يقال إن في السفر سبع أو عشر فوائد، وبغض النظر عن عدد تلك الفوائد، فإنه من شبه المؤكد أن إحدى تلك الفوائد هي التوقف ولو فترة قصيرة عن متابعة الحال السياسي البائس عندنا. فعندما عرفت عن تطورات الأحداث البرلمانية في الكويت أدركت حينها أن فائدة جديدة تمت إضافتها إلى فوائد السفر.
خلال الأسبوع الماضي شاركت في مؤتمرين بدولة الإمارات بالإضافة الى مجموعة لقاءات في عدد من الجامعات.المؤتمر الأول كان عن الإعلام وقضايا الأمة، وهو المؤتمر السنوي لمركز الخليج للدراسات التابع لجريدة "الخليج" في الشارقة، وعادة ما يعقد المؤتمر في ذكرى رحيل أخينا الكبير تريم عمران الذي مازلنا نستشعر الفراغ الكبير الذي تركه، ومازال شقيقه د.عبدالله عمران مستمراً في هذا التقليد العلمي المهم، ودار في المؤتمر حوار مهم حول مستقبل الإعلام وتأثيره على التحولات العربية.أما المؤتمر الثاني فقد كان المنتدى الإعلامي العربي الذي ينظمه نادي دبي للصحافة، وكانت هذه دورته الحادية عشرة. شاركت في إحدى ندوات المنتدى والتي كانت حول النخبة والإعلام وطبيعة المتغيرات في الثورات العربية. وحيث إن مدير جلستنا كان مذيع قناة الجزيرة المعتق جميل عازر فقد وجدتها فرصة سانحة لضرب مثل على كيفية قيام الإعلام بتزييف الواقع من خلال ذلك الرجل الجميل اسماً وموضوعاً. فحيث إنه من المعروف أن جميل عازر يظهر في برامجه متجهماً يشعرك بأن كارثة ستحل في العالم، حتى لو كان الخبر الذي يتلوه سعيداً، إلا أن واقع الأمر هو أن جميل عازر له شخصية ودودة وديعة غير متجهمة، وبالتالي ضربنا مثلاً واقعياً من خلاله لكيفية قيام الإعلام بتزييف الواقع حيث يظهر لنا شخصية أخذ عنها المشاهدون انطباعاً على العكس من حقيقة الرجل. فواقع الإعلام العربي واقع بائس يتم من خلاله السعي إلى تشويه الحقيقة جهاراً نهاراً، بل وبذل الجهد في سبيل تفتيت المجتمعات لتحقيق أهداف سيطرة وهيمنة على حساب الحقيقة التي يتغنى ويتشدق بها الجميع.بالطبع كانت هناك ملامح أمل في وجود شباب بدا أنهم حريصون على التعلم، إلا أن ذلك التعلم لن يكون مفيداً إن استمروا على نفس النهج السائد.وفي وسط تلك التداعيات السلبية حول واقع أعلامنا العربي، جاء خبر فوز زميلتنا بدرية البشر بجائزة المقال الصحفي ليضيف بعداً إيجابياً خاصة أنها أول امرأة تفوز بالجائزة منذ تأسيسها، كما نهنئ أيضاً زميلنا رسام الكاريكاتير المبدع ماهر رشوان لفوزه بجائزة مجاله أيضاً، ونهنئ الإعلامي الكبير محمد السنعوسي على فوزه بشخصية العام الإعلامية، والشكر موصول لنادي دبي للصحافة وجميع العاملين الذين بذلوا جهداً كبيراً لتحقيق هذا التجمع وعلى رأسهم مديرتهم النشيطة مريم بن فهد.وإن كان الشكر قد تحقق لأهله، فلابد من التأكيد على أن الإعلام يتطلب منا جميعاً ما هو أكثر بكثير من الجوائز، فحالة إعلامنا بائسة وبحاجة إلى تغيير جذري في المفاهيم والرؤى والممارسة وقبل هذا وذاك سقف الحرية.
أخر كلام
إعلاميات
14-05-2012