في أيام الانتخابات وقبلها يكثر الحديث في كل الموضوعات، الكل يتحدث ولا يتوقف ليفكر في ما قال، في مثل هذه الأيام توقع كل شيء، فإنك لو تابعت أحد المرشحين في كل ما يقول فستجد الشيء ونقيضه، البعض منهم يتحدث حسب المكان الذي يوجد فيه، وحسب الجمهور الذي يستمع إليه، فحديث الصباح يختلف عن حديث المساء، وحديث السبت يغاير حديث الأحد وهكذا. في أيام الانتخابات لن تجد أحسن من شعار واحد يرفعه الجميع وهو: "المصلحة ولا غير المصلحة"... "واللي تكسب به العب به"، والغاية تبرر الوسيلة، وإلا كيف تستطيع أن تفسر اجتماع النقيضين وتبادل الأصوات بينهما، والمفاوضات السرية التي تحدث بينهما، والاتفاق على من هم أقرب في الأيديولوجية أو القبيلة أو الطائفة... إنها الانتخابات يا عزيزي، وفي الانتخابات تسقط المبادئ وتنقض العهود، وتخلف المواثيق، ويكثر الكذب ولا تبقى إلا المصلحة ولا غير المصلحة. في أيام الانتخابات تصرف أموال طائلة، وترصد ميزانيات ضخمة، يذهب بعضها إلى وسائل الإعلام المختلفة، المرئية والمسموعة والمقروءة، ويذهب بعضها إلى العاملين في الحملات الانتخابية في صورة هدايا ومكافآت لأبناء العوائل الكبيرة، ويذهب بعضها الآخر في صورة هبات، ومساعدات تأخذ أشكالاً لا حصر لها، لتغطية حقيقة كونها رشوة انتخابية يخجل منها البعض، ويخاف منها البعض الآخر. أمور كثيرة تحدث قبل العملية الانتخابية، يحتار العقل فيها، ولا يستطيع تفسيرها، كل شيء ممكن أن يحدث في الانتخابات، الذين نجحوا وأصبحوا أعضاء ولحسوا وعودهم وتعهداتهم تجدهم في هذه الأيام يعودون إلى الساحة بنفس الوعود والعهود دون خجل ولا حياء، والناس تتقبل ذلك منهم دون غضب ولا استهجان... ألم أقل لكم إنها الانتخابات؟! الإخوة أعضاء أغلبية 2012 أعلنوا أنهم سينزلون في قوائم مشتركة في كل الدوائر الانتخابية، وبصراحة لم أفهم لذلك معنى، فكيف تنزل قائمة واحدة ينافس أعضاؤها بعضهم بعضاً، وكلهم رغبة في الوصول إلى ذلك الكرسي، الإعلان يحتاج إلى مزيد من الشرح والتفصيل حتى نستطيع أن نفهمه وإلا فإننا سنعتبره كلام انتخابات لا يقدم ولا يؤخر.
أخر كلام
كلمة راس: في الانتخابات تسقط المحظورات
09-07-2012