نهاد سلامة في بشارات أخرى... شاعرة الكلمات المطاردة
صدرت للشاعرة اللبنانية الفرنسية نهاد سلامة، عن دار «لو كاستور أسترال»، مختارات شعرية بعنوان «بشارات أخرى»، مستلة من 11 مؤلفاً شعرياً، وتتضمن مقدمة تلقي فيها سلامة الضوء على تجربتها الشعرية منذ أكثر من 30 عاماً.
يتضمن كتاب «بشارات أخرى» للشاعرة نهاد سلامة، المولودة في لبنان (بعلبك) عام 1947 والمتأثرة بالشاعرة جورج شحادة والمنفية في باريس، مختارات شعرية من مجموعة كتبها الصادرة بين عامي 1980 و2010، وهي تعتبر نفسها «مطاردة الكلمة» وتقول إنها تحاول دائماً أن تحافظ على النبض التعبيري الذي عُرفت به، «لكن من ضمن تحوّلات في شكل الكتابة ومضمونها»، بما يفجر صناعة القصيدة والحالة الشعرية، متنقّلةً من الشعر النثري الى الآية الصوفية ثم الى الاختزال الذي تعتبره «جسداً للتعبير الساطع والسريع في عصر الإنترنت».وكتابة سلامة تحمل «روائح الشرق الحسية والصوفية» وفقاً للشاعر جان كلود رونار، وهي «تهندس» فرحها وكآبتها، عقيدتها الوجودية وفضاءها الإيقاعي ضمن نمطها التجريبي الذي تصوغه عالماًً متميزاً:«نحن مصنوعون من نسيانمن بضع نبضاتوألفاظ قليلة.مصنوعون من كمشة رمادمن مدن مسيجّة بالأسلاك الشائكة التي تعوق المرور.لكن في نظراتنا تلتمعروعة العالم غير المنجزة».الجائزة الكبرىنهاد سلامة أحد أبرز الوجوه في الأدب الفرنكوفوني، حازت أخيراً الجائزة الكبرى للشعر من جمعية أهل الأدب في فرنسا، وكانت مسؤولة عن الصفحة الثقافية في جريدة «لو ريفاي» الفرنسية التي كانت تصدر خلال الحرب الأهلية في لبنان عام 1975. وكانت نهاد تكتب الشعر والنقد بالفرنسية وتواكب النشاطات الثقافية في بيروت. منذ تركت العاصمة اللبنانية وهي حاضرة دائماً في نتاجها الذي لم يتوقف.قدمت للشعر بالفرنسية حوالى 20 كتاباً بين الدراسة والقصائد المنثورة في دواوين مشعّة كُتب عنها الكثير ووصفت بأجمل الأوصاف، ومنذ «الجائزة لويد لابيه» التي نالتها على ديوانها «الكتابة الأخرى» ارتسم لسلامة عالم جديد في باريس حيث تعيش منذ حوالى 20 عاماً وتصدر الدواوين الشعرية أبرزها كتابها الأول «أولاد نيسان» (1980)، «جنون بلون الحبر» (1983)، «غنائيات ما قبل الحلم» (1993)، «أربعون سماء من اجل صوتك» (1993)، و{أعراس قانا» (1996)، وغيرها من كتب حمّلتها سلامة أفكارها وأحلامها وصورها الشعرية المغايرة، وترجمت إلى عدد من اللغات العالمية.عام 2008، أدرجت نهاد سلامة مع مواطنيها صلاح ستيتية وفينوس خوري غاتا والان طاسو، ضمن أنطولوجية اللغة الفرنسية التي صدرت عن دار «سيغار» بدعم من الوكالة الدولية للفرنكوفونية والبلياد الجديدة. وتضم هذه الأنطولوجية نحو 144 شاعراً فرنكوفونياً من المغرب العربي وأفريقيا، أميركا، الشرق الأوسط وأوروبا، مبوبين وفق شريحة عمرية من 1918 حتى 1980، وتحتوي على نصين لكل مؤلف واحد نثري وآخر شعري، ويعتبر هذا الكتاب مرجعاً يضم أسماء كبيرة في عالم الشعر والأدب في القرن العشرين مثل فرانسوا شنغ، لوران غاسبار، ميشال لوتور، أندريه فالتير، نمرود، وجان أوليزيه.