هل تعود البطولة النسائية المطلقة إلى السينما؟ بعد نجاح «الآنسة مامي»...
ياسمين عبد العزيز، كندة علوش، فيفي عبده، دينا، منّة شلبي ونجمات غيرهن تصدّرن بطولة الأفلام في موسم عيد الأضحى، فهل يشير ذلك إلى عودة البطولة النسائية التي كانت سائدة في الثمانينيات والتسعينيات أم المسألة مجرد مصادفة؟ هل يشجع نجاح هذه الظاهرة المنتجين على تمويل مشاريع سينمائية أبطالها نساء؟ ما العواقب التي قد تحول دون تحقيق هذا الحلم؟
تؤدي ياسمين عبد العزيز بطولة «الآنسة مامي» (رابع بطولاتها السينمائية)، كندة علوش بطولة «برتيتا» (أول بطولة مطلقة لها) ومعها مجموعة من النجوم، فيفي عبده بطولة «مهمة في فيلم قديم»، دينا بطولة «عبده موتة»، منة شلبي بطولة «بعد الموقعة» الذي يستمر عرضه خلال هذا الموسم، وسمية الخشاب بطولة «ساعة ونصف» مع حشد من الفنانين.
موهبة ومسؤوليةأبدت ياسمين عبد العزيز سعادتها لتحقيق «الآنسة مامي» إيرادات مرتفعة في ظل المنافسة الشرسة مع الأفلام المعروضة، كون الفيلم يتوجّه إلى أفراد العائلة، ويحمل رسالة حول أهمية الزواج وتكوين أسرة.أضافت عبد العزيز أنها بلغت هذه المكانة بعدما مرّت بمراحل عدة وصولاً إلى أداء البطولة، باعتبار أن هذه الخطوة تفرض أن تكون لدى النجم قدرة على اختيار ما يقدمه وتوقيت تقديمه، وأن يتمتّع بموهبة وقبول.بدوره، تمنى المؤلف خالد جلال أن يفتح نجاح «الآنسة مامي» الباب لإنتاج أفلام سينمائية تؤدي بطولتها نساء، مؤكداً أن «استمرار هذه الظاهرة في يد المنتجين الذين يقع على عاتقهم تمويلها وخوض مغامرة يحسم نتائجها الجمهور، فما دام الموضوع قريباً منه سيقبل عليه وهنا تتحقق المعادلة، لكن يجب ألا ننسى أن العمل لا ينجح مع نجم واحد مهما كانت نجوميته بل بعمل جماعي». أضاف جلال أن المرأة توّلت على الدوام البطولة السينمائية، لكن السنوات الأخيرة أنصفت الرجل سينمائياً على حساب المرأة التي كانت أقرب إلى كمالة عدد، وأضافت «للرجل النصيب الأكبر في المشاهد المؤثرة التي تخطف نظر المشاهد، فيما وجود النجمة عادي وقد تؤديه ممثلة أقل منها على المستوى الفني».منافسة وإقبالأوضح المنتج والسيناريست محمد حفظي أن إيمانه بقدرة المرأة على المنافسة جعله ينتج أفلاماً تؤدي بطولتها فنانات من بينها: «زي النهارده» لبسمة و»أسماء» لهند صبري، مع ذلك رأى أن فرص أداء المرأة دور البطولة محدودة ولا تتمّ إلا في حالات قليلة. أضاف: «ياسمين عبد العزيز إحدى أوائل الفنانات اللواتي قدمن أفلاماً جماهيرية تجارية لأنها اتخذت من الكوميديا طريقاً للوصول إلى قلوب الناس الذين يفضلون هذه النوعية من الأفلام، وتليها في الترتيب منى زكي».لا يعتقد حفظي أن نجاح بعض النجمات قد يشجع على ظهور تجارب مماثلة، موضحاً أنه لا يتوقع تقديم أفلام بطولة نسائية في الأعوام المقبلة، «رغم ضرورة إعطاء فرص متساوية للنجمة والنجم في الظهور بهدف التنوع، لكن جماهيرية النجوم أوسع من جماهيرية النجمات، لا سيما عندما يقدمون أفلام الحركة. في المقابل، تقدم النساء أفلاماً ليست تجارية وجماهيرية، لذا ثمة استثناءات محدودة منهن تنجح، وفي حالات معينة تحدّد نوعية الفيلم مدى إقبال الجمهور عليه».تجربة الخسارةاعتبر المنتج جمال العدل أن قدرات الفنانات الموجودات على الساحة السينمائية حالياً تؤهلهن لتحمل هذه المسؤولية، وأضاف: «اتخذت ياسمين عبد العزيز في أفلامها الأخيرة طريق سينما الأطفال وأفلام العائلة، ولأنها نجحت فيها تكررها إنما بشكل مختلف، ويبقى السؤال: هل تستطيع ياسمين تقديم أفلام مثل «غروب وشروق»، «القاهرة 30»؟.أشار العدل إلى أن منى زكي دخلت منذ أربع سنوات في دائرة لم تستطع الخروج منها عندما قدمت «احكي يا شهرزاد»، واختفت منذ تلك الفترة، لأن الأعمال المعروضة عليها تعيدها خطوة إلى الوراء، إذ تظهرها بطلة إلى جانب البطل، فيما تُصرّ على أن تكون لها بطولة مطلقة مع تهميش البطل، والدليل أن فيلمها الجديد «أسوار القمر» يشاركها فيه النجمان آسر ياسين وعمرو سعد، رغم أن لها قامة فنية كبيرة نسبياً تميّزها عن الأبطال الرجال الموجودين حالياً، باستثناء أحمد السقا وكريم عبد العزيز.وتابع العدل حديثه عن أفضل البطلات قائلاً: «هند صبري بطلة بالمقاييس كافة، وظهرت منة شلبي كبطلة في «بعد الموقعة» بشكل أكبر من باسم سمرة وآسر ياسين في «بيبو وبشير». كذلك أثبتت غادة عادل في أفلامها الأخيرة قدرتها على تحمل مسؤولية فيلم بأكمله، بعدما كونت قاعدتها الجماهيرية من خلال جملة من الأعمال.ولفت العدل إلى أنه رغم مقدرة أولئك النجمات على الوصول إلى هذه المكانة إلا أن سوق السينما في الوقت الحالي لا يتحمل بطلاً ولا بطلة، ما يضطره كمنتج إلى الاستعانة بكمّ من النجوم في فيلم واحد وتصويره في أسابيع، بأقل التكاليف لتكون الخسارة مقبولة، خصوصاً بعد تدني مصادر الكسب الخارجية بعد اختفاء الفيديو وانخفاض عدد القنوات الفضائية التي تشتري الأفلام.عاش العدل تجربة الخسارة العام الماضي مع أفلام بطولة نسائية مثل «يوم ما اتقابلنا» بطولة علا غانم ومحمود حميدة، «الكبار» لعمرو سعد وزينة، ما يؤكد أن التوقيت يؤدي دوراً في نجاح الأعمال المختلفة.بدوره اعتبر الناقد الفني إمام عمر أن دخول منتجين جدد وظهور سينما التجمعات التجارية يصعّبان عودة البطولات النسائية في الوقت الحالي، فالمشاهد يدفع ثمن تذكرة ليشاهد توليفة من النجوم في عمل واحد مثل «ساعة ونصف».أضاف: «لم يعد الجمهور يلهث وراء أفلام النساء مثلما كان يتهافت لمشاهدة فيلم لنادية الجندي أو نبيلة عبيد أو فاتن حمامة، ليس بسبب ظروف المنتجين الاقتصادية فحسب، إنما لأن النجمات اللواتي حصلن على هذه الفرصة لا يتمتعن بثقل فني ولا يستطعن تحمّل هذه المسؤولية بمفردهن. من هنا لا بد من تضافر عناصر أخرى معهن، كما حدث مع فيفي عبده في «مهمة في فيلم قديم»، إذ أسند منتجه محمد السبكي البطولة إليها ولكن مع صنع خلطة تجذب الجمهور لمشاهدته، لاقتناعه بأن نجمها السينمائي خفت. والحال نفسها مع الراقصة دينا، فهي لا تستطيع تقديم فيلم إلا بمشاركة نجم آخر على غرار المغني الشعبي سعد الصغير».