الحمل خارج الرحم... تخلّصي منه

نشر في 27-05-2012 | 00:01
آخر تحديث 27-05-2012 | 00:01
عندما تنمو البويضة في إحدى قناتي فالوب، لا داخل الرحم، يُضطر الطبيب إلى التدخل بسرعة. ولا تُعتبر هذه مشكلة سهلة، خصوصاً إن كان هذا الحمل هو الأول للمرأة.

منذ بضعة أيام تشعر ندى بآلام خفيفة في بطنها. في الصباح، علمت أنها حامل، فتفكر في أن هذه مجرد آلام بسيطة وعابرة وسرعان ما تختفي. لكن المؤسف أنها خضعت بعد ثلاثة أيام لجراحة طارئة لأن حملها كان خارج الرحم. حتى إن الطبيب اضطر إلى استئصال إحدى قناتي فالوب لأنها كانت تنزف بشدة. ولا شك في أن حالة ندى محزنة للغاية.

علاج طبي في ربع الحالات

يوضح الأطباء أنهم يستطيعون اليوم، مع تقدم التصوير الصوتي وجرعات الهرمونات، تشخيص الحمل خارج الرحم في وقت مبكر قبل تفاقمه، ما يتيح لهم تفادي الجراحة. لكن الحمل خارج الرحم ليس حالة نادرة، فحمل واحد من كل مئتين يبدأ خارج الرحم. تستهل البويضة نموها في موضع تخصيبها بدل متابعة طريقها لدخول التجويف الرحمي، الذي تكون الهرمونات قد اعدته لاستقبالها. نتيجة لذلك، تتمدد القناة وتتمزق الأوعية الدموية، وإن لم تُعالج بسرعة، تصبح المرأة معرضة لخطر يهدد حياتها.

عندما يكون الحمل في بدايته (بالكاد تأخر الحيض)، وقبل نمو البويضة كثيراً (لا تزال معدلات الهرمونات منخفضة)، يفضل الأطباء اللجوء أولاً إلى علاج طبي. فيحقن الطبيب النسائي المرأة، التي تعاني من حمل خارج الرحم، بمادة (ميثوتركسات) في العضل أو مباشرة في قناة فالوب. تعمل هذه المادة على وقف الحمل وتسهل خروج البويضة من الجسم بطريقة طبيعية، تماماً كما يحدث عندما تجهض المرأة تلقائياً. لا تؤثر هذه المادة سلباً في قناة فالوب، ولا تعيق إمكان الحمل مجدداً في المستقبل. لكنها قد تسبب في بعض الحالات شعوراً بالغثيان.

يتطلب هذا العلاج مراقبة مستمرة لمعدلات الهرمونات في جسم المرأة للتأكد من أن الأمور كافة تسير على خير ما يُرام. لذلك، قد تضطر المرأة إلى الخضوع لفحوص دم متكررة في الأسابيع التي تلي أخذ هذا العلاج.

الجراحة

إذا لم تنخفض معدلات الهرمونات أو كان الحمل متقدماً جداً أو كانت المرأة تعاني ألماً مبرحاً أو تنزف، فلا بد من اللجوء إلى الجراحة. تختلف طبيعة الجراحة باختلاف الحالة. فقد يعمد الطبيب في بعض الحالات إلى فتح قناة فالوب، التخلص من البويضة، وإعادة إقفالها. بيد أنه يُرغم في بعض الحالات على استئصال القناة من دون المساس بالمبيض. ويكون اسئصال القناة أحياناً الخيار الأمثل لأن الإبقاء على قناة مشوهة، قد يعرّض المريضة لخطر تجدد الحمل خارج الرحم. تُجرى هذه العملية بالتنظير من دون الحاجة إلى فتح البطن بأكمله. كذلك، لا تُخلّف ندوباً تُذكر.

صحيح أن المريضة تعود إلى منزلها بسرعة، أحياناً في اليوم التالي للجراحة، إلا أنها تحتاج إلى بعض الوقت لتستعيد عافيتها وتعود إلى سابق عهدها. فمع الصدمة النفسية، التوتر والإجهاد، البنج، الغثيان، الشعور بانكماش بين الكتفين بعد الخضوع لجراحة بالتنظير (بسبب الغاز الذي يُملأ به البطن للمباعدة بين الأعضاء)، تُضطر المريضة إلى تحمل الكثير، ولن يسهل عليها تخطي هذه المرحلة بسهولة. لذلك، من الحكمة أن تبقى المرأة في المنزل محاطة بأحبائها وألا تتحرك كثيراً إلى أن يحين موعد فك القطب.

تحتاج المرأة بعد الجراحة إلى عناية بسيطة: تطهير يومي للجراح الثلاثة (يكون جرح الصرة عادة آخر ما يلأم ويتطلب أحياناً مرهماً يساعده على ذلك مثل Cicalfate). بعد مرور ثلاثة أشهر، تستطيع المرأة أن تحاول مجدداً إنجاب طفل. وقد يكون من الأفضل خلال هذه الفترة تفادي استعمال حبوب منع الحمل أو اللولب.

لمَ أنا؟

يمكن لكل ما يعيق قناتي فالوب أن يؤدي إلى حمل خارج الرحم، مثل جراحة ما أو التدخين لأن النيكوتين يبدل طبيعة الشعيرات التي تغطي جوانب القناتين. كذلك، قد يكون السبب خمجاً اكتُشف وعولج (تناول المضادات الحيوية لمعالجة التهاب البوق salpingite) أو خُمجاً لا عوارض واضحة له (جرثومة من عائلة المتدثرات). على رغم ذلك، لا يكتشف الطبيب في كثير من الحالات سبب الحمل خارج الرحم. ويحدث أحياناً أن تتمكن المرأة بعد معاناتها هذه من الحمل طبيعياً وإنجاب طفل سليم وجميل.

back to top