نيويورك ونيوجرسي تنهضان من تحت ركام «ساندي»

نشر في 01-11-2012 | 00:01
آخر تحديث 01-11-2012 | 00:01
No Image Caption
• إجمالي عدد قتلى الإعصار يصل إلى 110 • أوباما يجول في نيوجرسي ويتعهد بالمساعدة

بدأت المناطق المنكوبة على الساحل الشرقي للولايات المتحدة الأميركية أمس، محاولة لملمة نفسها وإصلاح الدمار وترميم الخراب الذي خلّفه مرور «ساندي»، أحد أسوأ الأعاصير في تاريخ البلاد، الذي سبب مقتل أكثر من 110 أشخاص وتسبب في أضرار مادية فاقت قيمتها 15 مليار دولار.
انهمك سكان ولايتيّ نيويورك ونيوجرسي أمس، في العمل على إعادة الكهرباء وإزالة الركام الناجم عن الإعصار «ساندي» الذي خلّف دماراً في مناطق بأكملها على مساره انطلاقاً من جزر الكاريبي إلى كندا، وأوقع 110 قتلى على الأقل.

وما زالت العاصفة العاتية التي صاحبتها رياح قوية ومد بحري مدمر في منطقة شاسعة من الساحل الشرقي الأميركي تثير عواصف ثلجية في جبال الابالاش فيما بقي الملايين من دون كهرباء وسط اضطرابات النقل العام.

وقبل أقل من أسبوع على اختيار الأميركيين رئيسهم المقبل، قرر الرئيس باراك أوباما القيام بجولة في المناطق الغارقة تحت المياه إلى جانب حاكم نيوجرسي كريس كريستي المناصر لخصمه الجمهوري ميت رومني.

أما رومني فاستأنف حملته في فلوريدا بعد إلغاء لقاءات انتخابية خلال يوميّ الاثنين والثلاثاء، للتركيز على عمل الإغاثة، فيما لا يزال السباق متقارباً إلى حد لا يمكن توقع نتيجته بعد تعليق المعسكرين حملتهما خلال العاصفة.

عدد القتلى

وارتفع عدد القتلى بسبب حوادث مرتبطة بالعاصفة إلى 43 في أميركا الشمالية منذ وصول ساندي إلى اليابسة الاثنين الماضي، كما قتل 67 شخصاً في أثناء وجوده في منطقة الكاريبي.

في هذه الأثناء، جاهدت السلطات والسكان في كبرى المدن الأميركية من أجل إعادة الخدمات الحيوية وإزالة الركام بعد تدفق كميات هائلة من مياه البحر إلى الطرقات وأنفاق القطارات والحرائق الهائلة.

وقال رئيس بلدية نيويورك مايكل بلومبرغ للصحافيين ان «إعادة الكهرباء والنقل العام إلى حركته المعهودة يطرحان التحدي الأكبر في الأيام المقبلة»، فيما بدأت فرق الإنقاذ والأشغال العامة تعمل وسط مشهد دمار هائل. وتابع بلومبرغ: «التدمير انتهى، نأمل أن يبدأ التحسن من الآن فصاعداً».

وفي منطقة «بريزي بوينت» الساحلية في حي كوينز دُمر أكثر من 80 منزلاً بحريق نجم عن الأمطار الغزيرة فيما غرقت منطقة مانهاتن السفلى التي تشمل ناطحات سحاب الحي المالي الشهيرة في ظلام دامس.

وما زال نظام الأنفاق النيويوركي الذي غمرته مياه الفيضانات يعاني مما اعتبرته إدارته أسوأ كارثة في تاريخه منذ إنشائه قبل 108 أعوام.

جولة لأوباما

وأعرب أوباما الذي يواجه معركة قاسية لإعادة انتخابه في 6 نوفمبر عن دعمه. وقال: «أميركا معكم. نحن إلى جانبكم وسنفعل كل ما يسعنا لمساعدتكم في الوقوف على أقدامكم مجدداً».

وأكد الرئيس أنه سيقوم بجولة في نيوجرسي بعد أن تحدث حاكم الولاية الجمهوري كريستي عن دمار «يفوق التصور» في الأحياء الساحلية الغارقة تحت المياه.

ومع الصباح، تكشفت مشاهد مروعة للدمار الذي ألحقته العاصفة، حيث حط قارب على سكة للحديد في ولاية نيويورك وعامت السيارات وكأنها سدادات فلين في مرائب مدينة نيويورك فيما احترق أحد أحياء كوينز بالكامل.

وانقطعت الكهرباء عن أكثر من ثمانية ملايين منزل ومكان عمل من ولايتيّ كارولاينا الشمالية والجنوبية إلى ماين بحسب وزارة الطاقة حيث تزايدت الانقطاعات مع مواصلة العاصفة المروعة تقدمها غرباً نحو البحيرات الكبرى.

وبقيت ثلاثة من المفاعلات النووية الأميركية مغلقة فيما أُعلنت حال الإنذار القصوى في مفاعل رابع بعد إتلاف الفيضانات والأمطار شبكات النقل وأنظمة التبريد.

فبالرغم من المخاوف من احتمال اجتياح المياه للمفاعلات على غرار كارثة فوكوشيما النووية في العام الفائت شددت السلطات على أنها لا تشكل خطراً على الناس.

وأشارت التقديرات الأولية لقطاع التأمين إلى أن الخسائر الخاضعة للضمان الناجمة عن ساندي قد تتراوح بين 7 و15 مليار دولار.

وفي الداخل، تسبب «ساندي» في هطول ثلاثة أمتار من الثلوج على المرتفعات في الولايات التي تتشارك جبال ألابالاش مع تقدمه غرباً وشمالاً.

ولم يقتصر الدمار على نيويورك. فالكثير من المدن على طول الساحل الشرقي الأميركي من بوسطن إلى فيلادلفيا وواشنطن طالتها رياح عاتية فيما عانى سكان الواجهات البحرية السيول والفيضانات.

وحذرت الأرصاد الجوية من استمرار الفيضانات على طول الساحل الأطلسي حيث الكثافة السكانية مرتفعة وبقي حوالي 7400 عنصر من الحرس الوطني متأهبين في 11 ولاية للقيام بأعمال الإغاثة.

(نيويورك - أ ف ب،

 رويترز، يو بي آي)

back to top