اكد الرئيس العراقي جلال طالباني ان كل مستلزمات ومبررات العلاقة الثنائية والاخوية الممتازة بين العراق والكويت متوفرة وانه من دعاة تطويرها ومذكرا بان ما حدث بين البلدين كان فعل قام به صدام حسين الذي قاتل شعبه ودمر بلاده قبل ان يذهب الى الكويت لتدميرها.

Ad

وقال لدى لقائه وفدا من الصحافيين الكويتيين الذي زار بغداد برئاسة رئيس جمعية الصحفيين احمد يوسف بهبهاني "نؤكد على العلاقات الاخوية بين العراق والكويت ونحن من دعاة تطوير تلك العلاقة وانا اعتقد ان ما حدث بين العراق والكويت لم يكن عراقيا انما صدام حسين قاتل شعبه ودمر بلاده قبل ان يذهب الى الكويت لتميرها".

ودعا الى "الايمان ان تكون هذه الحادثة عابرة بتاريخ العلاقات بين البلدين وان نستفيد منها وان لا نسمح بتأزم العلاقات الاخوية بين البلدين" .. نحن شعبان قويان ونستطيع ان نكمل بعضنا البعض".

وتحدث عن الدمار الذي الحقه صدام ونظامه بالعراق وخيراته لافتا الى "ان صدام حسين حين تسلم الحكم كان في العراق 34 مليون نخلة وعندما انتهى نظامه لم يكن في العراق سوى اربعة ملايين نخلة".

واشاد الرئيس العراقي بدور سمو امير دولة الكويت الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح وقال "اعتبر سمو الامير الكويتي اخ عزيز واقدم له احترامات فائقة" لافتا الى ان "سمو الامير حريص على تحسين العلاقات بين البلدين".

وعن زيارة رئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ جابر المبارك الصباح قال "انا ارحب بهذه الزيارة وبتشريفه لنا وكذلك اقدم احترامي الى سمو الامير".

وتحدث عن زيارة الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الى بغداد وقال "بحثنا ثلاث مسائل اولها العلاقة بين العراق والكويت".

واشار الى أن بان كي مون "عبر عن اعتقاده أثناء زيارته لبغداد انه ينبغي ان ننهي المسائل العالقة بين البلدين وان يخرج العراق من طائلة البند السابع".

واكد طالباني ان "الجو العام مناسب الان لأقامة افضل العلاقات بين العراق والكويت" ماضيا الى القول "نحن على استعداد كامل لانهاء المسائل العالقة بين البلدين من اجل ان نتخلص من اي سوء فهم".

واضاف ايضا "نحن على استعداد لتنفيذ ما يطلبه الاخوة في الكويت سواء كتابة ام عملا او على الخريطة واي سوء فهم لا مبرر له".

واشار طالباني الى ان بان كي مون "بحث العلاقات العراقية مع دول الجوار" التي اعتبر انها جيدة "باستثناء تركيا".

وتحدث عن الازمة مع تركيا وسبل تحسين الاجواء المتلبدة بين بغداد وانقرة موضحا "انا تحدثت مع المالكي وانه مستعد وتحدثنا بشأن المشاكل مع تركيا" مسلطا الضوء على ما سببه مؤتمر حزب العدالة والتنمية الذي شارك فيه طارق الهاشمي من صدمة لدى السياسيين العراقيين والحكومة العراقية "حيث ان عددا من الاخوة الذين شاركوا به فوجئوا بوجود الهاشمي فيه .. وبعد ذلك صار نوع من الكلام غير الودي ونوع من التوتر والانتكاسة حتى توترت العلاقات بشكل كامل".

لكنه عاد وذكر بان هناك تعاونا تجاريا كبيرا بين العراق وتركيا وقال "وقع العراق وتركيا 42 اتفاقية وبروتوكول في وقت ليس لدينا بروتوكول واحد مع ايران".

واعتبر طالباني "ان على تركيا ان تكون اكثر ودا مع العراق" مسلطا الضوء على الامتيازات التي قدمها العراق الى تركيا عندما سمح لهم باستخراج النفط فضلا عن المشاريع الكبيرة والصغيرة حيث ان تركيا تمتلك اكثر من (1000) شركة في العراق فيما تجاوز حجم التبادل التجاري بين تركيا والعراق سبعة مليارات دولار".

وبشأن الازمة بين بغداد واقليم كردستان قال طلباني مخاطبا الوفد "اعتقد ان قدومكم علينا كان خيرا .. لانه قبل قليل اخبرني رئيس الوزراء وطمأنني" بانه تم الاتفاق على "نزع فتيل الازمة وسحب القوات الى ما قبل تشكيل عمليات دجلة".

وأعرب عن أمله في أن "تحل هذه الاشكالات عن طريق الحوار وسيبدأ الحوار بعد نزع فتيل الأزمة".

وأوضح طالباني أن "هناك مرحلة جديدة من المفاوضات ستجري لمناقشة قضايا ومسائل لا تخص المركز والاقليم فقط وانما قضايا عراقية ومنها مسائل المشاركة في الحكم والاصلاحات المطلوبة وقضية الفساد الاداري وكيفية صرف الأموال الطائلة التي لدينا".

وأضاف ان "العراق بلد غني وعندنا زيادة في الميزانية وفي الوقت نفسه لدينا فقراء وهذا معيب جدا حيث تصل نسبة الفقر الى 23 في المائة من الشعب".

وفي الشان السوري قال طالباني "انه ملف معقد .. سوريا ليس فيها شعب من طيف واحد بل فيها العلويين والدروز والكرد والاسماعيلية والعرب السنة" مبينا ان "العلويين كلهم يدعمون الحكومة وبات مصيرهم مرتبط ببقائها وانهم خائفون اذا سقط الحكم سوف تسقط كل الامتيازات منهم".

واضاف "اما الدروز فهم قسمان الاول ضد الحكومة والاخر معها اما الكرد فالاغلبية مع الحكومة خوفا من تركيا لان تركيا اذا سادت في المنطقة سوف يصبح وضعهم سيئ .. اما الاغلبية السنية العربية وهي اغلبية الشعب السوري فهي اغلبية ضد الحكم".

واشار الى ان هناك صراعا بالوكالة في سوريا متطرقا الى الخلاف التركي - الايراني بالقول "يجب ان نكون صريحين .. انه خلاف تاريخي منذ ايام الصفويين وخلاف على مناطق النفوذ والمصالح".

واعرب عن اعتقاده بان "نظام الاسد ليس قوي ولكنه في الحالتين لن يسقط".

ومضى الى القول "هناك نوع من توازن القوى لان الجيش السوري مازال متماسكا والحكومة تسيطر على الاجهزة".

واشار الى ان البديل المتطرف لا يلقى قبولا امريكيا معتبرا ان "دول العالم تتخوف من البديل وامريكا ترفض الاعتراف بهذه المعارضة خوفا من صعود القوة الاسلامية المتشددة .. اذا كان البديل ديمقراطي حر فان كل الاطراف ترحب بذلك لكن اذا كان (اسلامي) فانه يخوفهم".

واشار الى ان هناك اختلافا اقليميا ودوليا بشأن القضية السورية .. فروسيا اكدت انها ليست في موضع الدفاع عن شخص بشار الاسد انما هي ضد الهيمنة الامريكية في تغييرها لحكام المنطقة.

واشار الى ان "نظام بشار الاسد استمر طويلا .. والسؤال هو هل يصمد النظام في سوريا اكثر من ذلك?" وتابع "نحن قدمنا النصيحة الى اكراد سوريا بان لا يدخلوا في العمل المسلح الجاري هناك وان يشتركوا في المعارضة السلمية" كاشفا ان اكراد سوريا "طلبوا منا ان نسلحهم ورفضنا ذلك وقلنا لهم نحن لا نشجع النزاع المسلح واكدنا لهم بأن يناضلوا نضالا سلميا برلمانيا سياسيا ديمقراطيا جماهيريا".

واعتبر ان "اذا لم تتمكن القوى في سوريا من التوصل الى حل سلمي فان الحرب الاهلية ستستمر في البلاد لان الحكومة ليست قادرة على سحق المعارضة والمعارضة ليست قادرة على سحق النظام والخلاف سوف يستمر".

وخلص الى التاكيد بان "المسألة في سوريا مرتبطة بعدة عوامل دولية واقليمية والكثير من القضايا".

وعن النظام الفيدرالي في العراق والازمة بين الحكومة الاتحادية واربيل قال طالباني "العراق بعد سقوط صدام قبل بالنظام الفيدرالي والدستور العراقي نص على النظام الفيدرالي والاكراد كان لهم كيان فيدرالي معترف به حتى في عهد صدام لكن ليس مثل الصلاحيات الحالية الان".

واضاف "في عهد صدام كان الحكم الذاتي لكردستان موجودا ..فالكيان كان قائما لكن توسع بعد ذلك وحقوقه زادت والمناطق الاخرى فيها اختلاف".

وتحدث عن محاولات لاقامة فيدراليات اخرى في العراق وقال "اخواننا العرب السنة رفضوا الفيدرالية ولكن عندما شاهدوا فوائدها رجعوا بقرارهم وقالوا نحن نريد الفيدرالية لأننا نريد بناء نفس المؤسسات .. الجميع حاول ولكن لم تكن هناك اكثرية (كافية).. كما كان هناك اتجاه في البصرة ولكن لم تكن هناك اكثرية".

وبالعودة الى المناطق الكردية اكد طالباني انها كانت تتمتع باستقلالية منذ عهد صدام حسين وكان لدى كردستان "مجلس وزراء وشرطة وبيشمركة ولكن بعد سقوط صدام حسين رجعت كردستان الى بغداد واشتركت في الحكومة المركزية والجيش والمؤسسات العامة وحصل تقسيم للصلاحيات بين المركز والاقليم وفق الدستور العراقي الحديث".

واستبعد طالباني حدوث انفصال في العراق مؤكدا ان "الكردي الناضج العاقل لا يريد الانفصال او الاستقلال لأنه غير ممكن".

واضاف "انا رئيس حزب وشعاري منذ اول يوم هو (حق تقرير المصير) لكن عندما صوتنا للدستور فنحن مارسنا حق تقرير المصير بشكل اتحاد فيدرالي".

وقال ان 95 في المائة من الاكراد صوتوا للدستور الذي هو دستور فيدرالي اتحادي.

وعن الظروف الجيوسياسية التي تمنع نشوء دولة كردية في المنطقة قال طالباني "على الدوام اقول هذا المثل للمتطرفين .. اذا ما اعلن اقليم كردستان الاستقلال ولم تعلن تركيا او ايران او العراق الحرب عليه بل اكتفوا باغلاق الحدود .. ماذا نفعل حينها .. ببساطة نختنق .. كل المستلزمات الاقتصادية والبنى التحتية غير موجودة".

واضاف "الان نتمتع بنظام ديمقراطي وحقوق وحريات واسعة .. هذا تطور هائل في كردستان .. فالاوضاع جيدة ومستوى المعيشة جيد وهناك تراكمات عمران هائل".

وكشف عن انه بعد سقوط نظام صدام حسين كان في مدينة السليمانية خمسة من اصحاب الملايين "اما اليوم فأن المسجلة اسمائهم في غرفة التجارة 2900 مليونير .. وهذا يعني ان الثروة تجمعت في ايدي هذا العدد وعندما تتجمع الثروة تصبح هناك عمارات وفنادق ومدارس".

وتابع "عندما رجعنا من الجبل كان هناك جامعة واحدة في كردستان والان هناك حوالي 20 جامعة واعتقد ان العاقل الكردي يكفيه هذا".

وعبر طالباني عن عدم رضاه عن دور العراق في جامعة الدول العربية معتبرا ان "هناك محاولات لعزل العراق مرة بحجة ان العراق تابع لايران واخرى بحجة ان العراق شيعي ومرة بحجة ان العراق انفصالي وخارج الامة العربية".

وتابع "نحن ضد هذه الحملة وفي الحقيقة علاقاتنا مع تركيا عشرة اضعاف علاقتنا مع ايران".

واضاف "صحيح ان الاكثرية العربية شيعية ولكن شيعة العراق هم الاصل ولا يقبلون التبعية لايران. النجف الاشرف هي فاتيكان الشيعة في العالم وليس قم .. كذلك كل (مراقد) الائمة عندنا .. الامام علي والحسين والعباس والكاظم .. ليس في ايران سوى مرقد امام واحد فقط هو علي بن موسى الرضا .. حتى انه يسمى (غريب الدار) .. فضلا عن الحوزة دائما في العراق".

واشار الى ان "النجف الشريف هو الاساس وهناك مسالة مهمة وهي النظرية الدينية في الولاية حيث ايران تحكم بنظرية ولاية الفقيه ومراجعنا الشيعية ضد ولاية الفقيه وهذا فرق كبير بين العراق وايران".

اشار الى ان هناك "من يحاولون التقليل من دور العراق .. العراق له دور كبير في المنطقة وكان له دور كبير في القمة العربية".

وضم الوفد رئيس جمعية الصحافيين الكويتيين احمد يوسف بهبهاني ورئيس تحرير جريدة الانباء يوسف المرزوق ورئيس تحرير جريدة النهار عماد بو خمسين ورئيس تحرير وكالة الانباء الكويتية (كونا) راشد الرويشد ورئيس تحرير جريدة كويت تايمز عبد الرحمن العليان ونائب رئيس تحرير مجلة اليقضة داليا بهبهاني بالاضافة الى مدير جمعية الصحفيين الكويتية ومنسق زيارة الوفد عدنان الراشد وعضو مجلس ادارة جمعية الصحفيين جاسم كمال والمصور ماجد السابج كما حضر اللقاء القائم بالاعمال في السفارة الكويتية خالد القناعي ونقيب الصحفيين العراقيين مؤيد اللامي.