هل من جدوي للاستجوابات؟
![أ.د. غانم النجار](https://www.aljarida.com/uploads/authors/30_1682522974.jpg)
من غير المفهوم الاصرار على استعجال المواجهة السياسية من خلال أداة غير مجدية، وكانها معركة إثبات وجود، بينما ان الفرصة التاريخية تتمثل في ايجاد بنية تحتية قانونية إصلاحية لموضوعات محورية كما حدث في تعديل موضوع الحبس الاحتياطي. والتركيز اكثر علي المحكمة الدستورية ومؤسسات مكافحة الفساد، والمفوضية المستقلة للانتخابات، والهيئة الوطنية لحقوق الانسان، والحقوق المدنية للبدون، وغيرها كثير وهي مكاسب، تاريخية فان تمت صياغتها بالتوافق مع الحكومة فستبقى معنا الى أمد طويل، وستكون هي الأرضية الفعلية للاصلاح ، خاصة وان الحكومة لم تتعاون مع "الاغلبية" فحسب ، بل تواطات معهم في قضايا غير دستورية ومناهضة للحريات ، وهو الامر الذي يفترض انها أخذت درسا فيه من صاحب السمو الامير في تفاصيل رده للطلب النيابي لتعديل المادة ٧٩ من الدستور. اما الإطاحة بوزير فهي ليست الا مكسب سياسي متواضع جداً في اطار الادعاء بوجود اغلبية متماسكةالمعادلة القائمة منذ قيام الدستور وحتي يومنا هذا، هي معادلة سياسية ثنائية ترتكز علي الحكومة والنواب ، وهي معادلة ثبت انها فاشلة وغير كافية لتحصين النظام السياسي وجعله اكثر فاعلية، فبلا دور فاعل للفضاء الثالث ومجتمع مدني حقيقي ليوازن حالة الضياع التي يعيشها النواب والحكومة فإننا سنعود سريعا للمربع رقم واحد وربما دون الصفر.#المقالة كتبت قبل الاستجواب الاخير ولكن لأسباب فنية في جهاز الإرسال تأخرنشرها فكان الاستجواب وتدني الخطاب ليؤكد ذات وجهة النظر