بينما بدأ الرئيس الأرمني سيرج سركيسيان محادثات رسمية في لبنان مع المسؤولين اللبنانيين حيث التقى أمس رئيس الجمهورية ميشال سليمان في قصر بعبدا وعقد محادثات مطولة معه، اتجهت الانظار إلى المبادرة التي أطلقها رئيس" جبهة النضال" الوطني النائب وليد جنبلاط، والتي دعا فيها الى الالتزام بالحوار، رافضاً الاستقالة من حكومة الرئيس نجيب مقياتي، ومهاجماً "قوى 14 آذار" من جهة و"حزب الله" من الجهة الاخرى.
وأشار جنبلاط في مؤتمر صحافي عقده قبل ظهر أمس إلى الخطوط الرئيسية التي تستند إليها مبادرته وهي "إعلان بعبدا، التمسك بالحوار الوطني كسبيل وحيد لحل الخلافات، التأكيد على ضرورة التزام القوى السياسية بالمرجعية الحصرية للدولة، حض الإعلام على الاضطلاع بدوره الفاعل ووقف التحريض، ودعوة كل القوى السياسية الى الامتناع عن الانخراط في ميدانيات الأزمة السورية".وإذ أكد أنه لا ينتمي الى "قوى 8 آذار"، قال جنبلاط: "إذا لم يجر اتفاق داخلي بين جميع الفرقاء على حكومة حيادية أو تكنوقراط أو سموها ما شئتم، وإذا لم يجر حوار بين المكونات الاساسية للوصول الى هكذا حكومة لن استقيل وحتى اذا استقلت فليس هناك فراغ، ونحن إذا لم يحصل اتفاق سنعود لتسمية ميقاتي".ودافع جنبلاط عن الحكومة الحالية، مذكّراً بأنها "مولت المحكمة (الدولية الخاصة باغتيال الرئيس رفيق الحريري) مرتين، وحافظت على البروتوكول مع الأمم المتحدة وستستمر في التمسك بالمحكمة"، ورأى أن "الحكومة الحالية حمت الرموز الأساسية لفريق (رئيس تيار المستقبل سعد) الحريري والفريق الذي كنا نعتمد عليه لحمايتنا، ألا وهم الشهيد وسام الحسن ومدير عام الأمن الداخلي أشرف ريفي، ولم تطعن بتلك المراكز الأساسية".ولفت الى أن "نقطة الخلاف الأساسية هي السلاح"، مشيراً الى أن "البيان الوزاري للحكومة والحكومات السابقة كان الجيش والشعب والمقاومة"، ومشدداً على أنه "لا بد في يوم ما، من صيغة جديدة لأنه لا يمكن أن نبقى بهذه المعادلة التي فيها عدم وضوح وخلط بين المقاومة والجيش، ولا بد في يوم ما أن تكون المرجعية هي الدولة".وسأل جنبلاط: "صدر القرار الظني عن المحكمة واتهم افرادا بحزب الله، فهل من الضروري العودة في كل أوان والتذكير بالامر؟ ألا يدرك البعض ان التذكير اليومي بالأمر يزيد الشرخ بين طائفتين؟"، مشيرا الى أنه "اذا كان اصحاب الشأن حزب الله يملك دلائل أن إسرائيل قامت بالاغتيال فليدافعوا عن أنفسهم في المحكمة الدولية".ورفض أن "يكون لبنان قطاع غزة ثانيا وأن تستعمل ايران لبنان كقاعدة لتحسين شروط المفاوضة وان تحارب بعض الدول العربية إيران من لبنان". وأكد ان الموضوع السوري سيحدث ارتدادات على لبنان، مشيراً الى ان "هناك شريحة من اللبنانيين انه بحال سقط النظام السوري ستشعر بالغلبة وهناك شريحة اخرى ستشعر بالعزلة، والشريحتان متوازيتان في العدد والقوة السياسية"، مشدداً على ان "الخطأ الكبير ان تبقى تلك الشريحتان في هذه المواجهة، والهدوء افضل من هذا التخندق".
دوليات
جنبلاط: ملتزمون بالحوار وسنبقى في الحكومة
27-11-2012