من المعروف قديماً بين الناس أن شهر سبتمبر يمثل طفرة في الحساسية الأنفية والصدرية، وأتت الدراسات الحديثة للتأكيد على ذلك ومحاولة تسليط الضوء عليه بالملاحظة والتدقيق. فقد ثبت بدراسات عدة أن معدل دخول المستشفيات يزيد بنسبه 20 إلى %25 خلال شهر سبتمبر عن باقي الأشهر.

Ad

أسباب زيادة نوبات الربو في سبتمبر والتي تسبب وباء سبتمبر  September Epidemic  متفاوتة ومتداخلة. أحد أهم الأسباب التغير في الحرارة والرياح. قد يهيج التبدل في الحرارة الشعب الهوائية بنفسه ويسبب الأزمة. كذلك قد يشكل بيئة خصبة لبعض الفيروسات الموسمية مثل RSV  وRhinovirus، والميكروبات الأخرى التي تصيب الجهاز التنفسي. تساهم بداية المدرسة في زيادة الربو لأسباب عدة. فعندها يكثر احتكاك الأطفال بعضهم ببعض، ما يزيد قابلية انتقال العدوى. كذلك قد يصاحبها توتر Stress دراسي وتوتر جسدي، والرياضة قد تكشف أن الربو لم يذهب كلياً! وإنما ينتظر المحفز ليظهر.

زيادة معدل حبوب اللقاح لبعض النباتات في شهر سبتمبر أحد العوامل المهمة في زيادة نوبات الربو والحساسية الأنفية. في أوروبا وأميركا الشمالية العشبة القزمة Ragweed أحد الأسباب الرئيسة لنوبات الربو في سبتمبر ولكن في الكويت تحديداً فإن حبوب لقاح نبتة «سالسولا كالي» أو الشوكية Thistle لها الدور الأهم. عموماً، يوقف الكثير من مرضى الربو علاجاتهم الوقائية في الصيف لكون الأعراض مستقرة أو بسبب الانشغال بالسفر وأنشطة أخرى، ما يزيد احتمال النوبات الربوية.

أنصحك بعدم إيقاف علاجك الوقائي في شهر سبتمبر من دون استشارة طبيبك. قم بمراجعته أثناء الموسم أو قبله للتحكم بالحساسية قبل أن تزداد. انتبه لأعراض الحساسية من كحة بلغم، عطاس متكرر، تسكير أنف، ضيق نفس، وخصوصاً كحة المساء أو أثناء المجهود. خذ لقاح الإنفلونزا الموسمي، لا سيما إذا كانت تعاني أي حساسية، سواء كنت طفلاً أو امرأة حاملاً. إذا ثبتت لديك حساسية حبوب اللقاح المتعلقة بسبتمبر، عن طريق فحص خدش الجلد، فإن العلاج المناعي المحدد قد يشفيك منها ويقلل نوبات الحساسية الشديدة.

استشاري أطفال عام واختصاصي في الربو والحساسية