بينما استمرت العمليات العسكرية في كل أنحاء سورية، استقبل الرئيس السوري بشار الأسد في دمشق رئيس مجلس الشورى الايراني علي لاريجاني، الذي استهل من العاصمة السورية جولة إقليمية ستقوده إلى لبنان وتركيا.

Ad

وأكد الأسد خلال اللقاء أن «سورية ماضية في انجاح الحوار الوطني بالتوازن مع محاربة الإرهاب الذي يسعى الى زعزعة امن واستقرار سورية والمنطقة بأسرها»، مثمناً «حرص ايران على دعم ومساعدة الشعب السوري ودعمه للحوار السياسي من خلال الجهود التي تقوم بها في هذا الإطار والتي كان آخرها الحوار الوطني السوري».

وشدد الأسد ولاريجاني على «حرص سورية وإيران على الاستمرار في تعزيز العلاقات الثنائية ومواصلة التشاور والتنسيق تجاه قضايا المنطقة ذات الاهتمام المشترك».

وكان لاريجاني الذي تعد بلاده من أبرز حلفاء نظام الرئيس الأسد، قال لدى وصوله الى مطار دمشق إن «هناك من يريد المغامرة في المنطقة من خلال التسبب بالمشاكل لسورية»، زاعماً أن «عسكرة الازمة تؤدي الى قتل المزيد من أبناء الشعب السوري، وهذا اسلوب خاطئ».

وشدد لاريجاني على ضرورة إجراء «الاصلاحات الديمقراطية»، معتبراً أن ذلك يمكن تحقيقه «عبر الحوار السياسي»، ومشيراً الى أن «سورية هي احدى الدول التي تلعب دورا مهما في دعم المقاومة».

وكان لاريجاني قال قبل مغادرته طهران إن «بعض المجموعات (المعارضة) تقوم باسم الإصلاح بشن عمليات متهورة وتسعى إلى بلبلة الوضع السياسي في سورية، لكنها لم تتمكن من تحقيق ذلك»، وتابع «اننا ندعم الديمقراطية والاصلاح في سورية لكننا نعارض أي عمل متهور».

«الباتريوت»

إلى ذلك، اعتبرت دمشق أمس أن طلب تركيا من حلف شمال الاطلسي نشر صواريخ باتريوت المضادة للصواريخ على الحدود بين البلدين، هو «خطوة استفزازية جديدة»، بحسب ما أفاد مصدر في وزارة الخارجية السورية.

وحمل المصدر السوري «حكومة (رئيس الوزراء التركي رجب طيب) أردوغان مسؤولية عسكرة الأوضاع على الحدود السورية التركية وزيادة التوتر والاضرار بمصالح الشعبين الصديقين»، معتبرا ان الخطوة التركية تصب «في محاولة لإيهام الرأي العام التركي بوجود خطر قادم من سورية».

أما وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف فقد اعتبر أن احتمال نشر صواريخ باتريوت قد يسبب «نزاعا مسلحا خطيرا»، وقال في هذا السياق: «بقدر ما تتكدس أسلحة بقدر ما يزداد خطر استخدامها»، وأضاف ان «تكديس الاسلحة يطرح تهديدات ويشجع على الارجح اولئك الذين يريدون اللجوء بشكل اكبر الى القوة». وأوضح ان «نشر اسلحة يطرح تهديدا بأن يؤدي اي استفزاز الى نزاع مسلح خطير. ونريد تفادي هذا الأمر بأي ثمن».

أما في أنقرة، فقد اكد وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو امس ان النشر المحتمل لصواريخ باتريوت يرتدي طابعا دفاعيا بحتا، وعلى روسيا ألا تقلق. وقال في هذا السياق: «انه نظام دفاعي، لا داعي لقلق أي دولة وخاصة روسيا».

وأوضح داود اوغلو خلال مؤتمر صحافي في انقرة بعد لقائه رئيس الائتلاف السوري المعارض احمد معاذ الخطيب أن بلاده لديها حدود بطول 900 كلم مع سورية التي تشهد مواجهات بين النظام ومعارضة مسلحة، وأنها تعرضت «لانتهاكات حدودية» من طرف دمشق.

قطر وأنقرة

في سياق آخر، أعلنت قطر احدى الدول الأساسية الداعمة للمعارضة السورية انها طلبت من الائتلاف الوطني للمعارضة تعيين سفير في الدوحة، على ما اعلن مسؤول قطري رفيع لوكالة الانباء الرسمية مساء أمس الأول، في حين أعلن داود أوغلو أن «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة» السوري المعارض سيفتتح مكتباً تمثيلياً له في إسطنبول.

الأكراد

إلى ذلك، اتفقت المجموعات الكردية الرئيسية في سورية على تشكيل قوة عسكرية موحدة لمواجهة المقاتلين المعارضين شمال شرق سورية. وقال محمد رشو ممثل مجلس الشعب لغرب كردستان في اربيل ان محادثات بين قوى كردية سورية انطلقت منذ ثلاثة ايام في عاصمة اقليم كردستان العراق للاتفاق على «بدء حماية المناطق الكردية من اي اعتداءات قد تتعرض لها»، وأضاف «اتفقنا مبدئيا على تشكيل قوة على ألا تنتمي لأي جهة» محددة.

وتأتي هذه الخطوة في اعقاب اشتباكات في الايام الماضية بين مقاتلين سوريين معارضين من «جبهة النصرة» و»تجمع غرباء الشام» ذي التوجه الإسلامي، ومقاتلين اكراد من لجان الحماية الشعبية، في مدينة رأس العين الحدودية مع تركيا في محافظة الحسكة (شمال شرق).

وأدت الاشتباكات أمس الأول الى مقتل تسعة مقاتلين بينهم ثمانية من جبهة النصرة وغرباء الشام ومقاتل من اللجان الكردية، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان، وذلك بعد ايام من مقتل 34 شخصا من جراء اشتباكات بين الطرفين وقعت الاثنين الماضي في المدينة نفسها.

وحذر «تجمع غرباء الشام» كل «من رفع السلاح في وجهنا» وخاصة حزب العمال الكردستاني والحزب الديمقراطي الكردي من اي عمل «يتعارض مع مسار الثورة»، داعيا الى انسحابهما «الفوري» من رأس العين، بحسب ما جاء في شريط مصور بثه ناشطون على شبكة الانترنت امس الأول.

كما دعا البيان الذي قرأه أحد المسلحين محاطا بعشرات آخرين، كل فصائل «الجيش السوري الحر» الى الاتحاد في «معركة تحرير الحسكة»، وهي المدينة التي مازالت خاضعة لسيطرة القوات النظامية السورية، مثلها مثل مدينة القامشلي الواقعة أيضا في محافظة الحسكة.

  (دمشق، أنقرة، موسكو -

أ ف ب، رويترز، د ب أ، يو بي آي)