تسعى وزارة التربية إلى تعزيز استخدام تكنولوجيا المعلومات في مدارسها من خلال دمج التعلم الإلكتروني بالمناهج الدراسية في محاولة للارتقاء بالتعليم إلى مصاف المعايير الدولية، وتتجه التربية إلى التركيز على تعزيز دور تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ودمجها بالعملية التعليمية في مدارسها بحيث تتحول هذه المدارس إلى ما يسمى بالمدارس الذكية.
أفضل التقنياتويجسد مشروع المدارس الذكية هذا التركيز بكل جلاء، حيث قامت الوزارة بانشاء عدد 3 مدارس وفق هذا النظام مزودة بأحدث وأفضل التقنيات التي تخدم العملية التعليمية، بكلفة اجمالية قاربت الـ 15 مليون دينار بواقع 5 ملايين دينار لكل مدرسة حيث قام الوزير د. نايف الحجرف بافتتاح مدرستين هما مدرسة ماما أنيسة الثانوية للبنات ومدرسة عيسى الهولي الثانوية للبنين، فيما كانت الثالثة هي مدرسة ثانوية الفروانية بنات، وأكد الوزير أن التربية ستعمل على أن تكون جميع مدارسها ذكية مستقبلا."الجريدة" رغبة منها في تسليط الضوء أكثر على هذه المدارس، قامت بجولة على مدرسة عيسى الهولي الثانوية للبنين في منطقة العقيلة برفقة مدير الشؤون التعليمية محمد الزهمول ومراقب المرحلة الثانوية وفاء الاستاذ ومدير المدرسة ابراهيم بوهندي الذي قدم شرحا مفصلا عن جميع مرافق المدرسة والتجهيزات المتوفرة فيها.أنظمة التحكمبداية، قال مدير المدرسة ابراهيم بوهندي ان المدرسة مصممة وفق أحدث التصاميم العالمية حيث قامت وزارة الاشغال ببنائها وتسليمها للتربية، وهي مزودة بأحدث أنظمة التحكم التي تتيح للمسؤولين فيها التحكم في كل شيء بدءا من الباب الخارجي وصولا إلى الاضاءة وكاميرات المراقبة واجهزة الصوت والحاسبات الالية وحتى الأبواب الداخلية للغرف يمكن التحكم فيها ومعرفة من قام بالدخول والخروج وفي أي توقيت.الأناشيد الوطنيةوأضاف بوهندي أن المدرسة بها غرفة تحكم مركزية تتيح برمجة الحواسيب من خلال السيرفر الرئيسي دون الحاجة للتنقل من جهاز إلى آخر كما أنها مزودة بنظام صوتي يصل إلى جميع أجزائها بحيث يتم استخدامه في الفرص بوضع الاناشيد الوطنية والدينية وغيرها من البرامج التربوية الهادفة، مشيرا إلى أن كل مرافق المدرسة مزودة بساعة من النوع الحديث موصولة بالاقمار الصناعية حيث يتم تحديث الوقت تلقائيا وهي مرتبطة بالجرس المدرسي ليتم من خلالها التحكم بأوقات ضرب الجرس والحصص والطابور وغيرها من الفعاليات التي يتم برمجتها من خلال الحاسوب.واشار إلى أن المدرسة تمتاز بكونها مغلقة وهو ما يوفر على الطلبة مشاكل التعرض للاجواء السيئة من حرارة أو غبار والتي تتسبب في المدارس القديمة في أضرار على صحتهم في حين أنهم في هذه المدرسة لن يشعروا بها، لافتا إلى أن نظام التكييف المركزي يعتمد على الماء المبرد "الشلرات" وهذه الأنظمة ممتازة للاجواء في الكويت.وذكر أن جميع المرافق في المدرسة مجهزة بأحدث الاجهزة فمثلا غرفة العروض الصويتية "السيمنار" تم تجهيزها بالاجهزة الصوتية وكذلك المسرح والقاعات الرياضية بحيث لا تحتاج ادارة المدرسة إلى أي شيء عند بدء الدراسة فكل شيء متوفر وبحسب الاصول، لافتا إلى أن جميع مرافق المدرسية روعي فيها الطلبة ذوو الاحتياجات الخاصة حيث تتوفر لهم أماكن خاصة للدخول إلى جميع المرافق إضافة إلى توفير عدد من المصاعد الكهربائية "الأسانسيرات" والتي تستوعب حوالي 20 إلى 25 طالبا.وفي ما يخص نظام البصمة الموضوع عند مداخل الفصول وبقية الغرف قال بوهندي ان هذه الاجهزة مخصصة للاستخدام من قبل العاملين في المدرسة وليست للطلبة حيث من غير المعقول أن يتم تطبيق البصمة على الطلبة لأن الفصل الواحد به 25 طالبا وهناك 7 حصص في اليوم وفي حال الزامهم باستخدام البصمة فان ذلك سيستغرق وقتا يؤثر على زمن الحصص الدراسية، موضحا أنها وضعت لتستخدم من قبل العاملين في المدرسة لمعرفة من يقوم بالدخول على الغرف والاقسام لاسيما مع وجود عهد واجهزة.مجمع رياضي وملاعب دوليةوبين بوهندي ان المدرسة اضافة الى الجانب العلمي لم تغفل الجانب الحركي حيث تحتوي على مجمع رياضي متكامل حيث تتوفر فيه ملاعب دولية وصالات بدنية وملاعب تنس وكرة يد مغلقة وصالات لممارسة الرياضة الحركية مثل السويدي أو الجمانزيوم وغرف للملابس، لافتا إلى وجود ملعب خارجي لكرة القدم مجهز بالحشيش الصناعي.ولفت إلى أن المدرسة مجهزة بمسرح كبير يستوعب حوالي 500 شخص وهو مجهز بأحدث تجهيزات المسارح من اضاءة وسماعات ولوحات خلفية متحركة اضافة إلى أنه مجهز بعازل للصوت في الحوائط بحيث يمنع حدوث الصدى أثناء العروض والاحتفالات التي ستقام في المدرسة.وتحدث عن عزمه الوصول بهذه المدرسة إلى مرحلة التميز مشيرا إلى أنه وضع خطة سيطبقها تضمن أن يحصد طلبتها مراكز متقدمة في العشرة الأوائل للثانوية العامة بعد ثلاثة اعوام حيث يتم تجهيز طلبة الصف العاشر من الآن لتطوير قدراتهم ورفع مستواهم لهذه المرحلة، لافتا إلى أن أقل طالب في المدرسة نسبته تتجاوز الـ 90%.من الجولة1200 باب وجهاز بصمةكشف مدير المدرسة أنها تحتوي على 1200 باب موضحا أن الابواب يتم التحكم بها عن طريق نظام حاسوب خاص بحيث يسمح لاشخاص معينين بالدخول إلى بعض الغرف دون غيرها من خلال بصمة الاصبع وفي حال دخول شخص بطريقة غير قانونية يتم تشغيل اجهزة الانذار وتقوم كاميرات المراقبة برصد الموقع وتسجيل حركة الدخول ليتم التعرف على الشخص لاحقا.3000 مصباحذكر بوهندي أن المدرسة تحتوي على 3000 مصباح كهربائي «لمبة» في جميع مرافقها لافتا إلى أنها من النوع المحافظ على الطاقة وقال مازحا سنصرف نصف مخصصات الصندوق المالي على استبدالها عند احتراقها.
محليات
المدارس الذكية... طفرة في التعليم الحكومي
29-10-2012