الطيران السوري يغير على «اليرموك» وسط احتدام المعارك

نشر في 17-12-2012 | 00:01
آخر تحديث 17-12-2012 | 00:01
No Image Caption
• المعارضة تعلن السيطرة على مدرسة المشاة في حلب  • صالحي: لن نسمح بإطاحة الأسد بالقوة

اشتد القتال أمس، في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين بين مقاتلي المعارضة السورية وقوات النظام، إذ دخل سلاح الجو النظامي على خط المواجهة، في حين انقسم المقاتلون الفلسطينيون داخل المخيم بين مناصر للمعارضين وموالٍ لقوات الرئيس السوري بشار الأسد.

غداة المعارك الطاحنة التي دارت أمس الأول، في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين بين مقاتلين من المعارضة السورية من جهة وقوات النظام المدعومة بمقاتلين فلسطينيين، شن الطيران الحربي السوري غارةً على المخيم، أدت إلى مقتل ثمانية أشخاص أمس، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وكان المرصد أعلن في وقت سابق أن «طائرة حربية نفذت غارة جوية على محيط مشفى الباسل وحي الجاعونة في مخيم اليرموك».

من جهتهم، قال سكان في المخيم إن صاروخاً استهدف مسجد عبدالقادر الحسيني الذي يؤوي 600 نازح من أحياء دمشق الجنوبية، مشيرين إلى «سقوط عدد كبير من الضحايا».

وأفاد أحد اللاجئين بأن «السكان متجمعون في وسط المخيم هرباً من القصف والاشتباكات التي تحدث على أطرافه».

وأشار المرصد إلى أن الغارة كانت واحدة من ست غارات شنها الطيران الحربي السوري أمس، على مناطق في جنوب دمشق هي، إضافةً إلى اليرموك، حيي الحجر الأسود والعسالي.

وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن إن «القوات النظامية تشعر بحاجة إلى تعزيز حملتها للقضاء على المقاتلين المعارضين في جنوب دمشق، ولا يمكنها محاربتهم من دون اللجوء إلى قوتها الجوية». وأضاف: «أما بالنسبة إلى الفلسطينيين، فهم منقسمون ويقاتلون إلى جانب طرفيّ النزاع» المستمر منذ 21 شهراً.وأشار المرصد إلى أن اشتباكات مستمرة منذ 48 ساعة تدور في الحجر الأسود وعلى أطراف المخيم «بين مقاتلين من اللجان الشعبية في اليرموك التابعة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين-القيادة العامة» وهي فصيل موالٍ لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، و»مقاتلين من كتائب عدة مقاتلة بينهم فلسطينيون».

في هذه الأثناء، تعرضت مدينة داريا جنوب غرب العاصمة للقصف من القوات النظامية، التي تحاول منذ مدة اقتحام هذه المدينة.

وأشار المرصد إلى تعرض مدينة حرستا شمال شرق دمشق والذيابية وعربين للقصف، متحدثاً عن اشتباكات في محيط حرستا وداريا.

ودارت في محافظة حلب (شمال)، اشتباكات بين مقاتلين معارضين ووحدات من القوات النظامية بالقرب من كلية المشاة في ريف المحافظة «إثر قدوم تعزيزات عسكرية إلى المدرسة».

كلية المشاة

وفي السياق نفسه، أعلن مقاتلون من المعارضة السورية أمس، أنهم سيطروا على كلية للمشاة قرب مدينة حلب (شمال) بعد اشتباكات على مدى خمسة أيام مع قوات الأسد.

وقال قائد من لواء التوحيد الإسلامي ان رجاله ساعدوا في السيطرة على المبنى أمس الأول. وأضاف أنه تم أسر 100 جندي على الأقل وأن 150 آخرين قرروا الانضمام للمعارضة. ومضى يقول إن الجنود كانوا جوعى بسبب الحصار.

«لن نسمح»

من ناحية أخرى، أعلن وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي أن طهران لن تسمح مطلقاً بإنجاح أو تمرير أي مشروع غربي للإطاحة بالأسد عن طريق القوة. وأضاف أن «الأعراف والمواثيق الدولية يتم انتهاكها الآن ضد بلد مستقل وعضو مؤسس في الأمم المتحدة في محاولة للضغط عليه لتغيير سياساته المناهضة للاحتلال والاستعمار والأحادية الدولية أو لإسقاطه دون العودة إلى رأي الشعب السوري».

وأكد صالحي أن «الشعب السوري هو وحده من له الحق والإرادة والشرعية في تعيين الحاكم ونوع نظام الحكم ولا يحق لأي أحد مطلقاً أن يتصرف بهذا الحق من الخارج».

وأوضح أن «القوى الأجنبية تحاول كل ما في وسعها لتغيير الحكم في سورية وقد وصلت أوجها الآن إلا أننا نبذل كل ما لدينا وكل ما في وسعنا لمنع حصول هذا وبكل الوسائل المتاحة».

وأعرب الوزير الإيراني عن اعتقاده بأن الروس والصينيين حاسمون وجازمون في هذا السياق بالوقوف معنا في نفس الموقف «لأنه الموقف الوحيد والشرعي والمقبول وفق شرعة الأمم المتحدة وما عداه فهو تحد سافر ولن نسمح به مجتمعين»، لافتاً إلى أن «الأشهر القليلة المتبقية للحسم ستجبر المستكبرين وناقضي ميثاق الأمم المتحدة على قبول التسوية السياسية طريقاً وحيداً للحل».

لجنة التحقيق

إلى ذلك، اجتمع وزير الخارجية المصري محمد عمرو أمس، مع رئيس لجنة التحقيق الدولية المستقلة بشأن سورية باولو بينيرو والوفد المرافق له وتم استعراض الجهود التي تقوم بها اللجنة لرصد وتسجيل انتهاكات حقوق الإنسان التي يرتكبها نظام الأسد.

وقالت وزارة الخارجية المصرية في بيان ان المسؤول الدولي أطلع الوزير عمرو على جهود اللجنة في ضوء الأوضاع التي نتجت عن الثورة هناك مبدياً اهتمامه بالدور المصري وتقديره لبذل الحكومة المصرية كافة الجهود الممكنة لدعم مهمته والوقوف إلى جانب الشعب السوري وتطلعاته لإقامة نظام ديمقراطي في سورية.

وقد اتفق الوفد الدولي مع الوزير عمرو حول أهمية تفادي أي تدخل عسكري خارجي في سورية وعلى تفضيل التوجه نحو حل سياسي.

لاجئو الأردن

على صعيد آخر، ذكر مصدر في المديرية العامة للدفاع المدني في الأردن أمس، في بيان أن شخصاً أُصيب بحروق في حريق اندلع مساء أمس الأول، في مخيم الزعتري للاجئين السوريين شمالي المملكة.

وقال العقيد الأردني فريد الشرع أن «سبب الحريق كان نتيجة للاستخدام الخاطئ لمدفأة غاز كانت موجودة داخل إحدى هذه الخيم الأمر الذي أدى إلى اشتعالها وامتداد الحريق إلى الخيم الملاصقة لها».

من جانب آخر، تم إسعاف سبعة سوريين مصابين بأعيرة نارية إلى مستشفى المفرق الحكومي (70 كلم شمال عمان) أمس، حسبما أفادت وكالة الأنباء الأردنية.

ونقلت الوكالة عن الطبيب حمود السرحان مدير مستشفى المفرق قوله ان «المصابين في حالة خطرة وحرجة للغاية وهم مصابون بأعيرة نارية في مختلف أنحاء الجسم جراء الاشتباكات العنيفة التي شهدتها بعض المناطق السورية القريبة من الحدود الأردنية».

وتستضيف المملكة ما يزيد على 250 ألف لاجئ سوري فروا من المعارك في بلدهم، منهم أكثر من 45 ألفاً في مخيم الزعتري، الذي يقع في محافظة المفرق شمال المملكة على مقربة من الحدود السورية.

(دمشق ـــــ أ ف ب،

رويترز، يو بي آي)

back to top