«الائتلاف السوري»: اعتراف ناقص من الجامعة العربية و«الغرب» يكتفي بـ «الإشادة» و«الدعم»

نشر في 14-11-2012 | 00:01
آخر تحديث 14-11-2012 | 00:01
No Image Caption
وزراء خارجية الخليج يجتمعون مع لافروف اليوم... وغول يحذر من «هجوم كيماوي» سوري على تركيا

رغم الضغط الدولي الذي مورس على المعارضة السورية للتوحد، ورغم توصل المعارضة إلى تشكيل «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية»، بدا أمس أن رد الفعل من قبل واشنطن والدول الأوروبية إزاء هذا الكيان الجديد يتسم حتى الآن بالحذر والتردد في موقف يتماشى مع السياسات المتبعة من هذه الدول تجاه الأزمة السورية بشكل عام.
رحبت جامعة الدول العربية خلال اجتماعها على مستوى وزراء الخارجية في القاهرة مساء أمس الأول بتشكيل «الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية»، لكنها لم تصل إلى حد الاعتراف به اعترافا كاملاً بصفته ممثلاً للشعب السوري.

ورفض لبنان الذي ترأس الاجتماع المشاركة في القرار متذرعا بـ «الوضع الداخلي والعلاقات التاريخية والعائلية مع سورية»، في حين تحفظ العراق على القرار وبشكل أكثر حدة الجزائر التي تعتبر إحدى الدول العربية الداعمة لنظام الرئيس بشار الأسد.

وتلا رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني البيان الختامي للاجتماع في مؤتمر صحافي عقده في وقت متأخر من مساء أمس الأول جاء فيه: «نتقدم بالشكر لدولة قطر على جهودها المقدرة لانجاز اتفاق الدوحة ودعوة باقي تيارات المعارضة إلى الانضمام لهذا الائتلاف الوطني حتى يكون جامعا لكل أطياف الشعب السوري دون استثناء أو تفرقة وحث المنظمات الاقليمية والدولية على الاعتراف به ممثلا شرعيا لتطلعات الشعب السوري وتوفيق التواصل مع الائتلاف السوري للمعارضة باعتباره الممثل الشرعي والمحاور الاساسي مع جامعة الدول العربية كما يدعو المجلس إلى تقديم الدعم السياسي والمادي لهذا الكيان». وكان هذا أقل وضوحا من بيان صدر عن دول مجلس التعاون الخليجي التي اعترفت بالائتلاف بصفته «الممثل الشرعي للشعب السوري».

وتابع البيان: «البند الأخير هو التأكيد على ضرورة مواصلة الجهود من أجل تحقيق التوافق في مجلس الأمن ودعوة مجلس الأمن إلى استصدار قرار بالوقف الفوري لاطلاق النار بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة حتى يكون ملزما لجميع الأطراف السورية والطلب من رئيس اللجنة ومعالي الامين العام التحرك في هذا الاتجاه».

وشدد بن جاسم خلال المؤتمر الصحافي المشترك مع الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي ووزير الخارجية اللبناني عدنان منصور رئيس مجلس الجامعة العربية على أن القرار الذي صدر يعترف بـ»الائتلاف السوري»، موضحاً أن الائتلاف سيدخل في حوار مع الجامعة العربية قبل الانضمام لها «وهذا ما حدث مع المجلس الوطني الليبي».

«الغرب»

في المقابل، اعتبر وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ أن الاعتراف بائتلاف المعارضة السورية الجديد يتطلب المزيد من الوقت، في حين أعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، إثر لقائه قادة «الائتلاف» في القاهرة، أن فرنسا «ستدعم» الائتلاف دون ذكر عزم باريس الاعتراف رسمياً به. بدورها اشادت المفوضة العليا للسياسات الخارجية والأمنية في الاتحاد الاروربي كاثرين آشتون بالائتلاف.

وعقد وزراء الخارجية العرب والاوروبيون جلسة مغلقة أمس في مقر الامانة العامة للجامعة في أعقاب الجلسة الافتتاحية لاجتماعهم المشترك الذي جرى أمس. وترأس وفد دولة الكويت خلال هذه الجلسة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح.

وبحسب ما تم تسريبه من داخل الاجتماع، فقد أكد وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل خلال كلمة له في الجلسة المغلقة ترحيب بلاده بتشكيل الائتلاف، معربا عن امله في ان «تنضوي تحت لوائه جميع اطياف المعارضة في الداخل والخارج باعتباره الممثل الشرعي للشعب السوري».

واكد ان ما يحدث في سورية «يأتي في ظل غياب ارادة دولية جادة تضع حدا سريعا لهذه المأساة الانسانية المتفاقمة وتمهد لازالة طغيان النظام الجائر في البلاد والبدء في عملية انتقال السلطة بالاستناد الى قرار دولي واضح وصريح من مجلس الامن».

وأعرب الفيصل عن تطلعه الى «جهود اوروبية اكثر في اتجاه توحيد الارادة الدولية لمعالجة هذه المشكلة وتوفير سبل الدعم اللازم على الصعد السياسية والامنية والانسانية في اطار موقفنا المشترك لمساندة الشعب السوري وتحقيق طموحاته المشروعة».

الخليج ولافروف

ويجري وزير الخارجية الروسي اليوم محادثات في الرياض مع نظرائه في دول مجلس التعاون الخليجي حول النزاع في سورية، بحسب ما اعلن الامين العام للمجلس عبد اللطيف الزياني امس. وقال الزياني في بيان ان الاجتماع يأتي في «ظل امعان النظام السوري في استخدام آلته العسكرية في سفك دماء الشعب السوري وتدمير مدنه، وفي ضوء تشكيل الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية».

تركيا

الى ذلك، حذر الرئيس التركي عبدالله غول من خطر استخدام سورية صواريخ تحمل رؤوسا كيماوية ضد بلاده، مشيراً في مقابلة مع صحيفة «فاينانشيال تايمز» أمس الى ان هذا الأمر «يمكن مواجهته عبر صواريخ باتريوت تابعة لحلف شمالي الاطلسي».

وقال غول: «من المعلوم ان سورية تمتلك اسلحة كيماوية وان لديها انظمة إطلاق سوفياتية قديمة ولذا فإنه في بعض الاحتمالات الجنونية في هذا السياق يجب وضع خطة طوارئ وهذا شيء يقوم به حلف الاطلسي حاليا».

back to top