الشمري لـ الجريدة•: مركز جديد للأشعة في «شرق» يفحص 700 مراجع يومياً
أدعو «الصحة» إلى تبني برامج الكشف المبكر لجميع الأمراض
كشفت رئيسة وحدة مكافحة الدرن، التابعة لإدارة الصحة العامة في وزارة الصحة، د. عواطف الشمري عن افتتاح مركز أشعة جديد تابع للوحدة في منطقة شرق، يختص بعمل فحص أشعة الصدر لـ700 حالة يوميا من فئة متداولي الأغذية.وأكدت الشمري، في حوار مع "الجريدة"، أن هذا المركز يمثل إضافة جديدة للمراكز الفرعية التابعة للوحدة الرئيسية، الواقعة في منطقة الشويخ، مشيرة إلى أن قلة عدد العاملين، وعدم وجود الحوافز المادية الكافية، والنقص الحاد في عدد الإداريين يعد أبرز المعوقات التي تواجه عمل الوحدة.
وأضافت أن برنامج الوحدة يعد من أكبر برامج الكشف المبكر عن الأمراض في البلاد، ويختص بالكشف المبكر عن مرض الدرن، داعية وزارة الصحة إلى ضرورة تبني برامج الكشف المبكر لجميع الأمراض المعدية وغيرها، لتفادي تفاقم العبء على الأنظمة الصحية.وذكرت أن افتتاح المركز يهدف إلى التوسع في تقديم الخدمات الوقائية للكشف المبكر عن مرض الدرن في جميع المحافظات، ولجميع القطاعات التي يتم فحصها في الوحدة، ومن أهمها العمالة الوافدة ومتداولو الأغذية والمتقدمون إلى الوظائف العامة وبعض القطاعات الأخرى كسائقي سيارات الأجرة.ودعت إلى توفير مراكز فحص للعمالة الوافدة ذات مساحات كبيرة في جميع المحافظات، لاستيعاب الأعداد الوافدة إلى البلاد، لاسيما في ظل توجه الدولة إلى تنفيذ خطط التنمية المستقبلية، وفي ما يلي تفاصيل الحوار:• بداية، ما أهمية وحدة مكافحة الدرن؟- وحدة مكافحة الدرن في إدارة الصحة العامة تتميز بأنها خط الدفاع الأول ضد مرض الدرن في البلاد، حيث تختص بوضع الخطط والبرامج الخاصة بمكافحة المرض، والعمل على تطبيقها بالتعاون مع الجهات المعنية.وللعلم فإن مرض الدرن لايزال يشكل هاجسا للسلطات الصحية في كثير من بلاد العالم، خصوصا مع ارتفاع معدلاته في السنوات الأخيرة لأسباب ارتباطه بانتشار مرض نقص المناعة المكتسبة (الإيدز) في العالم، وظهور سلالات جديدة من جرثومة الدرن المقاوم للعلاج، التي يصعب تشخيصها وعلاجها.وبدأ العمل على مكافحة مرض الدرن في البلاد منذ منتصف خمسينيات القرن الماضي، لاهتمام الكويت بمعالجة مشكلة تفشي هذا المرض آنذاك، حيث خصصت إمكانات طبية كبيرة لمعالجة هذه المشكلة، ونجحت هذه الجهود في السيطرة على هذه المشكلة والحد منها.لكن هذه المشكلة الصحية لاتزال قائمة لدخول عدد كبير من العمالة الوافدة إلى البلاد من مناطق ينتشر فيها هذا المرض، لذلك كان لزاما على السلطات الصحية وضع خطط وسياسات وقائية محكمة لمواجهة هذا المرض والحد منه، حيث ان القضاء عليه هو أحد الأهداف الإنمائية للألفية الجديدة.تحديات• ما أبرز المشاكل والمعوقات التي تواجه عملكم؟- الجهل بمرض الدرن وطرق انتشاره يعد من أكبر المعوقات التي تواجهنا، حيث إن كثيرا من الناس لا يعلم أن هذا المرض لا يعتبر مشكلة صحية جديدة كالأمراض الجديدة التي ظهرت في السنوات الأخيرة، والتي يصعب في بعض الأحيان التفرقة بينها أو تشخيصها، بل مرض موجود منذ قديم الأزل، والأمر الجيد هو سهولة التعرف على هذا المرض عند وجوده وسهولة علاجه، كما يجب أن تكون المخالطة حميمة ولمدة طويلة لانتقال العدوى من شخص إلى آخر، ولا يكفي اللقاء العابر لانتقال المرض.وكذلك لا يعتبر مريض الدرن معديا عند أخذ الأدوية الخاصة بالمرض مدة أسبوعين، وتغير نتيجة فحص البلغم إلى سلبية، لذلك يمكن للمريض أن يمارس حياته بصورة طبيعية بعد استبعاد خطر نقله للعدوى للآخرين، واستكمال علاجه مع الطبيب المختص بأخذ العلاج مدة تصل إلى 6 أشهر تقريبا.ومن المعوقات ايضا قلة عدد العاملين في هذا المجال لنفورهم من فكرة العمل في مجال الأمراض المعدية، وعدم وجود الحوافز المادية الكافية، لذلك نعاني جدا نقص عدد الإداريين في الوحدة، وكذلك قلة مساحة وعدد المراكز العاملة في مجال فحص العمالة الوافدة، حيث لا تتناسب مساحة وتجهيزات هذه المراكز مع الزيادة المطردة في أعداد العمالة الوافدة إلى البلاد.ونقترح توفير مراكز فحص للعمالة الوافدة ذات سعة كبيرة في جميع المحافظات، لاستيعاب الأعداد الوافدة إلى البلاد، لاسيما في ظل توجه الدولة إلى تنفيذ خطط التنمية المستقبلية.• ما عدد المراكز التابعة للوحدة؟- تتألف وحدة مكافحة الدرن من المركز الرئيسي في منطقة الشويخ، إضافة إلى مراكز أخرى تابعة في مناطق الفحيحيل والفروانية والجهراء، مع قوة بشرية قوامها أكثر من 100 موظف، بين أطباء وفنيين وإداريين.وتختص الوحدة بالدرجة الأولى بفحص العمالة الوافدة إلى البلاد، والتأكد من خلوها من مرض الدرن، إضافة إلى فحص متداولي الأغذية ومن في حكمهم، والمتقدمين إلى الوظائف العامة، وتوفير الخدمات التشخيصية المتقدمة عن طريق مختبر الدرن المركزي، الذي يعد المرجع الوحيد على مستوى البلاد لجميع المراكز الصحية والمستشفيات. إنجازات• ما آخر إنجازات الوحدة؟- تم افتتاح مركز أشعة جديد تابع للوحدة في منطقة شرق، يختص بعمل فحص أشعة الصدر لفئة متداولي الأغذية ومن في حكمهم، ويعتبر إضافة جديدة للمراكز الفرعية التابعة للوحدة الرئيسية، إضافة إلى مراكز فحص أشعة العمالة الوافدة في مناطق الفحيحيل والفروانية والجهراء.• ما الهدف من افتتاح هذا المركز؟- افتتاح هذا المركز يهدف إلى التوسع في تقديم الخدمات الوقائية للكشف المبكر عن مرض الدرن في جميع محافظات الكويت ولجميع القطاعات التي يتم فحصها في الوحدة، ومن أهمها العمالة الوافدة ومتداولي الأغذية ومن في حكمهم، والمتقدمون إلى الوظائف العامة وبعض القطاعات الأخرى كسائقي سيارات الأجرة، حيث يتطلب إصدار شهادة اللياقة الصحية اللازمة للعمل من قبل البلدية لمتداولي الأغذية ومن في حكمهم.وعلى هؤلاء التوجه أولا إلى قسم صحة متداولي الأغذية في منطقة شرق، لفتح الملف الطبي وأخذ العينات البيولوجية والمتابعة مع الأطباء المتخصصين، ومن ثم التوجه إلى مبنى وحدة مكافحة الدرن في منطقة الشويخ لعمل أشعة الصدر، للكشف المبكر عن مرض الدرن.ويتم في الوحدة عمل فحص الأشعة لـ700 متداول يوميا، ما يشكل عبئا كبيرا عليها لاستقبال هذه الفئة بصورة يومية، لاسيما مع استقبال 500 مراجع آخرين من الفئات الأخرى، ما جعل العبء اليومي على مركز الشويخ يصل إلى أكثر من 1200 مراجع يوميا.لذلك فكرنا في افتتاح قسم أشعة جديد في قسم فحص متداولي الأغذية نفسه، لخدمة هؤلاء المراجعين وتخفيف الضغط عن المركز الرئيسي، وتسهيل ميكنة هذه الإجراءات في المستقبل، عند توافر جميع خدمات الفحص لفئة متداولي الأغذية في مبنى واحد، خصوصا عند وجود فكرة مشروع الربط الآلي بين البلدية ووزارة الصحة. أجهزة رقمية• متى تم العمل في المركز؟- منذ بداية فبراير الماضي، حيث بدأنا تجربة العمل على أجهزة الأشعة الجديدة الرقمية، بالتنسيق مع الجهات المعنية والاتفاق مع الشركات ذات العمالة الكبيرة، لإعطائها الأولوية في عمل الفحص في المركز الجديد.كما تم ترتيب نظام العمل تصاعديا، بحيث يتم بالتدريج عمل فحوص الأشعة لمتداولي الأغذية في القسم الجديد، مع استمرار عمل فحص الأشعة للأعداد الباقية في مركز الوحدة الرئيسي في الشويخ، وتهدف الخطة إلى زيادة عبء العمل بالتدريج في القسم الجديد لعدم التسبب في حدوث أي ارتباك لنظام العمل.ونهدف إلى عمل جميع فحوص الأشعة الخاصة بمتداولي الأغذية في المركز الجديد (700 حالة يوميا) في مطلع العام المقبل، في حال توافر العمالة الخاصة بالقسم الجديد، حيث تغطي عمالة المركز الرئيسي الآن القسم الجديد.ونأمل توفير موظفين خاصين للمركز الجديد، وانجاز مشروع الربط الآلي بين وزارة الصحة والبلدية، لتوفير قاعدة بيانات صحية عن أوضاع من يعملون في مجال تداول الأغذية، ما يسهل رصد أي مشكلة صحية بصورة عاجلة، والتعامل معها للحد من آثار انتشارها.تويتر• ما الجديد في وحدة مكافحة الدرن؟- تم إنشاء حساب للوحدة على شبكة تويتر @tbckw، للتواصل مع الجمهور، والرد على استفساراتهم، لإيماننا بأهمية شبكات التواصل الاجتماعي في إيصال المعلومة الصحية الهادفة بطريقة شعبية ومؤثرة، خصوصا بين جيل الشباب.ونسعد بتفاعل الجمهور معنا، ورغبتهم في الاستزادة في المعرفة عن مرض الدرن، وكيفية الوقاية منه، وكذلك اهتممنا بالرد شخصيا على جميع الملاحظات الواردة من زوار المركز بخصوص الخدمات المقدمة وطرق تحسينها.