"إذا كُنْت لا تخجل فافعل ما تشاء" فالنظام السوري، الذي تجاوز الحدود كلها والذي بدأ بكذبة العصابات الإرهابية وبقي يرددها إلى أن صدّقها هو نفسه دون أن يقنع أي صاحب عقل في هذا العالم اللهم باستثناء الصين وروسيا، يريد بتشكيله للجنته المخابراتية للتحقيق في مذبحة الحولة، التي لا تشبهها إلّا مذبحة صبرا وشاتيلا إبان الغزو الإسرائيلي للبنان عام 1982، إقناع الرأي العام العالمي بأن الشعب السوري يقتل أطفاله وأنه يئد بناته وأن المعارضة التي قدمت أرتالاً متلاحقة من الشهداء هي التي ارتكبت هذه الجريمة البشعة ضد فلذات أكبادها نكاية بالأسد وتشويهاً لنظامه "الديمقراطي"! الذي أزهق أرواح أربعين ألفاً في حماه دفاعاً عن "الديمقراطية والحريات العامة"!
"يقتلون القتيل ويمشون في جنازته" وفي مثل هذه الحالات فإن المجرم هو الأكثر تباكياً على الضحية ولهذا فإن المندوب السوري لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري كاد يقد ثوبه من قُبلٍ ومن دُبرٍ وهو يطلق تأوهات مفتعلة من فوق منبر الهيئة الدولية ويذرف الدموع المدرارة على أرواح أطفال الحولة الذين حزَّ أهلُهم أعناقهم لإلصاق الجريمة بنظام كانت ذروة إنسانيته ذلك الذي فعله بأطفال درعا في مارس العام الماضي وذلك الذي فعله بأطفال بابا عمرو في حمص ولا يزال يفعله في كل مكان في سورية من البوكمال في أقصى الشرق وحتى اللاذقية وجبلة وبانياس في أقصى الغرب.إنه ليس جديداً على هذا النظام ذبح الأطفال والبكاء عليهم ولعل بعض "المبخِّرين" وبعض من حاولوا اختلاق "سيناريوهات مفبركة" للدفاع عن نظام صدر الحكم النهائي عليه من قبل شعبه منذ لحظة تقليع أظافر أطفال درعا في تلك الحادثة المرعبة التي ستبقى محفوظة في ذاكرة التاريخ إلى أبد الآبدين، يتعمدون عدم تَذكر ذبح أطفال تل الزعتر الفلسطيني والاستمرار بقصف هذا المخيم الذي اقتلع من جذوره على مدى نحو أسبوعين داميين فعل خلالهما هذا "الجيش العقائدي"! أكثر مما فعله جيش الاحتلال الإسرائيلي في مخيم جنين... وللأسف... للأسف!لن يصدق أحدٌ حكاية لجنة التحقيق هذه التي شكلها نظام بشار الأسد لمعرفة المجرمين القتلة الذين مزَّقوا أعناق أطفال "الحولة" بالسكاكين وثقَّبوا صدورهم بالرصاص الذي كان من المفترض أن تكون وجهته نحو الجولان المحتلة ويقيناً أن رموز هذه المجموعة الحاكمة في دمشق قد "برْطعوا" بالقهقهات الصاخبة عندما استعادوا قراءة تقارير هذه اللجنة التي كانت قد أُعدت مُسبقاً وسلفاً في فرع فلسطين المخابراتي... وأعانك الله يا فلسطين كم ارتُكِبت باسمك من جرائم!لن يصدق حكاية هذه اللجنة وتقاريرها حتى أصحاب النظرات الحولاء المنحازون سلفاً إلى أبشع ما سيبقى يحتفظ به تاريخ سورية والتاريخ الإنساني كله ومن بين هؤلاء بالطبع "الرفاق الصينيون"، الذين نسوا أن سبب ما وصلت إليه بلادهم هو ما قام به ذلك القائد الملهم العظيم دينغ سياو بينغ ضد عصابة الأربعة التي هي صاحبة الثورة الثقافية البائسة والتي لا يشبهها إلّا عصابات شبيحة النظام السوري، وأيضاً أولئك الذين اختطفوا الثورة الإصلاحية من ميخائيل غورباتشوف وحولوها إلى هذا التبادل السلطوي الذي هو عبارة عن ضحك على ذقون الروس وعلى ذقون المُغفلين في العالم بأسره!
أخر كلام
مَنْ يُحقق مع مَنْ؟!
02-06-2012