«جيكا»... عدو «الإخوان» وأول ضحايا استبدادها
احتفل بفوز مرسي في يونيو وأسس صفحة «معاً ضد الجماعة»
خلقت احتفالات الذكرى الأولى لموقعة «محمد محمود» في 17 نوفمبر الجاري، رموزاً جديدة، تنتمي إلى تيار الثورة، وتعيد إلى الأذهان مجدداً أجواء يناير 2011 وما تلاها من سقوط ضحايا، جراء استخدام العنف الشرطي في قمع التظاهرات.جابر صلاح جابر أو «جيكا»، كما يطلق عليه أصدقاؤه، هو أول ضحايا حكم جماعة «الإخوان المسلمين» في مصر، لم يكن يدري ابن العشرين ربيعاً وهو العضو الناشط في حركة «6 أبريل» الذي خرج إلى شارع محمد محمود في 30 يونيو الماضي، للاحتفال بتنصيب محمد مرسي رئيساً لمصر، أنه سيكون أول ضحايا سياسات الحكام الجدد للجمهورية الثانية، وفي الشارع ذاته، بعد ما أصيب «جيكا» بطلق ناري في الرأس وخرطوش في العنق.
«معاً ضد حكم الإخوان» هو اسم الصفحة التي أسسها «جيكا» على موقع «فيسبوك» بعدما اكتشف زيف «الجماعة» التي تقود دفة الحكم في البلاد، ويبدو أنها أيضاً كانت أحد أبرز أسباب استهدافه في التظاهرات الأخيرة، ليرقد بعدها في مستشفى «قصر العيني» بين الحياة والموت. وتتناغم الصفحة الشخصية لـ»جيكا» المتوفى سريرياً، حتى كتابة هذا التقرير، مع مواقفه السياسية التي يشاركه فيها أبناء جيله، ممن ساهموا في خلع الرئيس السابق حسني مبارك، وعارضوا سياسات المجلس العسكري في الفترة الانتقالية من حكم البلاد، ثم صدمتهم الأخيرة في النظام الجديد، الذين هللوا له فرحاً حين فوزه قبل أشهر بسبب عدم تنفيذ وعد الرئيس مرسي بالقصاص لدماء شهداء الثورة واستئثار جماعته بالسلطة.استهداف الأمن للثوار في الميدان أثار ردود فعل غاضبة، فمن جانبه كتب مؤسس التيار الشعبي حمدين صباحي على حسابه الشخصي بموقع تويتر: «حماية أرواح ودماء المصريين أهم أولويات أي سلطة، استمرار سقوط شهداء ومصابين نتيجة لغياب العدالة وعدم القصاص للشهداء لأكثر من عامين بعد الثورة».وفي بيان أصدره أمس الأول نعى حزب الدستور «الشهيد» جابر صلاح، وندد باستخدام الشرطة للرصاص الحي والخرطوش في مواجهة المتظاهرين.