يقول الله تعالى: "فمن عفا وأصلح فأجره على الله"... (الشورى- الآية (40).

Ad

إن أبرز مشكلة تؤرق المعارضة الكويتية الآن هي المحاكمات القادمة والتهم السياسية التي اتهم فيها كبار قادة المعارضة، فمن نراهم ينظمون الندوات في "ساحة الإرادة" ويجيّشون الحشود للقيام بمسيرات هم أنفسهم الذين ينتظرون "أحكاماً" قد تكون قاسية، حسب ما هو متوقع، وهم رجال سياسة وليسوا مجرمين أو إرهابيين، لا سمح الله، ونتفق معهم في كثير من أسباب المعارضة، وحتى إن اختلفنا، فلن ننكر أنه مثلما تهمنا مصلحة البلد، فهم كذلك، وربما أفضل منا، فلكل اجتهاده.

ولعل أهم القضايا المثارة هما قضيتان: الأولى، قضية اقتحام المجلس، والثانية، قضية التعرض للذات الأميرية، ونتمنى أن تصدر بادرة كريمة من سمو الأمير حفظه الله بإسقاط القضيتين نظراً للظروف الاستثنائية التي حدثت وتسببت في الأحداث التي واكبت تلك الظروف، وهي بادرة إن حدثت فلن تكون مستغربة على أبي الكويتيين جميعاً، أميرنا ووالدنا الغالي، وسيكون حساب الأرباح أثقل كثيراً من الخسائر الضئيلة التي قد تحدث لو صدرت تلك البادرة.

وإن حدث ذلك، فمن المؤكد أنه سينزع فتيل التوتر وسيهدئ النفوس، وبعدها أتمنى أن تتم دعوة قيادات المعارضة للجلوس جلسة مصارحة ومصالحة، فكلنا أهل بلد واحد تجمعنا المودة والرحمة وكلنا شركاء في هذا البلد الطيب، وليس عيباً أن تحصل تنازلات معينة من الطرفين، الحكومة والمعارضة، فالمصلحة العليا واحدة، ولا ضير من الأخذ والعطاء، فأمن البلد وأمانه وهيبة الدولة أمور يتفق عليها الجميع.

إن الخوف على أمن البلد واستمرارية الاستقرار بقيادة الأسرة الكريمة هدف لا نقاش حوله، ولا تلوموا الناس حين يخشون على البلد، فما حدث في الأيام القليلة الماضية ليس بسيطاً، ونخشى أن ينطبق علينا قول الله تعالى: "وضرب الله مثلاً قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغداً..." (سورة النحل- الآية (112).

الحكمة وتدخل العقلاء ووأد الفتنة أهم أمور يجب أن نتمسك بها حالياً من أجل الكويت وأهلها، ولدعم استقرارها الراسخ بقيادة سمو الأمير وولي عهده الأمين.

أما ما يقال عن دعم خارجي للمعارضة، فقد ظلم نفسه كل من يقول ذلك قبل أن يظلمهم، وكل أحاديث الدعم الخارجي مجرد "زوبعة في فنجان"، الكل أبناء الكويت، وكلنا "عيال قرية وكلن عارف أخيه".

يقول صلى الله عليه وسلم "كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته".