بعد أداء النواب قسمهم في الجلسة الافتتاحية، لم يبق لمن قاطع من نواب المعارضة سوى أن يقبل بالأمر الواقع، ويتمنى التوفيق للمجلس الجديد، وإن اختلف مع شخوصهم وأفكارهم وتوجهاتهم، لأن ما يهم جميع المواطنين هو مستقبل الكويت وتنميتها ورخاؤها، ولن يفرق عندهم أن يقوم بذلك زيد الحكومي أو عبيد المعارض، ففي الآخر النيابة في مجلس الأمة هي تكليف لمواطن أراد خدمة الوطن والمواطنين لا كرسي ينبغي التشبث به وتدمير البلد من أجله!

Ad

والذي يريد خدمة وطنه سيخدمه في المجلس أو خارجه لأن دافعه وطني صرف لا من أجل منصب أو صيت، ولذلك، سيكون من الجميل جداً للإخوة في المعارضة أن يعينوا النواب الجدد بخبرتهم ونصائحهم لا بالتشكيك فيهم، وهم يشكلون ما نسبته 70% من إجمالي عدد النواب، أما الاستمرار في التجمعات والمسيرات التي وصلت رسالتها وعرف صاحب القرار بها، فلا أرى منها أي فائدة منها في الوقت الراهن سوى محاولة التشويش على الحكومة والمجلس وإشغالهما عن أداء دورهما للوطن والمواطن.  لنعطِ المجلس الجديد- مهما كان رأيكم فيه- والحكومة فرصة ولنرَ ماذا سيفعلان؟ فإن نجحا فالنجاح للجميع، وإن فشلا فسنكون جميعاً معكم وسنتبنى كل مطالبكم، التي سقفها السماء والتي بلا سقف!

***

تهديد النائب سعدون حماد الذي سبق التشكيل الوزاري بأنه سيقوم باستجواب وزير النفط هاني عبدالعزيز حسين في حال تكليفه مرة أخرى، يكشف أن الأخ النائب لم يستوعب بعد متطلبات المرحلة التي تقتضي التعاون بين السلطتين والابتعاد عن النهج السابق الذي دأب عليه بعض النواب السابقين بمساءلة الوزير عن فترة سابقة، وهو تجاوز دستوري فاضح لعمل النائب وشخصانية واضحة، لذلك، نأمل من بقية النواب عدم التجاوب مع هكذا استجواب حتى لا نرجع إلى مسلسل الاستجوابات اليومية على الفاضي والمليان ونعود سيرتنا الأولى، كأنك يا مرسوم ما صدرت، وكأنك يا مؤزم... ما قاطعت!  

***

قضية المبيت في "ساحة الإرادة" التي دار بشأنها جدل بين نواب المعارضة ما بين مؤيد ومعارض لها، أثبتت لي من جديد أن هؤلاء القوم لا يعترفون بقانون أو دستور، فالجدل كان دائراً حول "الفتوى" بجواز ذلك وعدم جوازه، وراح كل منهم يبرز فتاواه التي يظن أنها الحق، ولم يتطرق أحد منهم برأي القانون والدستور بذلك المبيت، فمرجعيتهم هي آراء مشايخهم وهي التي على أساسها يقررون أفعالهم ومواقفهم، فقط... لا غير!

***

الروح الرياضية التي سادت انتخابات رئاسة مجلس الأمة والود الواضح بين النواب يجعلنا نستبشر الخير في مجلس قادر على الإنجاز في التشريع والرقابة، نقول هذا بحذر شديد، فقد تعودنا على خيبات الأمل المتتالية في السنوات الأخيرة، لكننا لا نملك سوى التفاؤل، وأن نأمل بأن يكون هذا المجلس بالنسبة إلينا نهاية أحزاننا السياسية!

***

تغريدة:

"وتضحكون فتضحك الأقدار، قال عنه "خبل" فتعالت الضحكات، ولم يمض إلا عام، فإذا هو جالس على كرسيه، ممسك بمطرقته... يحمل لقبه"!