«من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه»

نشر في 06-10-2012
آخر تحديث 06-10-2012 | 00:01
 يوسف عوض العازمي  يقول الله تعالى: "يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ* ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً* فَادْخُلِي فِي عِبَادِي* وَادْخُلِي جَنَّتِي".

 في كثير من الأحيان تكون مقالات الرثاء أو قصائده في أناس لهم نصيبهم من الشهرة والمنصب والحظوة، ونادراً ما يكتب الرثاء في شخصية غير معروفة إعلامياً أو شخصية غير سياسية.

 أكتب هنا عن أحد أبرز الجنود المجهولين الذين حملوا راية الدعوة الإسلامية، فهو يعمل بصمت، وذو جهد جبار، لا يمل ولا يكل، جل همه الدعوة إلى الله وتصحيح العقيدة.

 أخذ على عاتقه السفر إلى بلاد كثيرة لنشر الدين الصحيح، وساهم في تأسيس قناة "صفا" وأصبح عضواً في مجلس إدارتها، وساهم أيضاً في تأسيس مبرة الآل والأصحاب، وكان لا يعلن أعماله وجهوده في خدمة الإسلام، حتى إن أقرب الناس إليه لا يعلمون عن أعماله الدعوية.

رجل مسلم قولاً وفعلاً، لم يسعَ وراء الشهرة و"الفلاشات" ومشايخ الفضائيات، ولم يقُل ويعلن أنه فعل كذا وكذا، بل إن أعماله الدعوية الخيرة لم تعرف إلا بعد وفاته، فهو إنسان نادر لا مثيل له.

محمد قعم بن بليق البريكي العازمي هل سمع أحد عنه في وسائل الإعلام، وعلم أن صاحب هذا الاسم عمل كذا وفعل كذا في خدمة الدين؟ لقد كان يحتسب الأجر من الله ولا يسعى إلى غير الله، علما أن باستطاعته استغلال أعماله لمكاسب دنيوية، كما يفعل غيره من أهل السياسة والفضائيات، لكنه اختار الأربح والأفضل، وهو الأجر من الله عز وجل.

كان يذهب إلى الأحواز ليدعو إلى الدين الصحيح، وينشر الدعوة النظيفة من البدع، فكان ينشرها بأسلوب محبب وهادئ، مبتسم الوجه مرح الطباع، رحمه الله، لكنه كان من أكثر الدعاة جهداً في تصحيح العقيدة، وكان يحقق نجاحات كثيرة، وقد اهتدى على يديه الكثير، أسأل الله عز وجل أن يجعل هذه الأعمال المباركة في ميزان حسناته، يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.

بمثل هؤلاء الرجال يفخر الوطن ويرتفع شأنه، فهؤلاء هم الجنود المجهولون الذين يعملون بصمت من أجل دينهم وعقيدتهم وبلدهم، ومثل هؤلاء هم قدوة صالحة للأجيال القادمة، ومثال حسن للأجيال الحالية، أتمنى أن يخلد اسم هذا الجندي المجهول بتسمية شارع أو مدرسة أو صرح رسمي باسمه حتى تبقى ذكراه راسخة مدى الزمن، فتخليد الأسماء لأمثاله من الخيرين ممن يستحقون ذلك هو نوع من الوفاء الذي ليس بغريب على أهل الكويت وقيادتها الحكيمة.

اللهم اغفر له وارحمه واعف عنه وأكرم نزله ووسع مدخله، واغسله بالماء والثلج والبرد، ونقه من الخطايا، كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، وأبدله أهلا خيرا من أهله ودارا خيرا من داره، و زوجا خيرا من زوجه، وأدخله الجنة وقه عذاب القبر، وقه عذاب النار، اللهم آمين.

 أعزي نفسي وأهلي وأهله وبني عمومته وكل من يعرفه بفقده، وإنا لله وإنا إليه راجعون.

back to top