"الخالد" يشارك في اجتماعات وزراء خارجية التعاون الاسلامي في جيبوتي
شارك نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح خالد الحمد الصباح في اجتماعات الدورة ال39 لمجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي والمنعقدة اعمالها في جمهورية جيبوتي اعتبارا من اليوم وحتى السبت المقبل. وقد ألقى الشيخ صباح الخالد كلمة دولة الكويت أمام الاجتماع اعرب فيها عن أسمى آيات التهنئة والتبريكات بمناسبة حلول رأس السنة الهجرية متمنيا للأمة الإسلامية جمعاء المزيد من الأمن والإستقرار والرخاء.
كما أعرب عن "خالص الشكر والعرفان لجمهورية جيبوتي الشقيقة رئيسا وحكومة وشعبا على استضافة أعمال مؤتمرنا هذا وعلى ما لمسناه من حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة في هذا البلد الجميل" مؤكدا ان "الامة الاسلامية تمر في ظروف وتحديات عصيبة ومتغيرات سريعة تستلزم منا جميعا وبناء على مسؤولياتنا التكاتف والترابط والسعي لمواجهة هذه التحديات تحقيقا لطموحات وتطلعات شعوبنا". واضاف "إن ما تشهده الساحة السورية من دمار وإزهاق لأرواح الأبرياء واستباحة للأعراض في مشهد لطالما حذرنا منه ومن تداعياته وقد بات منظر المجازر التي ترتكبها الحكومة السورية بصورة يومية مستخدمة شتى أنواع الأسلحة والعتاد منظرا تقشعر له الأبدان ونحن نرى الأطفال والأمهات والشيوخ تسيل دماؤهم على أرض سوريا العزيزة على قلوبنا وعلى قلوب جميع العرب والمسلمين". وذكر انه على الرغم من "الجهود العربية والإسلامية والدولية لحث الحكومة السورية على تنفيذ التزاماتها بموجب قراري مجلس الأمن 2042 و 2043 وجهود المبعوث العربي الأممي المشترك السيد الأخضر الأبراهيمي إلا أن هذه الجهود لم تحقق حتى الآن ما نتطلع إليه من نتائج". وقال ان "دولة الكويت تهيب بمجلس الأمن الاضطلاع بمسؤولياته واتخاذ ما يلزم من تدابير وإجراءات لحفظ الأمن والسلم في سوريا وحقن دماء الشعب السوري الشقيق". ورحب الشيخ صباح الخالد ب"قرار مجلس التعاون لدول الخليج العربية وجامعة الدول العربية اعتبار الائتلاف الوطني السوري ممثلا شرعيا للشعب السوري وما تلا ذلك من اعترافات دولية آملا أن يشكل ذلك خطوة إلى الأمام لرسم مستقبل أكثر أمنا واستقرارا للشعب السوري الشقيق". وتطرق في كلمته الى المأساة الإنسانية التي يعانيها الشعب الفلسطيني الشقيق على يد سلطات الاحتلال الإسرائيلي "والتي تتنكر بصلف وتعنت لحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف وأمانيه بتحقيق سلام عادل وشامل يضمن قيام دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وفقا لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة (338- 242) ومبادرة السلام العربية وخطة خريطة الطريق ومرجعية مؤتمر مدريد تستلزم تحركا جادا من المجتمع الدولي". وفي هذا الصدد اكد نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح خالد الحمد الصباح ضرورة دعم طلب فلسطين للحصول على صفة دولة غير عضو في الجمعية العامة للأمم المتحدة مؤيدا "ما طرحه وفد فلسطين بإصدار قرار من إجتماعنا يدين الاعتداءات الاسرائيلية على غزة". واشار الى ما تتعرض له أقلية الروهينجا المسلمة في ميانمار من عمليات إضطهاد وتعذيب وقمع وتهميش وتهجير تنتهك المواثيق والأعراف الدولية والديانات السماوية ومبادئ حقوق الإنسان داعيا الى بذل أقصى الجهود مع المنظمات الدولية لضمان حقوق هذه الأقلية. كما لفت الى جهود دولة الكويت في اتخاذ "كافة التدابير من أجل تأمين ايصال المساعدات الإنسانية للمتضررين المستحقين" مؤكدا "ضرورة الإلتزام بتنفيذ قرار الدورة الرابعة لمؤتمر القمة الاسلامي الاستثنائي والتي عقدت في مكة المكرمة خلال شهر رمضان الماضي والذي حث الدول الاعضاء وغير الأعضاء والمنظمات غير الحكومية المحلية والدولية على تقديم المساعدات الانسانية العاجلة لشعب الروهينغا لمساعدتهم على تجاوز الازمة الانسانية الخطيرة بالتنسيق مع منظمة التعاون الإسلامي". وشدد الشيخ صباح الخالد على إيمان دولة الكويت الراسخ بأهمية التنمية ودورها في تحسين الظروف الحياتية للشعوب بما ينعكس بشكل جلي في الممارسات العملية التي تقوم بها موضحا انه من هذا المنطلق فقد أطلقت دولة الكويت العديد من المبادرات التنموية التي تهدف إلى تمكين الدول في طور النمو من تحقيق أهداف الألفية التنموية. وأفاد بأن "أحدثها إعلان حضرة صاحب السمو أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه تخصيص مبلغ 300 مليون دولار في قمة حوار التعاون الآسيوي التي انعقدت مؤخرا في دولة الكويت وذلك لتمويل المشاريع الإنمائية في الدول الأسيوية وكذلك تبرع دولة الكويت بمبلغ 150 مليون دولار لدعم برنامج البحوث العلمية المتصلة بالطاقة والبيئة والتغير المناخي وكذلك ساهمت دولة الكويت بمبلغ 100 مليون دولار لمواجهة الانعكاسات السلبية لأزمة الغذاء وتطوير الإنتاج الزراعي وذلك خلال المنتدى الاقتصادي الإسلامي الرابع ومبادرة دعم وتشجيع المشروعات الصغيرة والمتوسطة التي أطلقها حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه خلال القمة الاقتصادية والاجتماعية والتنموية الاولى والتي عقدت في دولة الكويت خلال يناير 2009 والتي ساهمت دولة الكويت فيها بمبلغ 500 مليون دولار هذا فضلا عن استمرار الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية بتمويل مختلف مشاريع البنية التحتية والمشاريع التنموية بمختلف دول العالم وفي الدول الإسلامية بشكل خاص". وعن تطاول مجموعة غير سوية لا تحترم أسمى مشاعر الانسانية وذلك بتعديها على الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وعلى الدين الاسلامي الحنيف استذكر الشيخ صباح الخالد دعوة حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه خلال اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة الخاص بحوار الديانات الذي عقد في نوفمبر 2008 لأهمية اصدار قرار دولي بإحترام جميع الأديان وعدم الأذى والتعدي أو الاستهزاء بالرموز. ودعا في ختام كلمته الى "البحث عن خطوات فعالة نحو تحقيق العدالة والكرامة للانسانية جمعاء وأهمية نبذ التطرف والغلو والمساس بالآخرين مستذكرين بالتقدير والعرفان مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية الشقيقة لتعزيز التضامن الاسلامي وذلك من خلال انشاء مركز للحوار بين المذاهب الاسلامية يكون مقره مدينة الرياض والتي أطلقها حفظه الله خلال قمة مكة الأخيرة". وقال "ان سماحة ديننا الاسلامي الحنيف والسيرة العطرة لنبينا الطاهر الأمين محمد صلى الله عليه وسلم هي المنهاج والنبراس لحياتنا وتقويما لطريق الحق والعدالة والإنصاف داعين المولى عز وجل أن يوفقنا لما فيه الخير والصلاح لأمتنا الإسلامية والبشرية جمعاء". وكان نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح خالد الحمد الصباح قد وصل مساء امس إلى جيبوتي على رأس وفد دولة الكويت للمشاركة في أعمال الدورة ال39 لوزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي حيث كان في مقدمة مستقبليه لدى وصوله ارض المطار وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي الجيبوتي محمود علي يوسف. ومن المقرر ان يبحث الوزراء في دورتهم ال39 التي تعقد جلساتها هذا العام تحت عنوان (دورة التضامن من أجل تنمية مستدامة) الوضع في سوريا الذي يتصدر الاهتمامات بالنظر إلى التطورات المتلاحقة على الأرض إضافة إلى تجديد دعم الدول الأعضاء للمبعوث الأممي والعربي الى سوريا الأخضر الإبراهيمي. كما يتناول الاجتماع قضية فلسطين والنزاع العربي ي الإسرائيلي وحشد الدعم لجهود الأمانة العامة للمنظمة في ما يتعلق بتوجه السلطة الفلسطينية للحصول على الاعتراف بدولة فلسطين في الأمم المتحدة. وتعزم الأمانة العامة للمنظمة عقد دورة خاصة بالتطورات الأخيرة في ميانمار التي تعرض فيها العديد من قرى المسلمين (الروهينغيا) إلى هجمات من مجموعات البوذيين ما دفع الآلاف الى الفرار. ومن المقرر أن تقدم المنظمة خلال الاجتماع التقرير الخامس لمرصد الإسلاموفوبيا التابع لها وجاءت حادثتا حرق القرآن في فلوريدا والفيلم المسيء الذي بثه موقع (يوتيوب) بحسب التقرير إحدى أبرز الانتهاكات للرموز الإسلامية.