آمال: عليكم بتواير الوزراء

نشر في 29-03-2012
آخر تحديث 29-03-2012 | 00:01
 محمد الوشيحي لمسات بسيطة كانت تنقص متابعي استجواب النائب عاشور لسمو رئيس مجلس الوزراء... بيانو وشمعتان ومنظر عاشقين متعانقين يقسم أحدهما للآخر: "معك إلى آخر محطات العمر". ولا أظن أن عاشقاً يبحث عن الهدوء سيجد مكاناً أفضل من الكويت في فترة ما قبل وأثناء استجواب رئيس الوزراء الحالي، في حين لم يكن ينقص استجوابات رئيس الوزراء السابق إلا صافرات الإنذار، ونزول الناس للملاجئ، وإعلان الكويت "دولة منكوبة"، لشدة الصراخ والعويل والنحيب والولولة التي قامت بها وسائل الإعلام "التابعة". مشكلة الأقلية الحالية أنها تريد أن تفعل كما فعلت المعارضة في البرلمان السابق، عندما أقلقت الحكومة السابقة وطردت النوم من عينيها. وإذا كانت غضبة المعارضة السابقة مغلفة برعد مزمجر مرعب وبرق لامع يخطف العيون وعواصف عاتية وأمطار غزيرة تغرق الطرقات وتسيل منها الوديان، فإن غضبة الأقلية الحالية جاءت على شكل ثلاث قطرات من المطر، لا رعد فيها ولا برق، لم توقظ حتى عنزة من قيلولتها. وإذا كان استجواب عاشور لرئيس الحكومة كقطرات مطر ثلاث، فإن استجواب النائب القلاف لوزير الإعلام سيكون بحجم قطرة واحدة، تك وبس. وبالطبع لن يخلو استجواب وزير الإعلام من الأداء المسرحي وتعبيرات الوجه ومط العيون والشفاه. فيا أصدقائي نواب الأقلية المنكوبة، تذكروا قول المثل: "ما كل من هاز الجبل يرقاه"، وترجمته ما كل من أقدم على صعود الجبل استطاع ذلك. وصدقوني، للاستجوابات رجالها وشروطها وفنها، وليس عيباً أن تفشلوا في أمر ما، بل العيب أن تستمروا في الفشل. دونكم أنا، فقد أردت أن أصبح لاعب كرة قدم، ولم يبق نادٍ رياضي لم أسجل قيدي فيه، لكن أحداً من المدربين لم يهده الله فيوافق على ضمي للفريق، لأنني، بحسب ادعائهم، لا أفرق بين حلبة الملاكمة وملعب الكرة، ثم إن قوانين الكرة تسمح بأن يمرر اللاعب الكرة بين رجلي خصمه، لكنها لا تسمح للاعب الذي مرت الكرة بين رجليه أن يبطح خصمه على الأرض ويجثم على رقبته وصدره، لذا كان قرار الطرد من النادي يأتي كلمح البصر، وكنت أنتقم من المدربين عبر عجلات سياراتهم وسيارات الإداريين فأفرغها من الهواء، وأحياناً أخطئ فأغزو عجلات سيارات أولياء أمور الناشئين. ولا يشعر بسعادتي، وأنا مختبئ أراقب المدرب وهو واقف إلى جانب سيارته يضع كفيه على وسطه أو على رأسه، إلا مجرب. لهذا، أقترح على كتلة الأقلية أن توفر الوقت على نفسها وعلى البلد، فتترك الاستجوابات، وتتجه إلى عجلات سيارات الوزراء. وبدلاً من أن تلتقط الصحافة صوراً للنائب المستجوب مع أمين عام البرلمان، ستلتقط صوراً للنائب المستجوب مع عجلة سيارة الوزير المراد استجوابه. فكروا في الأمر وستجدون أن إفراغ عجلات سيارات الوزراء من الهواء أشد عليهم من استجواباتكم لهم.
back to top