من المؤكد أننا نملك الكثير من الإمكانات بما فيها البشرية التي تستطيع تنفيذ خطة التنمية، إذن ما الذي ينقصنا، إنها الكلمة المفقودة «الإخلاص»، ثم الإخلاص، ثم الإخلاص في العمل وإتقانه، وفي الاحترام وأدب الحوار، وفي إنهاء معاملات المواطنين، وفي تنفيذ المشاريع بإتقان.

Ad

استمعت قبل أيام إلى النقاش الذي دار في قاعة "عبدالله السالم" بين أعضاء مجلس الأمة حول خطة التنمية وما وصلت إليه على أرض الواقع، وكم أسعدني ذلك الحوار الذي أخرج المجلس إلى مجالات أخرى غير المجال الذي كان يدور فيه على مدى جلسات عدة، والذي كان الهاجس الديني والطرح الطائفي والعنصري يغلب عليه، ولكن الحوار حول خطة التنمية دلّ على أن المجلس وأعضاءه بإمكانهم عمل الكثير من أجل هذا الوطن وتقدمه.

ولعل أكثر ما لفت انتباهي الطرح الذي تفضل به العم الفاضل سعادة النائب خالد السلطان الذي أشار إلى نقاط مهمة منها:

- الإشادة بخطة التنمية وضرورة الاستفادة من تجارب الدول في تنفيذها.

- القيام بشراء مزارع ومراع تكون رافداً للأمن الغذائي.

- التركيز على التنمية البشرية فهي العمود الأساسي للتقدم والتطور.

وفي اعتقادي أن العم الفاضل قد أصاب في الكثير من النقاط التي طرحها وبصفة خاصة في التركيز على التنمية البشرية، ولنا في مملكة هولندا الصديقة مثال على ذلك.

فالمعروف أن هولندا تعتبر من الدول الأوروبية الغنية وتمتاز بمستوى معيشي عالٍ على الرغم من عدم وجود موارد طبيعية كبيرة لديها. فاعتمدت على العنصر البشري، فقامت بإنشاء إحدى كبريات شركات النفط في العالم (شل)، وأثناء عملي سفيراً لدولة الكويت لدى هولندا تلقيت دعوة كريمة من رئيس مجلس الشركة لتناول طعام الغداء في المبنى الرئيسي لها، وكم هالني ذلك المبنى الذي يعتبر إمبراطورية متكاملة بكل ما تحتويه من مختبرات وأجهزة متطورة وجهاز فني على درجة عالية من الكفاءة.

كما قامت هولندا بإنشاء شركة طيران KLM، وشركات متخصصة في تصنيع المعدات الطبية، وإنشاء أكبر بورصة للزهور في العالم، وغير ذلك من مشاريع ضخمة معتمدةً على العنصر البشري، فهل الكويت أقل موارد من هولندا؟!

من المؤكد أننا نملك الكثير من الإمكانات بما فيها البشرية التي تستطيع تنفيذ خطة التنمية، إذن ما الذي ينقصنا، إنها الكلمة المفقودة "الإخلاص"، ثم الإخلاص، ثم الإخلاص في العمل وإتقانه، وفي الاحترام وأدب الحوار، وفي إنهاء معاملات المواطنين، وفي تنفيذ المشاريع بإتقان، وغيرها من مجالات تتطلب إخلاصاً في الأداء وإتقاناً في العمل.

فلو تخيلنا أن كل مواطن أو مقيم من أعلى قمة السلطة إلى أبسط عامل فيها أخلص في عمله لتغيرت بلادنا.

الإخلاص هذه الكلمة السحرية التي نقلت بعض الدول من قاع التخلف إلى قمة التطور، وحتى نجد هذه الكلمة ستبقى خطة التنمية تسير معصوبة العينين.

حفظ الله الكويت وقيادتها وأهلها من كل سوء ومكروه.