لحظة تاريخية صادمة!
![آدم يوسف](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1463597677535940800/1463597704000/1280x960.jpg)
ولم تترجم أي من أعمال مو يان إلى اللغة العربية، ولعل ذلك ما يفضح ضعف الترجمة في الثقافة العربية، وضعف المؤسسات العاملة في هذا المجال، بل هي تسير على غير هدى، رغم وجود العديد من المستشارين، والنقاد العاملين مع مؤسسات النشر هذه في القاهرة، وأبوظبي، والكويت، وأخص هذه الأقطار لأنها الأكثر نشاطاً في هذا المجال، ولها مؤسسات متخصصة في إصدار المطبوعات المترجمة. وكنا نأمل وصول أعمال مو يان إلينا مترجمة، حتى وإن كانت عبر لغة وسيطة مثل الإنكليزية والفرنسية. وكانت مشكلة الترجمة هذه أثيرت حين فاز الروائي التركي أورهان باموق بالجائزة عام 2006، إذ أظهر ذلك فقراً عربياً بمعرفة الثقافة، أو متابعة نتاجات المثقفين في الجارة القريبة تركيا، ذلك بالطبع قبل احتدام حمّى المسلسلات التركية، إذ يبدو في اللحظة الراهنة أن معرفة المجتمعات العربية بالممثلين الأتراك، أكثر كثيراً من معرفتهم بالأدباء والمفكرين فيها.ولم يلتفت كثير منا نحو المفارقة المتمثلة في توق العرب، واندفاعهم نحو "نوبل" الآداب، متجاهيلن الفروع الأخرى، ومن بينها: الفيزياء والكيمياء والطب، فهذه الجوانب ليس للعرب أن يطمحوا إليها، بل إن مجرد التفكير كثير علينا!، وذلك مما يشي بضعف العرب وتخلّفهم الشديد في ما يتعلّق بالابتكارات العلمية، وتلك ناحية تحتاج إلى مزيد من التقصي، إذ ما من وطن عربي يقدّم شيئاً مفيداً للإنسانية في الطب والمبتكرات العلمية. إننا أمام لحظة تاريخية صادمة وجارحة، ولن يشفع لنا التحدث عن ثقافتنا، أو أحقيتنا بالجائزة الأدبية.