تصلّب الجلد... أسبابه وعلاجه

نشر في 18-11-2012 | 00:01
آخر تحديث 18-11-2012 | 00:01
No Image Caption
أنا امرأة في الخمسين من العمر، اكتشف الأطباء أخيراً إصابتي بتصلب الجلد (scleroderma). ما سبب هذا المرض، وهل من وسيلة للحدّ من تطوره؟ ما الأدوية المتوافرة، ومتى يجب أن أبدأ بتناولها؟
يؤدي داء تصلب الجلد، كما يُظهر اسمه، إلى تصلّب الجلد وأنسجة الجسم الضامة. في حالات معينة يقتصر على الجلد، وفي حالات أخرى قد يلحق ضرراً ببعض الأعضاء من بينها: الكليتان، الرئتان، الجهاز الهضمي، والقلب. لا يعرف الأطباء سبب هذا التصلب بالتحديد، لكن تستطيع الأدوية، حسب العضو المصاب، إبطاء تقدّم المرض أو وقفه بفاعلية.

يعود مرض تصلّب الجلد إلى فرط إنتاج الكولاجين، نوع ليفي من البروتين تتألف منه أنسجة الجسم الضامة (ألياف تؤمن للجسم  الإطار العام والدعم)، خصوصاً الجلد.

لم يكتشف الاختصاصيون بعد السبب الفعلي لإنتاج الكولاجين غير الطبيعي الذي يؤدي إلى تصلّب الجلد، مع أن جهاز المناعة في الجسم يؤدي دوراً ما كما يبدو،  كذلك قد يكون للعامل الوراثي تأثير في ظهوره، إلا أن كثراً يُصابون به من دون سابق إنذار أو تأثير وراثي أو عائلي.

تختلف عوارض تصلب الجلد باختلاف الأعضاء المصابة، من أبرزها: «اضطراب راينود» أي ازدياد رد الفعل تجاه البرد والإجهاد العاطفي بسبب تقلّص الأوعية الدموية في اليدين والقدمين، ما يؤدي إلى نوبات خدر عابرة، ألم، وتبدّل لون أصابع اليدين والقدمين. فضلاً عن ذلك، قد يؤدي تصلب الجلد إلى: تورم الأصابع واليدين، بقع سميكة على الجلد، خصوصاً على الأصابع، جلد متصلب في اليدين، الوجه، والفم.

وبما أن هذا المرض يتطور بمرور الوقت، يزداد تصلب الجلد سوءاً تدريجاً، ولا يتوافر اليوم أي علاج يوقف فرط إنتاج الكولاجين.

ثمة أدوية قد تحدّ من عوارض تصلب الجلد، على سبيل المثال: يمكن استخدام مثبطات الأنزيم المحوّل للأنجيوتنسين (ACE) لفتح الأوعية الدموية ومساعدتها على الاسترخاء، ما يحدّ من اضطرابات الكليتين المرتبطة بتصلب الجلد. كذلك قد تحدّ مثبطات قناة الكالسيوم من عوارض «اضطراب راينود». يدرس الخبراء اليوم أدوية لمعرفة ما إذا كانت تحدّ من التهاب الرئتين الذي يسببه هذا المرض.

قد يصاب مرضى تصلب الجلد بارتفاع الضغط الرئوي، يصيب هذا النوع من ارتفاع ضغط الدم الشرايين في الرئتين والجهة اليمنى من القلب. يمكن لأدوية عدة متوافرة معالجته،  ومن الضروري البدء به في الحال، قبل أن تتطور الحالة وتتخطى مراحلها الأولى.

تشكل معالجة تأثيرات هذا المرض على الجلد تحدياً، لكنك تستطيعين اتخاذ خطوات قد تساعدك. يمكن لحماية الجلد من البرد الحدّ من «اضطراب راينود»، على سبيل المثال، ارتدي قفازين صوفيين كلما تعرضت يداك للبرد، وعندما تخرجين بعض الأطباق من الثلاجة. وعندما تغادرين البيت في جو بارد، غطي وجهك ورأسك وارتدي طبقات عدة من الثياب التي تبقيكِ دافئة.

عليك أيضاً الحفاظ على نشاطك، تبقي التمارين الرياضية الجسم مرناً، تحسّن الدورة الدموية وتحدّ من التصلب. يمكن لتمارين «مدى الحركة» (Range-of-motion) أن تبقي الجلد والمفاصل مرنة، ومن الضروري الامتناع عن التدخين، إذ  يزيد النيكوتين من تقلّص الأوعية الدموية، ما يفاقم عوارض تصلّب الجلد، وتضييق في أوعيتك الدموية.

تُجرى اليوم دراسات حول علاجات أخرى (زراعة الخلايا الجذعية، دواء باكليتاكسيل، ومجموعة من مثبطات السيتوكينات) لمعرفة ما إذا كانت فاعلة في الحدّ من عوارض هذا المرض. ناقشي هذه المسألة مع طبيبك واسأليه حول ما إذا كان أي من هذه الأدوية مناسباً لحالتك. كذلك ناقشي مع طبيبك التوقيت الأفضل لبدء العلاج، فكلما كان مبكراً نجح في ضبط تصلب الجلد.

back to top