جمال سليمان: أخوض الدراما الكوميدية للمرة الأولى في «ما يحكمش»

نشر في 18-11-2012 | 00:01
آخر تحديث 18-11-2012 | 00:01
يستعد النجم جمال سليمان للمشاركة في مسلسل تلفزيوني وفيلم سينمائي، رغم أن قلبه يعتصر ألماً على دماء السوريين التي تسفك في بلده سورية، ومن اتهامات له بالخيانة والعمالة لأنه يساند الثورة السورية، وكان سليمان عاد لتوه من أبو ظبي بعد مشاركته في فعاليات «مهرجان أبو ظبي السينمائي الدولي» .
حول جديده وخلفيات تصريحاته السياسية، وهو الذي كانت تربطه بالرئيس بشار الأسد علاقة شخصية، ومطالبة البعض بنزع جنسيته السورية منه، كان اللقاء التالي معه.
بما أنك جسدت شخصية صلاح الدين في مسلسل «صلاح الدين الأيوبي»، ما الذي يميّز هذا القائد العظيم؟

كانت لصلاح الدين نزعة نحو الوحدة وكان حلمه توحيد مصر ودمشق وضم حلب إليهما، مع أنه رمز للفتوحات إلا أنه كان يكره الحروب، ولديه قول مأثور: «فما أنا إلا رجل من هذه الأمة»، وعندما كان على فراش الموت قال لأولاده: «إياكم والدم فالدم لا يموت»، وهذه الرسالة يجب أن يسمعها من هم في قلب الأحداث اليوم في سورية.  

لماذا بلغ الوضع في سورية ما هو عليه من التأزم إلى حدّ يدمي القلب؟

 

 اختار النظام الحلّ العسكري وعدم الحوار بين الأطراف السياسية فيما يغيب أي مشروع سياسي، ومع الوقت بلغت الثورة، التي حافظت على سلميتها لفترة، مرحلة لم تعد قادرة فيها على مواجهة السلاح بصدور عارية فبدأت تتسلح. ولكن للأسف لا يصل السلاح إلى أصحاب القضية فحسب، بل إلى الأشرار أيضاً، ذلك كله لأن النظام يستعمل الآلة العسكرية لغة حوار بينه وبينه الثوار والمطالبين بالتغيير، بالتالي وصلنا إلى نطقة اللاعودة.

كنت من المؤيدين للرئيس بشار الأسد فما الذي غيّر قناعتك هذه؟

أعتقدت أن لديه رؤية إصلاحية بما أنه طبيب وتخصص في الخارج، وأنه الأقدر على خلافة والده وتطوير النظام نحو الأفضل. لكن بعد ثلاث سنوات من تسلمه مقاليد الحكم، اكتشفت أن تجربة الإصلاح لن يكتب لها النجاح، في ظل ازدياد الفساد الذي استشرى في المؤسسات والمحسوبيات وسيطرة أشخاص معينين على مقدرات البلد.

أنت اليوم من المغضوب عليهم.

أنا متهم بالعمالة والخيانة لأنني أريد الحوار طريقاً لحل الأزمة في سورية، وأكثر ما يؤلمني أن أحد الزملاء طلب من الرئيس تجريدي من الجنسية لأنني عميل وخائن، ما يعني أن يُحكم علي بالإعدام. بالإضافة إلى أن والد زوجتي الوزير السابق محمد سلمان هو في الإقامة الجبرية، وقرر محافظ مدينة دمشق هدم منزلي.

بما أنك علوي ألا يصعب عليك التحدث بهذه الطريقة؟

أنا نموذج للوحدة الوطنية السورية، فوالدي علوي ووالدتي سنية وكان منزلنا علمانياً لأن والدي كانت تربطه علاقات مع الفئات المختلفة في المجتمع السوري،  وعلّمنا أن عدونا الوحيد هو الصهيوني الذي اغتصب أرضنا.

عندما كنت تتواصل مع الرئيس بشار الأسد ماذا كنت تتحدث معه؟

كنت أنصحه بأن يتيح المجال لأصحاب الرأي للتعبير عن مطالبهم وأحلامهم وطموحاتهم، لكنه كان يقول لي إن هؤلاء يكتبون في صحف معادية للنظام في سورية، وفي فترة ما سمح لهم بالكتابة في الصحافة المحلية، لكن ما لبثت هذه التجربة أن توقفت بعد إقالة الدكتور مهدي دخل الله، رئيس تحرير جريدة «البعث» الناطقة باسم الحزب الحاكم في سورية، بسبب افتتاحيته التي ركز فيها على أهمية إيجاد حلول جريئة لمسألة التنظيم القومي لحزب البعث وتبنيها. وفي أحد لقاءاتي معه اقترحت عليه إنشاء مركز أبحاث تابع لرئاسة الجمهورية يضمّ إصلاحيين وموالين للنظام، وعندما خرجت من هذا اللقاء شعرت بأنه مقتنع به ولكن هذا المشروع  لم يرَ النور.

لماذا منعت من الظهور في الفضائية السورية قبل اندلاع الثورة؟

أنا من السوريين الذين عاشوا في ظلّ حكم عسكري بدأ مع الوحدة السورية المصرية (1958) أي منذ ولادتي، ولم يختاروا بحرية الحاكم، فتأججت في نفسي ثورة على الواقع، ويبدو أن صوتي وصل إلى أصحاب الشأن ولم تعجبهم الحال فمنعوني من الظهور على الشاشة.

هل سورية هي هاجسك اليوم؟

أعتقد أنها هاجس الوطن العربي بأسره. أصبح هذا الموضوع يتعبني، وحدها الأوطان تبقى أما الأشخاص فإلى فناء.

جسدت في مسلسل «سيدنا السيد» شخصيّة الصعيدي التي سبق أن قدمتها في أكثر من مسلسل، ألا تخشى الوقوع في التكرار؟

لا، لأنني أشترط في كل مرة أن تكون الشخصية مختلفة تمامًا عن الشخصيات السابقة التي جسدتها. «فضلون» في «سيدنا السيّد» شخصية محورية، تتشعب منها الأحداث وتعكس صورة رجل يظن أن كل ما يحيط به ملك له كأي ديكتاتور في العالم.

حقق الدور نجاحاً كون الجمهور المصري يحب أن يشاهدني في أدوار صعيدية، وأنا أشعر بمتعة في أدائها، وقد أثبتّ من خلالها أن هذه الشخصية يمكن أن تقدّم بطرق مختلفة. مثلاً، شخصيتي في «حدائق الشيطان» تختلف بالشكل والمضمون عن شخصيتي في «سيدنا السيد»، وكل من يدّعي أن جمال سليمان يدور في فلك شخصية الرجل الصعيدي فحسب هو فاشل في حكمه، لأن هذه الشخصية يمكن أن تقدم بألف لون ولون.

 

ما جديدك؟

سأشارك في مسلسل «ما يحكمش» من تأليف يوسف معاطي وإخراج أحمد شفيق، ويعالج قضايا اجتماعية في إطار كوميدي، وهي التجربة الأولى التي أخوضها في مجال الكوميديا عبر الشاشة المصرية.

كذلك سأشارك في فيلم «الراهب» من تأليف مدحت العدل، إخراج هالة خليل في أول تعاون بيننا، ويشارك في البطولة هاني سلامة. يتمحور الفيلم حول شاب مسيحي يتعرض لمشاكل تدفعه إلى الهروب من المجتمع المحيط به إلى الدير.

back to top