يعيش الكثير منّا في حالة مقت للمجتمع، حين ألتقي بأصدقاء أو غرباء أو حتى زملاء، أجد الكل يجتمع على نقطة واحدة، كرههم لهذا المجتمع، عاداته وتقاليده، كلام الناس و"لقافتهم"، أسئلتهم الشخصية التي لا تنتهي.

Ad

الكل يشكو أنه لا يعيش حياته كما يريد، خوفاً من سطوة كلام الناس عليهم. باتت أغلب تصرفاتنا تخضع لمنظار الناس، حتى قرارات مصيرية وشخصية كالزواج والطلاق، تجد دوماً "ماذا سيقول الناس؟"... من ضمن الحجج!

من هم هؤلاء الناس؟ لماذا يعنون لنا الكثير ونحن حتى لا نعرفهم؟ لما نسيِّر حياتنا وكأنهم المقصلة لأفعالنا، كلنا نكذب على أنفسنا بسببهم، نحن لا نتجمل لسبب بسيط أننا لا نحب تأثيرهم على حياتنا، نحن نكذب كل يوم على أنفسنا حين نختار أن نمثل بأننا نحب هذا المجتمع.

الواقع أن كلنا لا نرتاح في بلدنا، والسبب الناس، وكلامهم، ونميمتهم، وإزعاجهم، وقوتهم السحرية، على أسرنا وذوينا وأرباب أعمالنا، كيف يمكن لكلام أن يحدد مصيرنا ويهدمه؟ كيف لهم أن يتمادوا هكذا حتى باتوا كالأطباق التي تتقاذف على بعض لكسر الناس لا إسعادهم.

يملك الكثير رغبة في تحطيم الآخر، بطرد الفرحة من حياته وبمطاردته بأسئلته المحرجة، نحن لا نلبس إلا بطريقة معينة خوفاً من كلام الناس، نحن لا نذهب إلا إلى أماكن معينة أيضاً خوفاً من كلام الناس، نحن نضحي بمصائرنا وارتباطاتنا الشخصية خوفاً من نفس هؤلاء الناس، وفي المقابل هؤلاء الناس أيضاً يخافون من كلام الناس!

نحن نعيش في حلقة مفرغة من الكذب، والمجاملة وتصنع المشاعر فقط انصياعاً لكلام الناس.

الناس لن تتوقف عن الكلام الزائف والحقيقي، والناس لن تتوقف عن إزعاجك، والناس لن تتوقف يوماً عن النميمة، ويدَّعون بعدها أنهم مجتمع إسلامي محافظ، وفي واقع الأمر تعاملهم لا يمت لا للإسلام ولا للمحافظ بأي صلة!

قفلة:

تأكد أن السعادة لا تصيب إلا من عاش حياته غير مبالٍ لما يظنه الناس. هؤلاء هم أكثر من حقق أهدافهم في الحياة.