وثيقة لها تاريخ: حمود الصويط يسلم 67 جملاً لسلطان نجد عام 1921

من الوثائق النادرة التي تحكي قصة جميلة من قصص الماضي الذي لم يوثق، وثيقة اليوم، وهي وثيقة تنشر للمرة الأولى، سنتناولها بالشرح والتفصيل ما أمكن إن شاء الله.

الوثيقة تفيد بأن السلطات العراقية في الزبير تلقت أوامر بنقل مجموعة كبيرة من الإبل (البعارين) من شيخ قبيلة الظفير حمود الصويط إلى عبدالعزيز بن سعود الذي كان يلقب آنذاك بسلطان نجد.

لم تذكر الوثيقة التي يعود تاريخها إلى 18 نوفمبر 1921 سبب نقل الأباعر إلى سلطان نجد، لكنها أكدت أنها من شيخ قبيلة الظفير، ويجب نقلها إلى نجد من خلال القنوات الرسمية، وأن عددها سبعة وستون جملاً.

وتشير الوثيقة التي كتبها مسؤول في مدينة الزبير ووجهها إلى قنصل بريطانيا في الكويت إلى أن مجموعة الإبل تم تسليمها إلى ثلاثة أشخاص، وهم عايش المطوطحي، وظاهر بن بسيبس، وسعود بن جميعان، من عشيرة بني حسن، ليقوموا بنقلها من الزبير إلى الكويت.

وحسب الوثيقة، فقد توجهت القافلة إلى الكويت في يوم الجمعة الساعة السادسة عربي، وأن سلطات الزبير دفعت لهم ثلاثين روبية مصروفات للطريق، كدفعة أولى، والباقي وهو تسعون روبية تدفع بعد التأكد أن الأباعر وصلت بسلام إلى الكويت لتسليمها إلى وكيل سلطان نجد في الكويت عبدالله النفيسي.

وفي نهاية الوثيقة يطلب مسؤول الزبير من المعتمد البريطاني في الكويت إفادته بوصول القافلة بسلام لكي يقوم بتسليم باقي الأجرة إلى أصحابها. وبعد ستة أيام، أي بتاريخ 24 نوفمبر، كتب الشيخ أحمد الجابر رسالة موجهة إلى المعتمد البريطاني يفيده فيها بأن الأباعر وصلت بسلام إلى الكويت وأن عايش المطوطحي ومن معه سلموا جميع الإبل لوكيل سلطان نجد في الكويت عبدالله النفيسي، وأصبحت الإبل تحت مسؤولية النفيسي.  

وإليكم النص الحرفي للوثيقة الأولى كما يلي:

"حضرة قنصل بريطانيا العظمى بالكويت المفخم،،

بعد تقديم واجب الاحترام، اعرض لحضرتكم ان سعادة مستشار لواء البصرة أمرني بأن أرسل لكم الأباعر العائدة الى حضرة سلطان نجد ابن سعود المؤدات من حمود ابن صويط شيخ عشيرة الظفير الذي يبلغ عددها سبعة وستون بعيرا. لقد سلمناها بيد عايش المطوطحي وظاهر ابن بسيبس وسعود ابن جميعان من عشيرة بني حسن. وقد تحركوا من الزبير نهار الجمعة الساعة ستة عربية، ودفعنا لهم ثلاثون روبية مصروفات الطريق، وأما أجرتهم وهي تسعون روبية فقد بقت الى ان يأتي خبر بوصول الاباعر المذكورة . نرجو من حضرتكم إشعار الكيفية الى حضرة المستشار تلغرافيا، وتخبرونا تحريرا لكي ندفع الأجرة الى المرقومين. هذا ولكم منا مزيد الاحترام.  

في 18 نوفمبر 1921.

مشير ناحية الزبير"

أما كتاب الشيخ أحمد الجابر، فنصه ما يلي:

"من احمد الجابر الصباح حاكم الكويت الى حميد الشيم عالي الجاه الافخم المحب العزيز ميجر جي سي مور بولتكل ايجنت الدولة البهية القيصرية الانكليزية في الكويت دام محروسا،،

بعد السلام والسؤال عن شريف خاطركم، دمتم بخير وسرور، بعده يد الوداد أخذت كتابكم المؤرخ 23 ربيع أول 1340 نمرة 696 منخصوص الجمال التي جمعت بالزبير وجرت عنها المذاكرة مع سعادتكم سابقا. فبحسب ذكركم قد وصل مع عايش ثلاثة وستين بعير وأمرنا احد رجالنا يستلمها من المذكور بحضور معتمد الشيخ عبدالعزيز السعود عبدالله النفيسي. واني أشكركم قلبيا على ذلك. هذا ما لزم ودمتم محروسين 23 ربيع اول 1340".