العدساني لـ الجريدة•: الجامعة تراوغ في تبرير موقفها

Ad

غيرت جامعة الخليج تبريرها لإيقاف الأنشطة السياسية من قانونية إقامة الفعالية إلى الحفاظ على المجتمع الأكاديمي.

في تطور لافت حول ما نشرته "الجريدة" عن إلغاء أسبوع رابطة طلبة جامعة الخليج للعلوم والتكنولوجيا، تضاربت الحجج من قبل الإدارة الجامعية في سبب إلغائها، بين عرض "الأسبوع السياسي" على محامي الجامعة للنظر في قانونيته، وتأكيد الجامعة بأن الإلغاء جاء حفاظا على التلاحم والتماسك الطلابي وجاء البيان كالتالي:

أعلنت جامعة الخليج للعلوم والتكنولوجيا وقف أي نشاط سياسي بالجامعة، حفاظا على تماسك الحركة الطلابية، وخوفا من نقل الصراعات داخل الجامعة، خاصة "أننا جهة اكاديمية تعليمية، ونحرص على تماسك طلبتنا ليتمكنوا من التركيز على العملية التعليمية، وإيصال رسالتنا، بعيدا عن أي نزاع يمكن ان يبعدهم عن الرسالة التي جاؤوا من اجلها".

وقالت الجامعة، في بيان أمس، "إننا نحرص دائما على ان نكون منارة في محيطنا ووطننا الكويت"، مشيرة إلى أنها سبق أن نظمت مؤتمرات وندوات مع مختلف اطياف المجتمع، سياسية واجتماعية وثقافية، "لكن نظرا للظروف المحلية والاقليمية اوقفنا هذه الانشطة حاليا، حتى لا ننجرف فيها، وللحفاظ على تلاحمنا وتماسكنا كمجتمع اكاديمي".

ولفتت إلى أنها لا تمانع في إبداء الطلبة آراءهم السياسية التي يكفلها الدستور لهم، "لكننا نريد أن نحافظ على سير العملية التعليمية من أي توترات ومشاحنات قد تؤثر سلبا عليهم، وعلى انتظامهم في تحصيل دروسهم، وكلنا يعلم أن الطلبة حالهم كحال من يختلفون وكما تشهد الساحة السياسية الآن".

وذكرت الجامعة: "إننا من منطلق حرصنا على الثوابت الاكاديمية والتعليمية نناشد طلبتنا الالتزام والمحافظة على الحرم الجامعي، وإبعاده عن أي تجمعات تضر أكثر ما تنفع، وأن يتفهموا قرار الإلغاء الذي جاء بناء على حرصنا عليهم من أي انزلاق قد يتسبب فيه أي تجمعات تتضارب فيها المواقف والآراء داخل قاعات الحرم الجامعي".

وتمنت التوفيق لجموع الطلبة في مسيرتهم التعليمية والاكاديمية، وأن نضع الكويت نصب أعيننا حتى نحافظ عليها قوية عزيزة كما نتمناها، ولنغرس روح الانتماء لهذه الارض صاحبة الفضل علينا جميعا، حكاما ومحكومين، وفي ظل دستور يحفظ حقوقنا لنخلق شبابا قادرا على حماية مكتسباته وحماية وطنه وقيادته السياسية، التي نؤمن أنها قادرة على قيادة سفينتنا وسط كل الاجواء الملبدة بالغيوم من حولنا بحكمة ربانها سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد، وولي عهده الأمين الشيخ نواف الأحمد، والحكومة الرشيدة".

من جانبه، استنكر رئيس رابطة طلبة جامعة الخليج للعلوم والتكنولوجيا فجحان العدساني البيان الصادر من قبل الإدارة الجامعية حول إلغاء الأسبوع السياسي، مؤكدا ان هذا الأمر يبين تخبط الإدارة الجامعية في اصدار قراراتها، بين الكتاب الأول، الذي يوافق على إقامة الفعالية، والثاني بإلغاءها والتأكد من قانونيتها من قبل محامي الجامعة، والأخير بشأن التخوف من المشاحنات السياسية، والحفاظ على التماسك الطلابي، مضيفا: "لا نعلم السبب الحقيقي لإلغاء هذه الفعالية، وأرجو من الجامعة أن تصدر قراراتها دون تخبط".

وقال العدساني لـ"الجريدة": "من الواضح أن الجامعة تراوغ في تبرير موقفها من مسألة إلغاء الأسبوع السياسي، فلا يجوز منع او قمع النقاشات الفكرية والاختلافات السياسية في الجامعة، التي تعتبر اعلى صرح اكاديمي"، مشيرا إلى أن النقاشات أو الاختلاف بالرأي جزء من ثقافة الطالب، ودراسته لا تقتصر على التحصيل العلمي فقط، بل له دور في نشأة المجتمع والحراك السياسي.

وأوضح أنه "من المؤسف بعد مرور 50 عاما من الحياة الديمقراطية في الكويت ان نرى قمع النقاشات السياسية والاختلاف في الرأي، علما أن الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية".

وذكر أن "الرابطة تؤكد للطلبة انها ستكون لها وقفة من مسألة منع الحريات وقمع المناقشات السياسية داخل أسوار الجامعة، فهي حق من حقوق الطلبة"، مؤكدا أن "الطلبة هم قادة الحراك، ولا يسيرون خلف هوى الشارع، بل هم من يجير الشارع".

الإدارة تمنع الطلبة من التحدث للصحافة

فعلت... لا لم أفعل هكذا، كانت ردود كلينتون على المدعي العام في قضية مونيكا، ولم تكن أجوبة مسؤولي الجامعة الأميركية بعيدة في مضمونها عن الرئيس الأسبق للولايات المتحدة.

قررت الجامعة الاميركية في الكويت إلغاء مناظرة كان من المفترض ان تقام أمس بين أطراف مؤيدة وأخرى معارضة للمشاركة في الانتخابات المقبلة.

وقالت الجامعة، في رسالة الكترونية، إن فعالية "سأشارك - سأقاطع" ألغيت، دون ذكر الاسباب. "الجريدة" بدورها اتصلت بأحد المسؤولين في ادارة العلاقات العامة والتسويق بالجامعة، الذي ذكر في البداية انه لا يعرف سبب الغاء الندوة، مشيرا الى انه تسلم مذكرة من مكتب الحجوزات تفيد بأن المناظرة ألغيت.

وطلبت "الجريدة" هواتف احد المسؤولين في اتحاد الطلبة، لكن المسؤول رفض إعطاء أي رقم، معللا ذلك بأن أي اتصال بـ"الحكومة الطلابية" يجب ان يتم عن طريق مكتب العلاقات العامة، مؤكدا انه يمنع منعا باتا على الطلبة الاتصال بأي وسيلة إعلامية الا عن طريق الادارة المختصة.

وبعد إصرار على ضرورة التحدث إلى "الحكومة"، طلب المسؤول من "الجريدة" بعض الوقت لإحضار أحد أعضائها الى مكتبه، ليتسنى التحدث معه بشأن سبب الإلغاء، لكن مضى الوقت ولم يرد اي اتصال من إدارة العلاقات العامة.

وبعد الانتظار بادرت "الجريدة" بالاتصال مرة أخرى، فرد المسؤول بأن المناظرة أجلت الى الاسبوع المقبل، بسبب تعارض الحجوزات! وبعد طلب التحدث لأحد الطلبة قال: "تفضلوا شرفونا في أي وقت"، وعقب تكرار الرغبة في التحدث الى احد الطلبة، أو اي مسؤول طلابي، أعطانا المسؤول رقم التحويلة الداخلية (3420) لكن احدا لم يجب!

ويبدو ان الجامعة، التي تحمل اسم الدولة العريقة بالديمقراطية، والتي اوصلت رجلا اسود الى سدة الحكم، في بلد كان يستعبد فيه اجداده، لا تؤمن بأن الطلبة الكويتيين او من ينتسب اليها يستحقون تحمل مسؤولية الحرية او التمتع بالحقوق المدنية التي كفلها الدستور، وتريد فرض الوصاية عليهم.