بندر بن سلطان... في قطر!

نشر في 20-10-2012
آخر تحديث 20-10-2012 | 00:01
 يوسف عوض العازمي   بداية هذا الشهر ثمة حدث أثار الاهتمام والالتفات نحوه دولياً وإقليمياً، ففي أول جولة معلنة لرئيس الاستخبارات السعودية الجديد الأمير بندر بن سلطان، قام بزيارة إلى دولة قطر، وهنا تبدأ التساؤلات وتتعدد الاستنتاجات بشأن تلك الزيارة.

فالزيارة مهمة جداً، فعندما يوجد هذا الأمير، وفي نفس الوقت يكون الوزير الإيراني صالحي موجوداً في الدوحة، ويلتقي الوزيران كلاً على حدة مع أمير قطر ومع ولي العهد، وفي تلك الظروف الإقليمية الملتهبة... فماذا عسانا أن نتوقع؟

بطبيعة الحال هذه الزيارات لا يعلن عن فحوى اللقاءات بين الأطراف فيها، وحقيقة لم يعلن عن لقاء بين الأمير بندر والوزير صالحي، غير أنني أظن أنهما ربما التقيا، أو على الأقل تبادلا وجهات النظر عبر "أصدقاء مشتركين"، أثناء وجودهما في الدوحة.

مع الأمور التي لوحظت أن الأمير بندر لم يجتمع مع رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري، مما يدل ضمناً أن اللقاء مع الأمير وولي العهد يتضمن أمراً محدداً، وهو معروف للمتابع، ألا وهو الشأن السوري. فالمعروف أن ولي العهد القطري هو من يمسك بالملف السوري، وهنا تبرز التساؤلات وأولها: ما الذي يريده الأمير بندر؟ هل الزيارة لتنسيق مواقف معينة أو بالأساس للقاء مشترك مع الطرف الإيراني الداعم للنظام في سورية؟

الآن واضح أن الوضع السياسي في سورية أصبح يميل تدريجياً وإن بصورة بطيئة إلى الجيش الحر، وما التصريحات الروسية المتناقضة حول حماية بشار إلا إشارة إلى أن الوضع في طريقه إلى التغيير، ولم يبق فعلياً مع النظام سوى إيران ولأسباب طائفية وسياسة إيران معروفة بالبراغماتية.

فالإيرانيون يعلمون أنه بوجود التحالف السعودي التركي القطري والدعم السياسي من المجتمع الدولي، يمكن للحقائق أن تتعرض للتغيير على الأرض في أي وقت، لذلك أتوقع أن زيارة الأمير بندر لم تكن نزهة سريعة، بل للنظر في آلية تعاون وتنسيق من أجل الشعب السوري المنكوب من قيادته الفاشية.

من المحتمل أن يكون اللقاء قد جاء بطلب من إيران لطلبات معينة من السعودية وقطر لأنها الطرف الداعم للجيش الحر أو "للتفاهم" حول أمور معينة، أو الحصول على تعهد من الدولتين لوضع ضمانات للنظام في سورية، أو حتى عرض معين حتى تتوقف الدولتان عن دعم الشعب السوري... فمثلما ذكرت سابقاً فإن السياسة الإيرانية هي سياسة براغماتية بالدرجة الأولى.

وليس من المستبعد أيضاً أن يكون اللقاء قد جاء بطلب من السعودية أو قطر لتوجيه رسالة معينة إلى النظام في سورية عبر الطرف الإيراني أو حتى أن تكون الرسالة لإيران نفسها... فلا يوجد شيء مستبعد.

إنما المؤكد أن نظام الأسد يضعف يوماً بعد يوم وإن كانت إمكاناته قد ساعدته على الصمود في الفترة السابقة فإنها تتضاءل يوماً بعد يوم، والسياسة مصالح، وهي "فن الممكن"... وما وجود صالحي بالتزامن مع وجود بندر وفي الدوحة بالذات إلا لوجود أرضية يتم التفاهم عليها.

back to top