في ليلة مقمرة من ليالي شهر البركة جاءتني دعوة من "تجار الدين" مختومة بختمهم ومذيلة بتوقيعهم، تتطاير منها رائحة المال مع قليل من نكهة الإيمان والورع والتقوى، إلا أني لم أطرق بابهم لتلبية الدعوة ولن أُلبيها في المستقبل مهما حصل، لأني لن أدخل وكر الثعالب برجليّ هاتين، فكما قال أمير الشعراء أحمد شوقي "مخطئ من ظن يوماً أن للثعلب دينا"!

Ad

عند كتابة الفقرة السابقة وجدت أنها قريبة لما يطرحه كتاب "كليلة ودمنة"، وبالخصوص باب "الأسد والثور" الذي يتعرض إلى خفايا السياسة الداخلية في الدول وصراع السياسيين، ولكن سرعان ما تراجعت عن رأيي وتطهرت وتوضأت سبع مرات واستتبت من فعلتي تلك، بعد معرفة أن هذا الكتاب القصصي المشوق ما هو في الحقيقة إلا خطة فارسية مجوسية سرقها الإيرانيون من الهنود منذ القرن الخامس الميلادي وترجموها وحوروها من أجل السيطرة على دول الخليج (الفارسي) عندهم و(العربي) عندنا، وللانقلاب على نظام الحكم عن طريق تصدير أذناب المجوس وزرعهم في السلك العسكري الكويتي!

نعم هذا ما استنتجه "شيخ" الأغلبية بعد سنوات من العمل بالسياسة وبعد وصوله إلى أرذل العمر! في المقابل، نرى الأغلبية صامتة وكأن على رأسها الطير، لم تصرح ولم تلمح عند تشكيك صاحبهم بولاء شريحة مجتمعية بأكملها، متناسية أن "الإمارة الدستورية" التي تسعى إليها بحاجة إلى مجتمع متماسك يحترم جميع مكوناته دون تمييز.

اعلموا أنكم أنتم من انتهج سياسة التخوين، وأنتم لا غيركم من نشر ثقافة الإقصاء، وهأنتم اليوم تتجرعون من نفس الكأس المسمومة.

فلا نملك اليوم إلا التشكيك في نواياكم، بأنكم ترفعون المصاحف منادين "لا حكم إلا لله" وتصدحون بكلمة حق يراد بها باطل!

اعلموا أن شعب الكويت الذي سطر ملاحم الكفاح بدمائه، لا ينتظر صكوك الولاء من أحد، إنما يحزننا أنين وطننا الكويت وصمت القبور الذي أصابكم!

خربشة:

بعد رسالة الرئيس المصري الإخواني مرسي للرئيس الصهيوني بيريز، ألا زلتم تعتقدون أن للثعلب دينا؟!