يهدف طب الأيورفيدا في الأساس إلى تقييم اختلالات الطاقة وتصحيحها. تجري التقييمات عبر طرح أسئلة تتمحور حول الأعراض التي تصيب الفرد وميوله وبيئته وحالته الجسدية. يشمل التقييم أيضاً التحقق من نبض الشخص ومعاينة لسانه وإجراء تقييمات جسدية أخرى. استناداً إلى التقييم، يحدد الأشخاص الذين يزاولون هذا الطب درجة الخلل في طاقة الفرد المعني.

Ad

تختلف هذه المقاربة من ناحية معينة عن وسائل التشخيص الطبي التي يستعملها الطب الغربي، فهي طريقة شاملة لمعاينة أي شخص. وفق هذه النظرية، كل شيء في الحياة له تأثير على الصحة. يشمل ذلك أسلوب الحياة مثل الحمية الغذائية والنشاط الجسدي. لكنه يشمل أيضاً عوامل مثل المحيط اليومي والبيئة العامة، بالإضافة إلى نوع العمل والأصدقاء والعائلة والحالة العاطفية.

من وجهة نظر طب الأيورفيدا، قد تنجم حالة الربو عن الشعور بحر شديد. إذا أُصيبت امرأة بالزكام والسعال المزمن، فقد تكون مصابة بالاحتقان بسبب قابلية جسمها لإنتاج إفرازات سميكة. كذلك، قد يكون تسريع عملية الأيض سبباً للحرقة في المعدة.

لمعالجة هذه المشاكل، يحاول أطباء الأيورفيدا تصحيح الخلل في توازن الطاقة. قد يشمل العلاج التخلص من مجموعة عناصر أو إضافتها إلى حياة الفرد مثل أنواع مأكولات، أو مكملات غذائية، أو نشاطات جسدية، أو جلسات تأمل. في بعض الحالات، قد يتشجع الفرد على تغيير بيئته.

قد ينجم تشخيصان طبيان مختلفان تماماً عن الخلل نفسه في الطاقة. الشخص الذي يعاني القلق مثلاً والشخص المصاب بمرض القرحة الهضمية قد يحصلان على العلاج نفسه في طب الأيورفيدا لأن خلل الطاقة الأساسي يكون مشابهاً في الحالتين.

أبحاث محدودة

يلجأ ملايين الناس حول العالم إلى طب الأيورفيدا، لكن لا تزال الأبحاث عنه محدودة جداً حتى الآن. تطرقت دراسات صغيرة إلى المكملات الغذائية والمواد النباتية التي يوصي بها طب الأيورفيدا في حالات مثل السكري وهشاشة العظام. أظهرت النتائج الأولية مستوى معيناً من الفاعلية. لكن لا بد من القيام بتجارب عيادية إضافية للتأكد من تلك النتائج.

قد تبرز صعوبة أيضاً في إيجاد المنتجات الصحيحة. في الولايات المتحدة، يتم استيراد معظم المنتجات العلاجية في طب الأيورفيدا ولكن من الأسهل إيجادها في المدن الكبرى. وتطرح السلامة جدلاً آخر في هذا المجال. وجدت دراسة معنيّة بتحليل المكملات الغذائية والمواد النباتية التي يستعملها طب الأيورفيدا ويستوردها من الهند والصين أن ثلث تلك المنتجات ملوّث، وكان بعضها ملوثاً بمعادن ثقيلة.

كذلك، لا يتوافر نظام رسمي موثوق في الولايات المتحدة للأشخاص الذين يزاولون طب الأيورفيدا، ما يعني عدم وجود أي ضمانة على أنّ من يدعي مزاولة هذا الطب لديه المؤهلات اللازمة أو حصل على تدريب خاص.

نظراً إلى هذه المشاكل كلها، يصعب أن نوصي بطب الأيورفيدا كمقاربة شاملة للرعاية الصحية في هذه المرحلة. يشمل هذا الطب بعض الجوانب المفيدة طبعاً. تُعتبر تمارين اليوغا والتنفس العميق والتأمل مثلاً من العناصر الشائعة في طب الأيورفيدا. تبين أن هذه التقنيات كلها مفيدة لمعالجة حالات صحية عدة. قد تكون بعض المقاربات الغذائية التي يقترحها طب الأيورفيدا مفيدة أيضاً.

لكل من يهتم بطب الأيورفيدا، من الأفضل الاستعانة بشخص خبير ومعروف في هذا المجال. أفضل ما يمكن فعله هو مقابلة أحد هؤلاء الأشخاص للحصول على معلومات إضافية عن طب الأيورفيدا.

لكن قبل اتخاذ قرار بالخضوع لعلاج معين، من الأفضل استشارة مقدمي الرعاية الصحية الأولية للتأكد من سلامة العلاج ومدى تناسبه مع وضع المريض.