آمال: سَفَلة ووطنيون
![محمد الوشيحي](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1579110147954926500/1579110167000/1280x960.jpg)
لذا، لذا فقط، خرجت هذه التشكيلة من النواب التي أجزم أنها التشكيلة الحقيقية للشعب الكويتي؛ فهناك المتدين، ممثلاً للمتدينين، وهناك النائب المهموم بحقوق البسطاء، ممثلاً للبسطاء ومصالحهم، والتاجر، ممثلاً للتجار ومصالحهم، والسافل، ممثلاً للسفلة وأهدافهم، والشجاع، ممثلاً للشجعان، أو على الأقل لمحبي الشجاعة، والوطني، ممثلاً للوطنيين، واللص، ممثلاً للصوص والحرامية متسلقي الجدران أنصاف الليالي، ووو...والاستعباط، والادعاء بأن أحداً من الشعب لا يمكن أن ينحط أو يسرق أو يخون هو ضحك على الشوارب واللحى. هذه هي الديمقراطية، وهذا هو الشعب الذي استهزأ به أحد كبار السن من البسطاء، عندما سأل ابنه مذهولاً: "المسؤولون يتغزلون بالشعب، ويقسمون أنهم يسهرون لحمايته، ويخدمون مصالحه، ويهمهم رضاه، ووو... (اهيب) يا الشعب ما أقواه وما أعلى شأنه! مَن هو الشعب هذا؟"، فأجابه ابنه: " الشعب هو أنت وأنا وأمي وخالي وعمي وجيراننا وأبو مبارك وعياله وبناته وأبو يوسف وعياله وبناته وبقية الناس"، فكان الرد من الأب مختصراً: "أمك طلعت هي الشعب... يا خرطي".وأجزم جزماً مغلظاً أن التشكيلة البرلمانية الحالية هي الأقرب للتمثيل الحقيقي للشعب، وهي الأصدق.ولك أن تتخيل أن ينتخب الشعب خمسين نسخة من محمد هايف، مثلاً، أو محمد الصقر، أو مسلم البراك، أو نبيل الفضل، أو أو أو... فهل كنا سنقتنع أن الانتخابات كانت مرآة حقيقية للشعب؟ الجواب، حتى قبل أن تُنهي سؤالك: لا طبعاً، أو طبعاً لا، أيهما تحب.على أن مرآة الدائرة الواحدة، بنظام انتخابي معين ومدروس، ستكون أكثر وضوحاً ونظافة من غيرها من المرايا.وعسى أن أموت قبل أن يُقر قانون يسمح بـ "الكوتا" (أي عدد معين من الكراسي في البرلمان) لكل فئة من الفئات التي ذكرت، كما هو الحال في انتخابات برلمان مصر، عمّال وفلاحون، أو في بعض الدول الأوروبية التي تمنح الشواذ كوتا في الحكومة، وأظن في البرلمان كذلك! وعسى أن يكبّر على جثتي أربعاً أبنائي والمشيعون قبل أن أقرأ خبراً في صحيفة: "البرلمان يوافق على تخصيص كوتا للسفلة، بواقع مقعدين"... آمين.