هل حكومتنا قادرة على القيادة؟!
من حق أي مواطن أن يطرح السؤال أعلاه. هل حكومتنا قادرة على القيادة حقاً؟ فمن حق أي إنسان يعيش على هذه الأرض ويرى ملابسات هذا الواقع المرتبك أن يخاف على مستقبل نفسه وأهله وأحبته، وأن يرغب في معرفة كفاءة وقدرة من يديرون دفة هذه السفينة المبحرة في هذا الخضم العاصف!بلدي فقير الموارد شحيح الإنتاج، وليس له من مصدر دخل يعتمد عليه سوى النفط، والتقارير والدراسات صارت تصل إلينا بلا هوادة لتتحدث عن كيف أن الدول الصناعية الكبرى التي تعتمد اعتماداً أساسياً على نفط دول الشرق الأوسط تنشغل في بحث دؤوب عن وسائل وحلول ومصادر بديلة بغية تقليل اعتمادها على هذا النفط، إما مدفوعة برغبتها في خفض النفقات والتكاليف في مواجهة ظروفها الاقتصادية العسيرة، وإما بالسعي إلى تقليل التلوث كما تزعم، أو غير ذلك من الأسباب السياسية والاقتصادية وغيرها. وكثير من هذه الدول قد أعلنت بالفعل عن برامج وخطط وجداول زمنية بدأت بتنفيذها والسير عليها للوصول إلى هذا.
وحكومتنا في المقابل لم يبدر منها ما يُظهر أنها تدرك هذا الذي يجري وتتحرك على مستواه لمواجهته بأي شكل من الأشكال، وكأن الأمر لا يعنيها، بل كأنها لا تسمع ولا ترى!بلدي واقع في منطقة حرجة سياسياً، والاضطرابات والقلاقل تحيط به من كل الاتجاهات، والحرب غير مستبعدة، بل تكاد تقع في أي لحظة على مقربة أميال معدودة لا يفصلنا عنها أي حائل طبيعي أو عسكري، ولو عطسوا هناك لأصابنا الزكام هنا، فما بالكم لو اشتعلت النيران وانفجرت المفاعلات النووية وانطلقت الصواريخ؟ وحكومتنا في المقابل لم يظهر منها أي استعداد بأي وجه من الوجوه، فلا ملاجئ ولا مخابئ ولا خطط طوارئ ولا تحركات سياسية أو عسكرية، وكأن ما تتناقله وكالات الأنباء ويتحدث به المختصون عن سخونة الأوضاع وخطورة الأحداث ليس من شأنها!بلدي تموج فيه المشاكل الداخلية، من نزاعات طائفية وانقسامات مجتمعية وتوترات فئوية، والقانون فيه يكاد يكون والعدم سواء، قانون مخترق مليء بثقوب الواسطة والمحسوبيات ولا هيبة له ولا احترام في النفوس، وحسبه أن صار أداة بيد أطراف معينة تضرب به وتصفي خصوماتها من خلاله. والتنمية والتطوير والإصلاح معطلة جميعاً، وجل المشاريع مشلول، والأوضاع مزرية وما عاد هذا يخفى على القريب أو البعيد.وحكومتنا في المقابل كأنها تعيش في عالم آخر بعيد عن هذا، والحالة من سيئ إلى أسوأ يوماً بعد يوم تحت بصرها وسمعها، بل لا أتردد في أن أقول بكسب يدها.لهذا كله، ولغيره، سأعود للبداية من جديد لأكرر السؤال: هل لدينا حكومة قادرة على القيادة فعلاً؟!