قدمت فرقة المسرح الكويتي خامس عروض المسابقة الرسمية لمهرجان الكويت المسرحي الثالث عشر من خلال «اليامعة»، تأليف مشعل الموسى وإخراج عبدالمحسن القفاص.

Ad

تعني مفردة «اليامعة» باللهجة الكويتية حقيبة صغيرة جداً تكون مربعة أو مثلثة الشكل فيها مصحف صغير أو وريقات كتبت فيها آيات قرآنية وأدعية، وبعضهم يكتب فيها تعاويذ وطلاسم لحماية حاملها من الشرور والأرواح الخفية ومواطن الخلل، وإبعاد أعين الحاسدين عنه.

وقد أحسن المخرج والمؤلف عندما غيرا عنوان العمل من «محمل ومطرقة» إلى «اليامعة»، باعتباره المحور الأساسي للصراع في العرض.

جسد عرض «اليامعة» صراعاً بين شابين «عفلنقي» و»خاوط» على فتاة هي ابنة عم الأول من أجل الفوز بزواجها، لكن والدها «مصرقع» يرفض ابن أخيه بسبب القصيدة الغزلية التي أطلقها «عفلنقي» في ابنة عمه، وينتهز «خاوط» هذه الفرصة حينما يطلب والدها «يامعة» ابن أخيه مهراً لها، واستطاع بأسلوبه إقناع «عفلنقي» بالاستغناء عن «اليامعة»، فيخلعها منه، ثم ينتصر على غريمه ويتزوج من الفتاة.

اختار المؤلف أسماء لشخصياته لها معان في اللهجة الكويتية مثل «عفلنقي» وهي صفة تطلق على سيئ السمعة و»خاوط» الذي يذهب من طريق ويأتي من آخر من دون هدف، أي يمشي على غير هدى، و»مصرقع» الأهبل.

كما استعان بقصة من التراث الشعبي عن «أم السعف والليف»، وهي خرافة عن أن أم السعف والليف تسكن أعلى شجرة النخيل، وذلك لإخافة الأطفال ومنعهم الخروج عند هطول الأمطار أو السهر.

استطاع المخرج أن يقدم معادلة إيقاعية لعناصر العرض المسرحي، واستخدام أسلوب المخرجين الروسي مييرهولد والنمساوي راينهارت بالاستغناء عن الديكور التقليدي، من خلال استغلال فضاء المسرح بسينوغرافيا بصرية معبرة وموفقة، خاصة لحظة دخول أم السعف والليف من الأعلى بثوب أسود طويل وأطرافه التي تحولت إلى موج متلاطم، و«اليلوة» وهي ليلة تحضير العروس للزفاف، وبدلاً من قطعة القماش الخضراء المعروفة وضعت بدلاً منها الحمراء دلالة على قتل حب البنت لابن عمها، وشجرة «السدرة» الصغيرة التي كبرت فيما بعد.

الأداء التمثيلي كان لافتاً لدى الفنان القدير عبدالله غلوم، والممثلين الشباب غدير السبتي وسامي بلال وعيسى ذياب.

يبقى أن نقول إن «اليامعة» عمل مسرحي جميل من توقيع المخرج عبدالمحسن القفاص.