استجواب صالح عاشور لسمو رئيس الوزراء يمكن أن يكون فرصة لاستجلاء قدرة الرئيس وحكومته على مواجهة المشاكل والمعوقات والتحديات التي قد تحدث أمامهما، وكذلك يمكن أن يزيد المواطنين اطمئناناً وثقة برئيس حكومتهم، وينقي صورته أمامهم ويعطيه والحكومة تأييداً أكبر، ويزرع في نفوس المواطنين إيماناً أكبر، وكذلك يمكن لهذا الاستجواب ومواجهته العلنية أن يدفعا أعضاء المجلس إلى الاكتفاء به، والالتفات نحو العملية التشريعية وسد العجز والنقص في التشريعات والقوانين المعمول بها، سعياً إلى حل المشاكل القائمة ودفع عملية التنمية وتشجيع الاستثمار، وإنصاف الناس، وتحقيق العدالة بينهم، وهذا ما يتمناه كل مواطن يحب أن يرى بلده في أحسن صورة، ويأمل دوران العجلة السياسية نحو الأمام، وهو ما نسمعه هذه الأيام من كثير من أعضاء المجلس الذين وعدوا ناخبيهم بهذا أثناء العملية الانتخابية الماضية التي لم يمض عليها زمن طويل.

Ad

لكن في المقابل يمكن أن يدفع هذا الاستجواب بعض الأعضاء ويجرهم إلى تقديم مزيد من الاستجوابات المستحقة وغير المستحقة، إما اعتراضاً على وزير ما أو سعياً إلى إسقاط الحكومة والتعجيل بحل المجلس لأسباب كثيرة بعضها تم إعلانه بكل صراحة.

المهم أن تعي الحكومة وسمو الرئيس أن هذا الاستجواب هو اختبار لصلابتها، وصحة موقفها، وثباتها، ووحدة صفها، فإذا نجحت في هذا الاختبار كانت الاختبارات التي بعده أهون، وانفتح أمامها باب للتعاون مع مجموعة من الأعضاء الصادقين غير المتهاونين أو المنتفعين.

أما الناخبون فعليهم مراقبة الوضع ومتابعة ما يجري في قاعة عبدالله السالم وأروقة المجلس بعين العدالة، وروح المواطنة، وقلب المحبة لهذه الأرض وأهلها، لتشجيع المصلح وتأييده، وتنبيه المخطئ وتصويبه، ودون قيامهم بهذا الواجب العظيم سيظل المخطئ سائراً على خطئه وسيمل المصلح من سيره وحيداً يواجه التحديات والصعوبات ويقاوم رياح الفساد دون معين ومؤيد.

***

الأصوات التي تتمنى عدم مشاركة صاحب السمو في قمة بغداد قد يكون لها ما يبررها، لكن العراق كان وسيظل جاراً لنا بحكم الجغرافيا التي لا نستطيع مسحها أو تغييرها، لذلك لابد من المحاولة تلو المحاولة لكسر العداء ومد يد الأخوة، فلربما استطعنا أن نحدث بعض الاختراقات هنا وهناك، فالمحبة بين أبناء الأمة الواحدة هي الأصل، والكراهية هي الاستثناء.