في الفترة الأخيرة، كانت سامنتا فولر موجودة في غرفة المعيشة داخل منزل المخرج الراحل في حي هوليوود هيلز حيث تقيم حتى الآن مع والدتها كريستا وابنتها المراهقة ساميرا، فقالت: «كان (وتقصد أباها المخرج سامويل فولر) يؤكد لي دوماً أنه سيكون معي في عيده المئوي وأننا سنقيم حفلة كبيرة». لديها صناديق مليئة بصور والدها ورسائله وتذكارات أخرى منه: «لقد توفي في عمر الخامسة والثمانين. لطالما فكرتُ بأنني أريد شخصياً الاحتفال بعيده المئوي».

Ad

خلال عيده التاسع والتسعين في 12 أغسطس 2011، أدركت فولر (37 عاماً) التي تصمم مجوهرات وأطباقاً زجاجية أنها تريد تنفيذ فكرة تكريم والدها.

لذا قررت تحضير فيلم وثائقي شخصي عن والدها بعنوان A Fuller Life. لقد أنجزت أول 50 دقيقة من العمل. أصبح المشروع الآن مطروحاً في موقع Kickstarter الذي يساعد على جمع 25 ألف دولار لإكمال الفيلم الطويل الذي تريد إنهاءه في السنة المقبلة.

وجدت مصدر إلهامها في السنة الماضية حين قصدت المرآب الذي كتب فيه والدها مسرحياته. بقي ذلك المكان على حاله طوال 15 عاماً: «عدتُ إلى المرآب وأزلتُ بعض شبكات العناكب للحفاظ على حد أدنى من النظافة هناك. فاستنتجتُ أنه المكان الأفضل لاستذكار والدي».

اختارت فولر 12 مقطعاً من السيرة الذاتية التي كتبها والدها مع زوجته وجيري رودز، بعنوانA Third Face، وهي تسلط الضوء على الأحداث التاريخية في حياته. كذلك صوّرت مجموعة متنوعة من الممثلين والمخرجين وهم يقرأون تلك المقتطفات في المرآب: جيمس فرانكو، تيم روث، بيل ديوك، ويم واندرز، باك هنري، جيمس توباك، مونتي هيلمان، وأربع شخصيات من فيلم The Big Red One (روبرت كارادين ومارك هاميل وبيري لانغ وكيلي وارد). كان ذلك الفيلم قد ارتكز على تجارب فولر مع فوج المشاة 16 (أول فرقة مشاة).

تتمنى فولر أن تتمكن بفضل أموال التبرع من موقع Kickstarter من إضافة مقاطع من أفلام والدها ولقطات وجدتها في المرآب أثناء عمله: «لم أدرك طبيعة المشروع الذي أتورط فيه، لكني سعيدة بمشاركتي فيه وسأكمله حتى النهاية».

كانت تجارب والدها هي التي أنتجت أفلامه الحربية وأعماله الدرامية والتراجيدية الصارمة والمؤثرة والمثيرة للجدل، وحتى أفلام الويسترن.

أوضحت فولر: «نتحدث عن الكساد العظيم وكيف كان مراسلاً يعمل لحسابه الخاص خلال الثلاثينيات وكيف عبر الولايات المتحدة من ساحل إلى آخر مع آلته الكاتبة وحقيبة على ظهره».

بحسب قولها، شهد والدها على «عمليات إعدام وتسلل إلى اجتماعات جماعة «كو كلوس كلان». كذلك، شهد على الإضراب العام في سان فرانسيسكو في عام 1934. نحن نتحدث أيضاً عن تجاربه في الحرب العالمية الثانية حين كان في فوج المشاة لأربع سنوات، وفي شمال أفريقيا، وإيطاليا، وفي بعض الحملات العسكرية. كان جندياً بطبيعته».

تقوم فولر بجولة في المرآب الذي تفوح منه رائحة الأصالة القديمة. ربما رحل والدها، لكن يمكن الشعور بوجوده في كل زاوية، تحديداً في أعداد كثيرة من مجلة «ليبرتي» (Liberty) التي كان يكتب فيها، وفي بنادق الحرب، وآلته الكاتبة الملكية المفضلة، وسترته البيضاء المعلّقة، وسيناريوهات الأفلام التي كتبها، ورفوف الكتب التي تفيض بسيناريوهات وقصص لم تتحول إلى أفلام مثل Snug Harbor و The Three Most Wanted Men.

كانت فولر تضع خوذة ألمانية عليها ثقب رصاصة من الحرب العالمية الثانية، فقالت: «ثمة 20 سيناريو خالداً على الأرجح وهي تنتظر أن يتم تصويرها. أخذ هذه الخوذة من إحدى الجثث ودفنها في نقطة معينة ووضع علامة حيث دفنها ثم عاد بعد سنوات عدة ووجدها في مكانها».

ثمة ذخائر مبعثرة أيضاً في صناديق عشوائية.

سألت فولر: «هل تعرفون قصة الأسلحة في موقع التصوير؟ كانت لديه أسلحة وبنادق في موقع التصوير لأنه ما كان يحب التلفظ بعبارة «ابدأوا التصوير». بل كان يطلق النار من المسدس للحصول على ردود فعل صادقة».