ستعود حبوب اللقاح قريباً... والحساسية أيضاً
الحساسية تجاه حبوب اللقاح إحدى الحساسيات الموسمية المرتبطة بالتهاب الأنف التحسسي، وتعرف أيضاً بحمى القش. تتسبب هذه الحساسية بأعراض كثيرة قد تعرقل الحياة اليومية مثل العطاس المتكرر وسيلان الأنف واحتقانه والحكة في العينين والأنف والأذن واحمرارها، فضلاً عن التعب العام الذي قد يكون مزعجاً للغاية.
ترتبط الحالات الشديدة من الحساسية تجاه حبوب اللقاح أو «حمى القش» بتردي نوعية الحياة اليومية، والتي تؤثر على أداء الأنشطة اليومية وعلى صحة المريض النفسية. كذلك تسبب تفاقم الشخير وترتبط باللحمية الأنفية لدى الأطفال والكبار. وقد زاد انتشار حساسية الأنف بشكل كبير خلال العقود الماضية، خصوصاً في البلدان الصناعية حيث يقدر الخبراء أن 500 مليون شخص حول العالم يعانون هذه الحالة، وتصل نسبة المصابين إلى 30% تقريباً في جميع دول العالم والكويت.شيء ما في الهواءأكثر مسببات الحساسية المحمولة في الجو صغيرة للغاية، كذلك حبوب الطلع، فهي عبارة عن حبوب دقيقة تنطلق من النباتات المزهرة وتنقلها الرياح أو الحشرات. في الكويت وغيرها من دول الخليج، قد تكون مختلطة مع العواصف الغبارية. حين تنتشر حبوب اللقاح في الهواء، فإنها قد تستقر في عين الشخص أو أنفه أو رئيتيه أو على جلده، وتسبب بذلك الحساسية.بالاعتماد على المكان الذين يعيش فيه الشخص ونوع النباتات المزروعة، فإنه يمكن لموسم الحساسية أن يبدأ في فترة مبكرة من السنة كشهر يناير أو متأخراً حتى آخر الخريف. وتعد محسسات حبوب الطلع من الأعشاب الأكثر شيوعاً بين أنواع المحسسات الأخرى، فهي السبب في 50% من حالات التهاب الأنف التحسسي.تتضمن الأشجار التي عرفت بأنها تسبب الحساسية السنديان والزيتون والبتولا والسرو، وتأتي حبوب اللقاح الأكثر توافراً في الجو من عصويات المروج الطويلة مثل: عصوية المروج وorchard grass, or meadow foxtail... تمتاز بيئة الكويت ببعض النباتات الصحراوية وبعض النباتات الذي تم إدخاله إلى الكويت بشكل مستحدث كمصدات رياح، كأشجار الزيتون على الواجهة البحرية و Conocarpus. كذلك تتميز بيئة الكويت بانتشار نبتة Salsola Kali وهي من فصيلة عرف الديك على مدار السنة، وإن كانت تزداد بشدة في فصل الخريف.تسبب حبوب اللقاح الناتجة من الأعشاب الضارة مثل عشبة الرشيد 27% من حالات التهاب الأنف التحسسي، وهي أحد أهم مسببات الحساسية تجاه حبوب اللقاح خارج الكويت. من المهم ايضاً الانتباه إلى أن عدد المصابين بالحساسية تجاه محسس واحد فقط محدود جداً، وأن الأكثرية على ما يبدو مصابة بالحساسية تجاه أكثر من محسس وتعاني ردود فعل تجاه مصادر عدة للمحسسات مثل المواد الغذائية.نوعية حياة المريضتمتد الأعراض الممكنة لالتهاب الأنف التحسسي الموسمي من خفيفة وقد تصل إلى شديدة الحدة، ويعاني 15% إلى 20% من الأشخاص المصابين بالحساسية التنفسية أعراضاً تحسسية شديدة، والتي قد تؤدي إلى تردي نوعية الحياة التي يعيشونها من نوم غير مريح يؤدي إلى التعب العام وعرقلة النشاطات اليومية وإنتاجية المريض في عمله وأدائه في الامتحانات، كذلك لها تأثير على راحته النفسية.بالإضافة إلى ذلك، يعاني الأطفال المصابون بالحساسية من صعوبات في التعلم ويكون أداؤهم الدراسي أقل ممن حولهم بشكل ملحوظ. وأظهرت دراسة ركزت على تأثير حمى القش السلبي على أداء الطلاب الذين ظهرت عليهم أعراض الحساسية في سنوات سابقة خلال الامتحانات الدراسية، بأنهم أكثر عرضة بمرتين لأن ينخفض أداؤهم. وأصبحت هذه الأعراض ذات أهمية كبيرة، لأن معظم الامتحانات يتم في فترة نهاية الربيع وبداية فصل الصبف، حيث تكون كمية حبوب اللقاح عالية جداً. العلاجبعد التشخيص الدقيق للمرض من اختصاصيي الحساسية، وبغرض التعرف إلى المحسس أو المحسسات المسببة للأعراض، يجب الأخذ بعين الاعتبار أن من أهم ركائز نجاح العلاج والسيطرة على المرض هو تجنب مسببات الحساسية. وبما أنه من الصعب جداً التأكد من خلو البيئة الداخلية والخارجية التام من المحسسات خلال موسم الحساسية، فإن من الضروري الالتزام ببعض التدابير البسيطة للمساعدة في تخفيف التعرض للمحسسات مثل البقاء داخل المنزل في فترة منتصف النهار (إذا أمكن) وإبقاء النوافذ مغلقة في المنزل وفي السيارة، والاستحمام بعد العودة من الخارج وارتداء نظارات شمسية، إلخ...علاوة على ذلك، تتوافر علاجات للسيطرة على الأعراض، وبالتالي تقلل منها ومن أثرها. مع ذلك، فإن هذه العلاجات قد لا تستطيع مساعدة المصابين بأعراض تحسسية شديدة، فمن النادر أن تتم السيطرة عليها بشكل كلي.العلاج المناعي للحساسية:من يستفيد منه ومتى؟يقدم العلاج المناعي للحساسية خيار علاج مناسب للمرضى الذين يعانون من أعراض حساسية تنفسية متوسطة إلى شديدة. ويعد العلاج المناعي للحساسية الطريقة الوحيدة المعروفة ليس لمعالجة أعراض الحساسية وإنما أسبابها أيضاً.توصي منظمة الصحة العالمية بالعلاج المناعي للحساسية لعلاج التهاب الأنف التحسسي:- عندما لا يكون العلاج الدوائي للأعراض كافياً.- عندما يسبب العلاج الدوائي أعراضاً جانبية غير مرغوبة.- عندما يكون المريض غير قادر على تناول العلاج الدوائي.بالإضافة إلى الطرق «التاريخية» في تناول العلاج إما بالحقن تحت الجلد أو بالنقط تحت اللسان والمتوافرة كقطرات سائلة، تتوافر أيضاً أقراص لمحسسات حبوب لقاح الأعشاب والتي تعد حلاً للمرضى الذين يعانون التهاب أنف تحسسياً موسمياً حاداً. إلى جانب فاعلية العلاج في الحد من الأعراض، فقد أظهر العلاج المناعي للحساسية بالنقط تحت اللسان القدرة على تحسين نوعية حياة المريض... لأجل الاستفادة من العلاج المناعي للحساسية، على المرضى المصابين بالحساسية تجاه حبوب اللقاح البدء بتناول العلاج قبل دخول موسم اللقاح، ذلك اعتماداً على المحسس أو المحسسات التي يعانون حساسية تجاهها.