض-جو.

كما ترغب روسيا في ايصال رسالتها بأنها تعارض بقوة التدخل الخارجي في سورية وهو ما أثار استياء حلفاء موسكو الغربيين.

وقال المالكي في خطاب ألقاه في مقر الضيافة في وزارة الخارجية الروسية أمس، «نحن لا ندعم المعارضة السورية ولا الحكومة في دمشق». وأضاف: «نحن ضد التدخل العسكري الخارجي في سورية، لأنه سيكون هناك خطر، اذا حصل ذلك، بأن تتوسع الأزمة الى كل المنطقة»، مشددا على أن بلاده ترفض «سياسة إشعال النيران والتدخل لإسقاط الأنظمة السياسية بالقوة». وأوضح: «الوضع في سورية مختلف نتيجة عوامل عديدة ورؤيتنا لحل هذه الأزمة أعلناها منذ بدء هذه الأزمة وقدمنا مبادرة تحقق للشعب السوري ما يهدف إليه وتجنب سورية وشعبها والمنطقة مخاطر الاقتتال والتدخل الخارجي».

الى ذلك، كشفت صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية أمس، أن العراق يرسل بهدوء شحنات حيوية من الوقود إلى سورية، في اطار صفقة أثارت قلق واشنطن وأماطت اللثام عن الصعوبات التي تواجهها دمشق بالحفاظ على اقتصادها واقفاً في ظل الأزمة الدائرة والعقوبات الدولية.

وقالت الصحيفة إن حكومة المالكي وافقت في يونيو الماضي على تزويد سورية بـ 720 ألف طن من الوقود شهرياً بموجب اتفاق سنوي قابل للتجديد، وفقاً لوثائق تجارية اطلعت عليها، مضيفة أن وزارة النفط العراقية أرسلت شحنتين من الوقود الذي يُستخدم لتوليد الطاقة إلى النظام السوري في يونيو ويوليو الماضيين، ودفعت سورية قيمتهما البالغة 14 مليون دولار نقداً.

(موسكو، بغداد -

أ ف ب، د ب أ)