فجر يوم جديد: سينما لا تعرف الكوميكس !
![مجدي الطيب](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1458322261627985900/1458322269000/1280x960.jpg)
هكذا فعلت السينما الأميركية عندما قدمت، وما زالت، سلاسل أفلام: «سوبرمان» و»باتمان» و»سبيدرمان» و»أيرون مان» و»سيد الخواتم» و»هاري بوتر» ومن قبلها «الأب الروحي» و»كينج كونج».. وغيرها؛ فمع الأيام القليلة السابقة أعلنت شركة «وارنر بروس» العالمية عن إطلاق المقدمة الإعلانية الأخيرة لفيلم rises The Dark Knight أو»صحوة فارس الظلام»، الذي يُكمل ثلاثية «باتمان» ـ الرجل الوطواط ـ وفي توقيت متزامن بدأت تصوير أول مشاهد فيلم Man of Steel ـ رجل من فولاذ ـ الذي يُعيد إلى الشاشة سلسلة الشخصية الأسطورية «سوبرمان»ـ الرجل الخارق ـ بطل المغامرات الورقية «الكوميكس». وعلى رغم إسناد مسؤولية إخراج «رجل من فولاذ» إلى زاك سنايدر مخرج الكثير من الأفلام المقتبسة من الكتب المصورة والبطولة إلى هنري كافيل، إلا أن الشركة المنتجة اختارت المخرج كريستوفر نولان لكتابة القصة، التي يُعيد فيها سيرة «كلارك كينت» الذي يعيش مع والديه بالتبني، ويكتشف أن لديه قدرات خارقة، وعندما يكبر ويصبح صحافياً يحتفظ بقدراته ولكنه يتحرك سريعاً مع أول خطر يتهدد العالم، ويعرفه الجميع باسم «سوبرمان» باعتباره بصيص الأمل للعالم في المحن، ورمز الخير الذي ينقذ الحب من الفناء. ولم تكتف الشركة المنتجة بفريق العمل نفسه، وعلى رأسه الممثل هنري كافيل، لكنها أعادت أيضاً تصميم بدلة «سوبرمان» الشهيرة، بلونيها الأزرق والأحمر مع العلامة البارزة والمميزة على صدره، لتناسب الشكل الحديث والمعاصر للأحداث بينما تقدم الشركة نفسها في «صحوة فارس الظلام»، الذي كتبه ويخرجه كريستوفر نولان، جرعة جديدة من التشويق والإثارة بطلها الإرهابي الشرير «بان» ـ يقوم بالدور الممثل توم هاردي ـ الذي يعود بعد ثماني سنوات من انتهاء أحداث الجزء السابق «فارس الظلام»، ليواصل تنفيذ خططه الجهنمية لتدمير مدينة «جوثام»، وكالعادة يتصدى «باتمان» للإرهابي، ويساعد الشرطة لإنقاذ المدينة من التدمير. مجدداً، وبالاستراتيجية الثابتة نفسها التي أشرنا إليها سابقاً، استعانت الشركة المنتجة بفريق العمل نفسه الذي ظهر في الجزئين السابقين، والمكون من: كريستيان بايل، مورغان فريمان، مايكل كين وجاري أولدمان. معادلة مختلفة تماماً عن تلك التي تنتهجها السينما المصرية، واعتمدت في الغالب على «الفهلوة»، والرهان على عنصر «الحظ»، ومن ثم لم يُكتب لتجاربها «العبثية» النجاح؛ خصوصاً أن خيال المؤلفين وكتاب السيناريو بدا كسيحاً وقاصراً، ولا يتيح لعجلة الإبداع والتطوير والاستمرار في الدوران لأكثر من فيلم واحد غالباً ما نكتشف بعد نجاحه أنه مقتبس (!) فضلاً عن ضعف الإمكانات الإنتاجية التي تعجز عن صنع الإبهار، وتخشى المغامرة. أما العنصر الأهم في ندرة أفلام السلاسل في السينما المصرية؛ خصوصاً أفلام الشخصيات الأسطورية، فيرجع إلى غياب مجلات المغامرات المصورة أو «الكوميكس»، التي تُعد نبعاً خصباً يُلهب خيال كتاب السلاسل في السينما الأميركية، بينما لا تعرفها المكتبة العربية، ويجهلها كتاب السينما المصرية !