المعارضة السورية تسيطر على «الشيخ سليمان» وتعزز وضعها شمالاً

نشر في 11-12-2012 | 00:01
آخر تحديث 11-12-2012 | 00:01
No Image Caption
• برلين تطرد 4 دبلوماسيين سوريين • موسكو تدعم الإبراهيمي وترفض «فرض الحلول»

حققت المعارضة السورية المسلحة تقدماً بالغاً في الأهمية على الأرض أمس، إذ أعلنت سيطرتها بشكل كامل على أكبر قواعد الجيش النظامي السوري في حلب بعد أسابيع من القتال الضاري، الأمر الذي يمهد لسقوط الشمال السوري كله تحت سيطرة المقاتلين المعارضين، لاسيما الإسلاميين منهم.
استمرت المعارك الشرسة بين الجيش السوري والمقاتلين المعارضين للنظام على مختلف المحاور في سورية لاسيما في شمال البلاد، إذ بعد قتال مرير تلا حصاراً استمر أسابيع استولى مقاتلون إسلاميون من عناصر جبهة النصرة أمس، على كل قاعدة الشيخ سليمان العسكرية، آخر موقع محصن للجيش النظامي غرب مدينة حلب، ما يعزز سيطرة المجموعات المعارضة على الشمال السوري، لاسيما الإسلاميين منهم.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن، إن المعارضة المسلحة «تسجل بذلك تقدماً نوعياً»، مشيراً إلى أن الجيش «يتعرض لخسائر عسكرية فادحة»، لكنه أشار إلى استمرار وجود «وحدات تابعة للجيش في القرى المحيطة» بالشيخ سليمان وفي مركز البحوث العلمية القريب من القاعدة.

وأوضح أن هذا الإنجاز «حققته جبهة النصرة والمجموعات المرتبطة بها».

وأظهر شريط فيديو بثه ناشطون على شبكة الانترنت مسلحين يتقدمون في القاعدة التي خلت من الجنود، رافعين العلم الإسلامي، مشيرين إلى أنهم من كتيبة المهاجرين. وتلا أحدهم في شريط آخر «بيان تحرير» قاعدة الشيخ سليمان.

كذلك، قال القيادي الميداني المعارض أبوعمر الحلبي، إن السيطرة على قاعدة الشيخ سليمان ساعدت المقاتلين في السيطرة على المناطق التي تصل بين محافظتي إدلب وحلب، وهو ما يفتح المزيد من الطرق للإمدادات.

معركة دمشق

في هذا الوقت، واصلت القوات النظامية قصف محيط دمشق بالمدفعية والطيران في محاولة للقضاء على تجمعات المقاتلين المعارضين الذين يستخدمون ريف دمشق قاعدة خلفية لهم محاولين التقدم نحو العاصمة.

وتركزت الاشتباكات وعمليات القصف أمس، في مدينتي داريا ومعضمية الشام.

في غضون ذلك، أعلنت وزارة الخارجية الألمانية أمس، طرد أربعة موظفين في السفارة السورية في برلين.

وقال وزير الخارجية الألماني غيدو فسترفيلي في بيان، إنه عبر قرار طرد أربعة موظفين من السفارة السورية في برلين «إنما نعطي إشارة واضحة على رغبتنا في خفض علاقاتنا مع نظام الأسد إلى الحد الأدنى».

وأوضحت الوزارة في بيانها أنه أمام الموظفين الأربعة «مهلة حتى الخميس لمغادرة مناصبهم» بدون تحديد مناصب الموظفين.

من جهة أخرى، حث وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ أمس، دول العالم إلى الاعتراف الكامل بائتلاف المعارضة السورية بقيادة معاذ الخطيب.

وقال هيغ قبيل محادثات بروكسل بين الخطيب ووزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي: «أعطينا اعترافاً كاملاً لهم، ونأمل أن تقوم الدول الأخرى خلال اجتماع أصدقاء سورية في مراكش بالاعتراف بهم».

ولم يستبعد هيغ رفعاً جزئياً لحظر توريد الأسلحة لدعم المعارضة السورية عندما يحين موعد التجديد لها خلال ثلاثة أشهر، ولكنه أشار إلى أن هذه الخطوة تتطلب تفكيراً حذراً.

رفض الفرض

في المقابل، رأت روسيا أمس، أن التخطيط لمستقبل سورية السياسي يجب ألا يُفرض عليها من الخارج في تأكيد لرفضها الضغوط الأجنبية التي تُمارَس على الرئيس السوري بشار الأسد حتى يتنحى والمساندة الغربية لتحالف المعارضة.

وأعلنت الخارجية الروسية، أن موسكو ستقدّم الدعم اللازم لجهود مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سورية، الأخضر الإبراهيمي، من أجل التوصل إلى تسوية سلمية للنزاع هناك.

وذكرت الخارجية في بيان أن لقاء ثلاثياً عُقد في جنيف أمس الأول، بين نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، والنائب الأول لوزيرة الخارجية الأميركية وليام بيرنز، والإبراهيمي، «وأكد الجانب الروسي مجدداً أنه على السوريين بأنفسهم إجراء إصلاحات في النظام السياسي في سورية باعتبارها دولة ذات سيادة وموحدة ومستقلة، من دون تدخل خارجي ومحاولات فرض وصفات جاهزة للتطور السياسي – الاجتماعي».

«الحل بالحوار»

وفي سياق متصل، اعتبر وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي أمس، أن الحوار الوطني هو الحل الوحيد للأزمتين السورية والبحرينية.

وانتقد صالحي في كلمة ألقاها أمس، أمام «المؤتمر الأول لأساتذة الجامعات والصحوة الإسلامية» ما وصفه بـ»التعامل الانتقائي الغربي مع تطورات المنطقة»، داعياً إلى «ضرورة اعتماد الحل السياسي في تطورات الساحة السورية».

إلى ذلك، تجتمع مجموعة «أصدقاء الشعب السوري» غداً الأربعاء في المغرب للمرة الأولى منذ إنشاء الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية. ويُفترض أن يبحث المجتمعون في زيادة «الدعم الإنساني والسياسي» للمعارضة السورية ضد نظام الأسد.

(دمشق - أ ف ب، رويترز،

يو بي آي، د ب أ)

back to top