إضراب عام في تونس غداً ومخاوف من «خميس أسود»

نشر في 12-12-2012 | 00:01
آخر تحديث 12-12-2012 | 00:01
التوتر على أشده بين «النهضة» و«الشغل»
يسابق الساسة والشخصيات الوطنية في تونس عقارب الساعة من أجل التوصل إلى مصالحة بين حركة النهضة الإسلامية، التي تقود الائتلاف الحاكم، و»الاتحاد العام للشغل»، المنظمة النقابية العريقة، قبل حلول موعد الإضراب العام المزمع غدا، وسط مخاوف من تكرار حالة الانفلات الأمني عقب إضراب 26 فبراير 1978، التي استدعت نزول الجيش لأول مرة، ما أدى إلى سقوط مئات القتلى في يوم أطلق عليه «الخميس الأسود».

وبينما لايزال التوتر على أشده بين القطبين، يدخل موعد الإضراب العام بكل أرجاء تونس، وهو الأول من نوعه منذ عام 1987، حيز التنفيذ غدا، الأمر الذي اعتبرته النهضة «خطيرا ومفاجئا وخارج السياق»، حيث سيوجه ضربة مؤلمة إلى الاقتصاد الوطني الذي يعاني تعثر نسق النمو ومحدودية الموازنة وعجزا تجاريا يقدر بأكثر من 6 مليارات دولار.

ويعيش الشارع التونسي على وقع توتر بين قطبي الساحة منذ أسابيع قليلة، ومع ان هذا التوتر ليس الأول من نوعه إلا أنه يخشى هذه المرة من أن يفضي الأمر إلى عواقب وخيمة ليس على الوضع الاقتصادي الهش في البلاد فحسب وإنما أيضا على السلم الاجتماعي وعملية الانتقال الديمقراطي المتعثرة أصلا في تونس.

ويتمتع «اتحاد الشغل» بنفوذ سياسي واسع وسجل نضالي ناصع في مقاومة الاستعمار الفرنسي، وخوضه مواجهات دامية مع نظام الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة، كما وجه الضربة القاضية لنظام الرئيس السابق زين العابدين بن علي في آخر تظاهرة أمام مقر وزارة الداخلية 14 يناير 2011، قبل إعلان سقوط النظام وفرار الرئيس خارج البلاد.

ومع ذلك، فإن عددا من قيادات الاتحاد تلاحقه شبهات بالفساد، في ظل النظام السابق، كما يأخذ عليه حقوقيون ومعارضون مهادنة نظام القمع والدكتاتورية خلال سنوات الجمر، وإحجامه حتى عن الإضرابات العامة طوال 23 عاماً من حكم بن علي.

ومنذ صعود الإسلاميين إلى الحكم بعد الثورة تتسم علاقة الاتحاد بالحكومة المؤقتة، التي تقودها النهضة مع حزبي «المؤتمر» و»التكتل» العلمانيين، بالتوتر ولي الذراع في كثير من المسائل الخلافية.

وأدى هجوم قادته جماعات تنتسب إلى روابط حماية الثورة المقربة من «النهضة» على المقر المركزي للاتحاد، بينما كان النقابيون يستعدون لإحياء ذكرى اغتيال المناضل فرحات حشاد، إلى حالة احتقان وتجييش للشارع.

وبلغ التوتر ذروته في أحداث سليانة، التي بدأت 12 نوفمبر الماضي، وامتدت على مدى أسبوع، وانتهت بقمع احتجاجات آلاف المتظاهرين والمعتصمين من أجل التنمية وإقالة المحافظ، عبر الغاز المسيل، ورش الذخيرة على أيدي قوات الأمن، ما أدى لإصابة أكثر من 200 متظاهر.

(تونس - د ب أ)

back to top