عن الغبار

Ad

عواصف الغبار التي لم تعد موسمية ولا دورة مؤقتة من دورات الطبيعة، تحتاج إلى وقفة جادة أو بالأحرى إلى فزعة حقيقة أو انتفاضة شهامة. فظاهرة الغبار شبه اليومي طوال السنة صيفاً وشتاء ليلاً ونهاراً لم تعد مجرد ظاهرة ننفّض بعدها الأتربة عن الأثاث والأحواش، وإنما يمكن اعتبارها بحق كارثة من الكوارث الطبيعية. ومفهوم الكوارث الطبيعية يحتاج عادة إلى نفرة وجهد وعمل لاتقاء آثارها المدمرة والمؤذية.

لو كانت هذه العواصف الغبارية الكارثية من نصيب بقعة من بقاع العالم المتحضر لربما توصل علماؤهم إلى وسيلة أو وسائل تنجي من ذلك الأذى المنصبّ على البلاد والعباد غير زراعة صفوف الأشجار التي لا تصد رملة أو حصاة. ولكننا هنا لا نملك غير أن نتطلع ونأمل ونحن تحت أكوام الرمال السافية إلى ما يمكن أن تفعله مؤسساتنا العلمية كمؤسسة الكويت للتقدم العلمي ومعهد الأبحاث، إذ ربما كان هناك اختراع ما أو فكرة نابهة أو حيلة علمية، أو كانت هناك أبحاث تطبيقية على البيئة تنقذ ما يمكن إنقاذه من براثن الغبار وكوارثه.

فمتى يا ترى سنعي حجم الخسائر الاقتصادية والمضار الصحية والنفسية والبيئية التي نرزح تحتها؟!

عن حفلات التوقيع

تبزغ بين فترة وأخرى نتاجات أدبية أو فكرية للشباب والمخضرمين، وهذا بحدّ ذاته أمر إيجابي وظاهرة حسنة. بيد أن اللافت للنظر أن (الطاسة ضايعة) كما يقول المثل الشعبي! فتحت لافتات حسنة النية مثل (تشجيع الشباب) و(مجاملة الأحباب) و(الاصطفاف مع الأصحاب)... إلخ... يتم تمرير الكثير من الأعمال الركيكة والتجارب غير الناضجة تحت أضواء المديح وبهارج حفلات التوقيع! فيظن المبتدئ أنه ضمن المجد ويرى الشاب الغضّ نفسه يسير فوق النجوم. وحين تشمخ الأنوف وتبدأ لوثة الغرور (على ما ميش)، سوف نتعثر في طريقنا إليهم بالكثير من الثمار الفجة والحشف البالي.

أما ظاهرة حفلات التوقيع لدينا فأمرها عجب! فمما هو معروف أنها ظاهرة اقتبسناها من الثقافة الغربية، ولكن ما هو غير معروف هو أن حفلة توقيع أي كتاب عندهم لا تُقام إلا لمؤلف فذّ في مجاله أو كاتب عبقري له بصمة وأثر لا يُنكر في مجتمعه أو قومه أو على الإنسانية. لذلك يتقاطر الناس من كل حدب وصوب لاقتناء أي إصدار يصدر باسمه لكون هذا الإصدار رمزاً أو علامة على تلك العبقرية أو الإبداع. أما عندنا فمن المضحكات أن نقيم (شنة ورنة) وندعو الأقارب والأهل وأبناء القبيلة والطائفة وربع الديوانية لحضور حفل توقيع الإصدار الأول لشاب غضّ أو رواية ركيكة لمبتدئة أو ديوان (قص ولزق) لنهاية رحلة العمر!

فيا أيها المدّاحون ويا روّاد حفلات التوقيع رفقاً ورويداً ورجاءً!

عن الأغنية السياسية

دُهشت في الحقيقة وأنا أطالع الرابط المرسل على جهاز الاي فون خاصتي وكان عبارة عن أغنية (بس ملينا سياسة) غناء مشعل العروج وكلمات خالد الروضان. والدهشة عادة لا تأتي إلا إذا كان ما تراه يحرك فيك شيئاً ما إيجابياً كان أو سلبياً. وكانت دهشتي إيجابية بالطبع، فالأداء كان مشتعلاً بالصدق والابتكار والبساطة والتلقائية، والأهم من ذلك كان ملامساً لهمومنا اليومية التي لا ننفك نجترها من خلال (التحلطم) والتذمر من الأحوال السياسية المحبطة، لتأتي هذه الأغنية لتحاكي ما نشعر به ونعانيه ولكن بنكهة الفن وبظرافة مبكية!

لعلنا فعلاً نحتاج إلى المزيد من هذه الابداعات في مجالات شائكة مثل مجال الأغنية السياسية التي سبقنا إليها الآخرون، ولعل هذه البداية ستكون بداية واعدة وخطوة أكيدة. فشكراً لكل من شارك في هذا الجهد الطيب ولكل من ساهم في توصيلها ونشرها.

ولمن يودّ مشاهدة أغنية (بس ملينا سياسة) على اليوتيوب سيجدها على هذا الرابط :

http://www.youtube.com/watch?v=R38kJRCUBYkandfeature=youtu.be