"كل الطرق المؤدية إلى ميدان التحرير وشارع قصر العيني مسدودة"، هكذا لخص أحمد جلال أحد الموظفين المصريين في وزارة الإسكان، واقع حياة المصريين في المنطقة المحيطة بميدان التحرير، بعد أن قامت قوات الأمن بسد الشوارع المحيطة به، والمؤدية إلى مقر وزارة الداخلية، فسياسة إقامة الحواجز الأسمنتية انتشرت في القاهرة وامتدت من التحرير إلى قصر الاتحادية الرئاسي، بعد ثورة 25 يناير، مع فشل النظام الحاكم على مدار أكثر من عامين في حل مشاكل المصريين السياسية والاقتصادية.
ويستكمل أحمد جلال عرض أزمته قائلاً: "نحن في معاناة يومية فعندما نذهب إلى مقر أعمالنا في شارع قصرالعيني، وهو ما يضطرنا لعبور ميدان التحرير، للأسف قوات الأمن تمنع عبورنا بعد أن أغلقت الطريق أمام المارة بكتل أسمنتية، لذلك نقوم بالالتفاف من خلال ميدان طلعت حرب ثم ميدان باب اللوق والمرور بعدد من الشوارع الجانبية، وهي مسافة تأخذ أكثر من نصف ساعة، على الرغم من أن الطريق القديم لم يكن يستغرق أكثر من 5 دقائق". معاناة جلال يمر بها الكثير من المصريين الآن، بعد إغلاق شوارع القاهرة "المحروسة" وسدها بالكتل الأسمنتية لدواع أمنية ترتجف من هتاف شعب أعزل، وكان من بينها إقامة حاجز في مدخل ميدان سيمون بوليفار الذي يتوسط المسافة بين ميدان التحرير والسفارة الأميركية، وكان آخرها قيام قوات الحرس الجمهوري أمس الاول (الجمعة) ببناء جدار في مدخل شارع الميرغني المؤدي إلى قصر "الاتحادية" الرئاسي، في مصر الجديدة، لمنع المتظاهرين من التقدم. الناشطة السياسية كريمة الحفناوي ترى أن سياسة سد الشوارع تعبير عن فشل أنظمة فاقدة للشرعية ترتعش أمام غضبة الشعب المصري، الذي أكد أنه أكبر من القمع ولم يعد يخشى شيئا، فالأساليب الأمنية العتيقة التي تذكرنا بسور برلين لم تعد تصلح مع شباب يتواصل عن طريق الفضاء الإلكتروني، فشبابنا لم تعد تحجزهم حواجز".وتساءلت الحفناوي: "كيف يمكن لنظام تحصَّن خلف حواجز وسدود أن يتواصل مع الناس؟ أليس في هذا أكبر دليل على ارتعاش النظام؟" وتابعت:"ما خرجنا به من ثورة 25 يناير هو أن الشعب دائما ينتصر وأن الحواجز دائماً تسقط".
دوليات
شوارع مصر من «المحروسة» إلى «المحبوسة»
09-12-2012